تل أبيض..
عرب وكرد وتركمان وسريان وأرمن وإدارة ذاتية

تل أبيض - خاص عين المدينة

قسمت سكة القطار المعروف بقطار الشرق السريع (برلين-البصرة) قرية تل أبيض، في الأعوام الأخيرة من العقد الأول للقرن العشرين، إلى جزئين، صار الجزء الشمالي في تركيا بعد رحيل العثمانيين وترسيم الحدود، وظل الجنوبي في سورية. وفي كليهما تسكن عائلات من عشائر المشهور (فرع من البقارة) وجيس (قيس) والبوعساف (فرع من الدليم) والبوخميس والنعيم.

محطة القطار التي أنشئت مع السكة جلبت سكاناً آخرين من عرب العشائر السابقة ومن السخانة التجار، ثم، وبعد 1915، من اللاجئين الأرمن ومن السريان الذين نزلوا جنوب المحطة بقليل وفي القرى القريبة، قبل أن يجمعهم الفرنسيون أثناء الانتداب في بقعة واحدة، ويمنحوا كل عائلة أرمنية أو سريانية قطعة أرض منها بعد تخطيطها، حتى صارت البقعة مركزاً للقرية التي سرعان ما تحولت إلى بلدة وهجرت البيوت القديمة بجانب السكة. ازدهرت تل أبيض بعد ذلك مع الحرف التي جلبها الأرمن، وأسهم السريان في استصلاح مساحات شاسعة من الأرض في القرى القريبة، وأدخلوا، في الأربعينات والخمسينات، الآلة إلى العمل الزراعي. آنذاك كان نصف سكان البلدة أو أكثر من المسيحيين، ومقابل جامع واحد بناه إبراهيم النقشبندي، الشيخ الوافد إلى البلدة في العام 1962، بنيت قبله ثلاث كنائس، أغلقت اثنتان منها مع هجرة الأرمن والسريان المتصاعدة في الستينات والسبعينات إلى حلب ولبنان، وظلت كنيسة الأرمن مفتوحة حتى وقت قريب.

يرجع كثير من الرجال الأكبر سناً من أهل تل أبيض الوجود الكردي في المدينة وجوارها إلى أربعينات القرن المنصرم. وقد بدأ، حسب ما يقولون، بشراء عائلات كردية قادمة من عين العرب/كوباني أرضاً شاسعة في قرية اليابسة -4 كم غرب تل أبيض- ثم اتسع في العقود اللاحقة، وخاصة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كفلاحين وعمال على الآلات الزراعية وأصحاب مهن (مع مغادرة الأرمن المتصاعدة) وتجار صغار، حسب ما يقولون، وشاهدهم في ذلك، إلى جانب الروايات، قيود نفوس معظم كرد المدينة قبل الثورة، المنسوبة إلى محلات أخرى غير مدينة تل أبيض، منها اليابسة وسلسلة القرى الممتدة غرباً حتى عين العرب. يجادل الأكراد في الروايات ويعرضون وقائع موازية تتعلق بأسماء ملاك أرض كبار أقاموا في المدينة في سنوات أسبق من التاريخ المذكور.

إلى جانب العرقيات السابقة سكنت تل أبيض أيضاً عائلات تركمانية الأصل جاء معظمها من قرى التركمان جنوب شرق المدينة، وعرب آخرون يعرفون بالهنادة جاء أجدادهم إلى المنطقة ضمن حملة إبراهيم باشا المصري على سورية في العام 1831. وعلى أي حال كان المشهد السكاني التقريبي لمدينة تل أبيض قبيل الثورة متوزعاً على نسب تجعل العرب أغلبية بأكثر من %85 ثم الأكراد بـ10% والتركمان بـ4 % والأرمن بـ%1. وهو تقريب لن يرضي معظم الأطراف، لكنه قد يسهم في تصور التركيب المجتمعي العام. وسيتغير حتماً عند تناول تل أبيض كمنطقة واسعة (5 آلاف كم2 تقريباً) تضم مئات القرى الكبيرة والصغيرة ذات الأغلبية الكردية في الغرب، والعربية في الشرق والجنوب، إضافة إلى 5 قرى تركمانية في الجنوب الشرقي. لتصير «ثلثان للعرب وثلث للكرد والتركمان والأرمن»[1].

لم تكن هذه النسب والأرقام موضوعاً إشكالياً في يوميات السكان على تعدد قومياتهم. وظهرت ملامح التوجس الأولى بعيد تحرير المدينة من النظام في أيلول 2012، تزامناً مع تنامي حضور حزب العمال الكردستاني PKK عبر امتداده السوري حزب الاتحاد الديمقراطي pyd في المجتمعات الكردية، وخاصة في مدينتي عين العرب/كوباني ورأس العين غرب وشرق تل أبيض. لعبت مظاهر الفوضى، متمثلة في سلوك بعض كتائب الجيش الحر، ومظاهر التطرف لدى جبهة النصرة النامية هي الأخرى في المنطقة آنذاك، دوراً في ولادة المخاوف لدى الأكراد، قبل أن يعمقها بالنسبة إليهم الصراع المندلع في رأس العين ابتداءً من كانون الأول 2012 والأشهر اللاحقة له، بين جبهة النصرة –ثم داعش- وبعض كتائب الجيش الحر من طرف وحزب الاتحاد الديمقراطي وتشكيلات عسكرية كردية أصغر من طرف آخر. رغم ذلك ظلت تل أبيض تنعم بسلام أهلي خلال هذه الأشهر، ولم تسجل فيها حوادث تذكر على خلفية عرقية، وشارك العرب والكرد والتركمان والأرمن في مجلس المدينة المحلي بتمثيل مرضٍ للجميع، إلى أن انتقل الصراع إلى المدينة في تموز 2013 حين حوصر أمير «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)في تل أبيض، خلف ذياب الحلوس، الملقب بـ «أبو مصعب» ومرافقوه، في كمين نصبه له pyd ليحاصر في مدرسة بقرية اليابسة، فترد داعش وشقيقتها النصرة بحملة اعتقال عشوائية طالت مئات الأكراد في المدينة كرهائن، إلى أن تدخلت الوساطات والمفاوضات ليطلق كل طرف أسراه. في الأيام التالية قادت داعش حملة تهجير واسعة لأكراد المدينة، وفجرت منازل متهمين بالانتماء إلى خصمها pyd، وامتد التهجير في وقت لاحق إلى 15 قرية كردية غربي تل أبيض.

كان الأكراد أول ضحايا داعش في المدينة، قبل أن تتسع القائمة لتشمل الجميع بعد سيطرة التنظيم في كانون الثاني 2014، ليهرب ناجياً بحياته معظم من شاركوا في أنشطة ثورية أو عامة ما لم يظهروا ولاءهم للتنظيم. خلال حكمها تل أبيض، وكما في أي مكان حكمته، أرهبت داعش الناس وحاولت توريط أوسع شريحة ممكنة منهم بجرائمها بطرق شتى كان منها، في تل أبيض، تعزيز المخاوف العرقية لدى العرب من الأكراد، لاجتذاب المزيد منهم إلى صفوفها، خاصة عقب هزيمتها في معارك عين العرب/كوباني ثم تآكل نطاق سيطرتها التدريجي شرقي تل أبيض وغربها. لم تفلح محاولة داعش تلك، إذ لم تظهر أي حالات تضامن شعبي معها مثلما لم تظهر أي حالات ترحيب بأعدائها، فاختارت الأغلبية الحياد عملياً حين تدفق الآلاف من سكان المدينة والقرى المجاورة منتصف حزيران 2015 عبر المعبر الحدودي إلى الأراضي التركية، عندما وصل مقاتلو pyd وحلفائه من التشكيلات العربية ضمن ما كان يعرف وقتها بغرفة عمليات «بركان الفرات»، كلواء ثوار الرقة ولواء ثوار التحرير. بطرد داعش من تل أبيض عاد الأكراد المهجرون، وفر منها أضعافهم من العرب والتركمان خوفاً من المعارك ومن انتقامات عشوائية ربما تطالهم، الخوف الذي عززته قائمة مطلوبين أصدرها pyd شملت 2500 من السكان. عاد الكثيرون بعد ذلك، عدا نسبة تزيد -بحسب تقديرات ناشطين محليين من العرب- على 30% من عرب المدينة وتركمانها. وليس كل هؤلاء خائفين من pyd أو من إدارته الذاتية، بل إن ثلثهم تقريباً ظلوا بعيدين عن ديارهم بدوافع أخرى، مثل توافر فرص عمل وارتباطهم بنمط حياة مستقر (نسبياً) في مدن لجوئهم التركية.

بذل pyd جهوداً كبيرة ومدروسة بما يحقق غاياته السياسية، لتأسيس نمط حكم خاص به مستنسخ من تجاربه في مناطق سيطرته الأخرى، مع مراعاة خصوصية تل أبيض ولو بقدر محدود. فأسس بداية ما عرف بمجلس الأعيان، الذي ضم أعضاءً من كل المكونات العرقية، قبل أن يتلاشى لحساب تشكلات جديدة. وقلص الحزب حدود المدينة وتوابعها المباشرة إلى نهر الجلاب (3 كم شرق) وأتبع ما يليه لرأس العين. وأتبع المدينة ذاتها لكانتون كوباني في خطوة أثارت استياءً واسعاً نظراً لما تحمله من زيادة عددية لصالح المكون الكردي، وتقليلاً من العرب بإبعاد القاطنين منهم شرق الجلاب إلى وحدة إدارية أخرى. تشرح السيدة زليخة عبدي، الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية في تل أبيض، لـ «عين المدينة»، هيكلية الإدارة المطبقة بأنها تتألف صعوداً من ثلاث مستويات؛ «الكومينات» أو مجالس القرى ثم مجالس الخطوط ثم مجلس المدينة. وهي مجالس تنفيذية تتبع للإدارة الذاتية وتتصل في الوقت ذاته بـ «دار الشعب»، التي هي ليست برلماناً كما يوحي الاسم، بل وحدة إجرائية تتعلق بتنظيم شؤون السكان ذات الطابع المركزي مثل البطاقات الشخصية والعقارات وغير ذلك، وتتبع هي الأخرى للإدارة. وتقول عبدي: «نحن نعمل ضمن المجتمع الطبيعي» الذي «يمنح الراحة لكل مواطن»، وتكمل في تفسير الأدبيات المستلهمة من تعاليم عبد الله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني في كتابه «الأمة الديمقراطية». تنفي عبدي، التي تبدو متفائلة بمستقبل إدارتها، التهم بالتمييز والتهجير وغيرها. وتؤكد أن «سورية وطن للجميع». وترفض التشكيك في طريقة تأسيس الإدارة في تل أبيض، من ناحيتي التعيين أو الانتقاء على أساس الولاء. وتستشهد بعمليات الانتخاب التي بدأت في القرى الآن ثم تصعد إلى مستوى الخطوط ثم المدينة مرحلة وراء أخرى. ترفض عبدي أيضاً الاتهامات بتواطؤ pyd والإدارة الذاتية مع النظام، وتقول إنها هي ذاتها مفصولة من وظيفتها في التعليم، وإن العلاقات الحالية مع النظام هي مجرد تحالفات تكتيكية لا أكثر، وتؤكد أن المواجهة معه قادمة في يوم ما، ولكنها تقرّ أن هذا «التحالف التكتيكي» أفقدهم تأييد شرائح واسعة من السوريين.

في الوسط الرافض للإدارة الذاتية من أهل المدينة تتشابه المآخذ العميقة عليها بأنها غير شرعية لأنها فرضت بالقوة، وأنها واجهة شكلية لأن أعضاءها مجرد أدوات بيد الحزب. ويحدد عبد اللطيف الكجل، وهو عضو مكتب تنفيذي سابق لمحافظة الرقة (قبل الثورة) ووجه اجتماعي معروف، ثلاث ملاحظات على الإدارة القائمة هي: تعيينها من قبل «سلطة استيطان واحتلال»، وأن أغلب الأعضاء العرب فيها مكرهون على المشاركة خوفاً من مصادرة الأملاك والملاحقة والاعتقال بتهم مفتراة، وهو يتحداهم أن ينفذوا أي مقترح يخالف رغبة الحزب وسياساته، وأخيراً أن أعضاء الإدارة ورؤساء مكاتبها يفتقرون إلى الكفاءة: «فكيف لمحكوم جنائي سابق أن يكون رئيساً مشتركاً للإدارة؟! ولسائق جرار زراعي أي يكون رئيساً لدار الشعب؟! ولتاجر أسمدة أن يكون رئيساً للجنة الشؤون الدينية؟!»، حسب وصف الكجل الذي يشكو من مظالم كثيرة لحقت به فقط لأن أولاده كانوا في الجيش الحر، إذ صادر pyd منزله وأرضه الزارعية التي تمتد على مساحة 800 دونم، كما يقول. ويسأل عن مصير المفقودين في معتقلات الإدارة الذاتية، ومنهم بشار خليل الحسين، قريبه الشاب الذي اعتقل بوشاية كاذبة منذ تموز 2015 ولم يعرف مصيره حتى الآن، ويرجح أنه مات تحت التعذيب. من جانبها تنفي عبدي هذه الاتهامات وتقول إنهم أصدروا عفواً عاماً شمل حتى بعض من ارتبط بداعش، وإن أي متهم يعرض على محكمة الصلح أولاً ثم على محكمة العدالة. ووعدت معدّي هذا الملف أنها ستتابع شخصياً قضية بشار. بينما يقلل مناهضو الإدارة من أهمية وعودها الكثيرة دون أن يشككوا بشخص الرئيسة المشتركة لأنها، حسب ما يقولون، «دون سلطة فعلية»، إذ تعود السلطة لـ «كوادر قنديل العاملين وراء الستار».

عبد اللطيف الكجل

يشير عبد اللطيف الكجل إلى أزمة ستظل مؤثرة في المدينة لوقت طويل، وهي المشكلات التي خلقها pyd على أساس قومي. ويتأسف على الماضي الأخوي بين الجميع. ويتذكر المكانة الهامة والأدوار الخيرة لشخصيات كردية، تمكن بعضها من حل مشكلات بين عشائر عربية عجز عن حلها شيوخ عشائر كبرى. ويأمل ألا تتضرر الأخوة الراسخة بين العرب والكرد والتركمان رغم ممارسات سلطة الأمر الواقع.

وفي جلسة كبيرة ضمت عشرة أشخاص، معظمهم خريجو جامعات، من أهل تل أبيض اللاجئين في تركيا، قالوا جميعاً إنهم لا يستطيعون العودة خوفاً من الاعتقال، وإنهم ملاحقون اليوم من pyd مثلما كانوا ملاحقين من داعش، ولم يقبل أي منهم ذكر اسمه خوفاً على أفراد عائلاتهم المتبقين في تل أبيض. يشبّه حقوقي من الحاضرين أساليب الاتهام وفبركة الأدلة لدى pyd بأساليب داعش والنظام. وفي عهد الاثنين، ثم في عهد pyd اليوم، كانت الخدمات متوافرة والأمن العام مستتباً لكن دون حريات أو حقوق راسخة للفرد، فالأنظمة الشمولية جميعها تفرض هذا النوع من النظام كما يقول. أما المعلم السابق فيأسف على الحال التي آل إليها التعليم وعلى فرض اللغة الكردية في مناهج الطلاب الأكراد لمجرد تنفيذ سياسات الحزب ودون تفكير في مستقبل هؤلاء الجامعي. ويقول مسؤول تربوي سابق إن pyd يعبث هو الآخر، مثلما عبثت داعش، بالتعليم، وينظر إليه من المنظور ذاته كوسيلة لخلق أجيال مغسولة الدماغ، وإن مناهج الإدارة الذاتية «القاصرة والمرتجلة والمسيسة» تكمل ما بدأته داعش بالقضاء على جيل بأكمله عبر منهاج «كان تحت الطباعة في الموصل، بمنهاج للـpyd ما يزال تحت الطباعة أيضاً».

تشرح عبدي عن مناهج الإدارة (غير المكتملة حتى الآن) «التي حلّت فيها الديمقراطية محل القومية»، والتي سيدرسها الطلاب العرب والأكراد كل بلغته احتراماً لثقافة كل شعب. ولا تبدي قلقاً من مسألة الاعتراف بشهادات إدارتها في جامعات «روج آفا» المستقبلية أو في «ألمانيا وإنكلترا وفرنسا» وغيرها من الدول التي اعترفت -كما تقول- بهذه الشهادة بعد افتتاح ممثليات للإدارة هناك. ولا تعدّ فرز الطلاب على أساس عرقهم في منهاجين مختلفين عامل عزلة وتقسيم، لأنهما سيكونان في المدرسة ذاتها وإن في غرف صفية مختلفة.

خاص عين المدينة

في شوارع تل أبيض وبيوتها، بعيداً عن القائمين على مشروع الإدارة ومؤيديها وجبهة رفضها الواسعة في أوساط اللاجئين، تبدو الحياة اليومية عادية، رغم الأعلام والصور والشعارات التي تعبر عن سلطة pyd على المدينة وأهلها. يقول شاب عربي متعلم، طلب إغفال اسمه، إن الإدارة الذاتية نجحت في تأمين الحد الأدنى من النظام في قطاع الخدمات العامة وتوفير المستلزمات الرئيسية للسكان وضبط الأسعار. لكن المشكلة الرئيسية بالنسبة إليه هي غياب الحريات وتغول جهاز مكافحة الإرهاب H.A.T الذي يعمل في الخفاء ويعتقل من يشاء لأدنى شبهة أو وشاية دون أن يتمكن أحد من السؤال عنه، وكذلك فرض التجنيد الإجباري على الشباب ضمن ما يعرف بواجب الدفاع الذاتي، وعودة أتباع النظام ومخبريه. يؤكد الشاب أن الخوف من الملاحقة والتهمة السهلة بالعلاقة مع داعش دفعا كثيراً من الشباب العرب إلى الالتحاق بالفصائل العربية التابعة لـ«قوات سورية الديمقراطية» (قسد) رغم معرفتهم بتبعيتها لنظام الأسد، مثل لواء صقور الرقة ولواء أسود الفرات، أكبر هذه الفصائل. ويقول إنه تفاءل أول الأمر بمشاركة فصائل من الجيش الحر في تحرير تل أبيض من داعش، قبل أن يكتشف المشروع الحقيقي لـpyd وسياساته التعسفية في التهجير والتغيير الديمغرافي وفرض ثقافة غريبة عن المجتمع وفق رؤى شخص واحد. ويقول الشاب إنه يذهب إلى المنطقة التي يسيطر عليها لواء ثوار الرقة بحماية أمريكية من pyd جنوب عين عيسى «لاستنشاق هواء الحرية ورؤية علم الثورة يرفرف مرة أخرى» ليستعيد بعض الثقة بالمستقبل المجهول الذي ينتظر المدينة.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------

[1] - تل أبيض في استراتيجيات الدول، محمد الحاج صالح, العربي الجديد

 

استطلاع رأي:

أجرت «عين المدينة» استطلاع رأي شمل عينة من 200 من أهل تل أبيض، نصفهم ما زال يقطنها ونصفهم لاجئ في تركيا. أجري الاستطلاع في الجزء السوري بشكل سري تقريباً، بناء على رغبة الأشخاص المستطلعة آراؤهم. وتشكلت هذه العينة من أشخاص قال معظمهم إنهم يريدون العيش بسلام فقط. بينما تنوعت العينة الثانية في تركيا بين نشطاء وأصحاب مواقف سياسية وأشخاص لا يبالون كثيراً بالشأن العام. وُجّه للعينة الأولى سؤالان؛ الأول عن رأيهم في نجاح الإدارة الذاتية ومجالسها في النواحي الخدمية والاقتصادية، والثاني عن مشاركتهم في انتخابات افتراضية غير إجبارية تحت سلطة الإدارة الذاتية. بينما وُجّهت للعينة الثانية ثلاثة أسئلة عن سبب بقائهم في تركيا؛ أهو اقتصادي أم خوفاً من السلطة القائمة هناك، وعن رأيهم في حقيقة تبعية الإدارة الذاتية لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd، وعن رأيهم في حقيقة علاقتها بالنظام.