صيّاد المدينة

الفيلم الكوميدي
الذي يتناول حياة بشار الأسد السريّة

تختلف الإضاءة بين أحمرٍ وأصفرٍ وأزرق، والدخان يملأ الشاشة، وتظهر وجوه السيدات السوريات المقرّبات من النظام، أو بالأحرى المقرّبات من الأسد أو ربما من... هكذا يغدو رئيس الجمهوريةٍ السفاح والعصابي والمضطرب بطلاً في فيلم غير مكتمل التفاصيل، وهو غالباً ما يلعب دور الجذب والتشويق في الفيلم. قد تنقص المشاهد الكاملة، بينما تشهد محادثات البريد الإلكتروني والسكايب أن أبطال الفيلم هم خلف الشاشة أبطالٌ حقيقيون... نساءٌ فاتنانات ٌ ورئيسٌ لم يتجاوز مرحلة المراهقة بعد.
"عالم بشار الأسد السرّي" على شاشة الأورينت.. ربما تنقصه تلك الكاميرات التي تدخل مخادع الأسد في العواصم التي مرّ بها، إلا أن الصورة العامة توحي للمشاهد بتلك الفتيات المقرّبات من النظام، واللائي ذاع صيتهنّ عند اختراق إيميلات الأسد الشخصية. صور فاضحة لصديقات بشار الأسد وتعليقاتهن.
مثل "هديل العلي" و"شهرزاد الجعفري" وسواهما تؤكد أن الفتى غارقٌ في ملذاته الشخصية. مشاكل بشار الأسد الكبرى
ليست فقط في كونه رئيساً للجمهورية إنما في انحرافاته السلوكية والنفسيّة والأخلاقية، مثله مثل أي محدث نعمة أو رجلٍ عير مناسب على الإطلاق لمكانٍ لا يليق بمن هم على شاكلته، ومثله أيضاً مثل أي شاب فاسد يصدف أن يقيم في بلد أجنبي، ويصدف أن يكون والدهُ رئيس دولة يغدق عليه من أموال الشعب المنهوبة فيهدرها على الملذات.
المفارقة التي يمكن أن تكون مفاجئةً إلى حدٍّ ما هي أن الأسد يكمل مسيرته مع صديقاته في ظل ثورة الشعب السوري عليه! وربما يمكننا تخيل الصواريخ التي يطلقها جيشه من قاسيون على السوريين في غوطة دمشق تأتي في وقتٍ تكون فيه إحدى صديقاته على السكايب أمامه، بينما زوجته في رحلةٍ مع أطفالها لشراء الملابس من عاصمةٍ ما.
نسائه هنّ ذاتهنّ اللائي يطرحن عليه اقتراحاتٍ للظهور بمظهر الرئيس الحضاري، ويطلبن منه أن يلقي خطاباً معيناً، أو أن ينزل بين مؤيديه في ساحةٍ دمشقية، وربما ينتقين له ألوان ملابسه وأحذيته وغير ذلك في مظهره.

هكذا يتمنى بشار صيف 2014...

صياد

حسناً... ها قد حلّ صيف 2014 وانتهت "ولايته الدستورية"... يمكننا اليوم ببساطةٍ تخيّل المشهد.... فتياتٌ يرتدين قمصاناً عليها صورة الرئيس.. احتفالٌ جماعيٌّ وأفراحٌ سوقيّةٌ بانتصاراتٍ كاذبة.... بعض الشوارع ما تزال هادئةً تفتح بابها لمكبّرات الصوت ومغنّي الأعراس والدبّيكة، وآلافٌ من مؤيداته قبل مؤيديه يتدافعن واحدة وراء الأخرى، بعد التهام الشاورما المجانية على شرف المناسبة من الـمزة 86، باتجاه ساحة الأمويين، وقوّات الشبيحة وعناصر الجيش تحيط بحلقات الدبكة وتنتظر أن يتصاعد الإيقاع ليبدأ الميلان والعنف الفني والهتافات. اســم الأسد في كلّ الأغاني ورسـوم الأعلام والصور، على البطون والجبـاه والأيادي بيضها وسمـــــــــرها.
وكاميرا التلفزيون السوري ترصد أطفالاً ينزلون من المدارس فرحين بانتهاء الدوام باكراً. سيداتٌ يلبسن الحجاب، في رسالةٍ يوجّهها التلفزيون، مع التشديد على كل الأحرف: (ها هم السنّة يهتفون للقائد). ورجل دينٍ مسيحيٍّ يميل عنقه نحو صدره لثقل الصليب، وآخر مسلم يكاد وجهه لا يظهر لثقل الأغطية، يتعانقان في الساحة على أنغام الوحدة الوطنية... الكلّ يريد بشار الأسد.
ستنقل كل القنوات إصرار الشعب على ترشّح رئيسه لقيادة الدمار نحو مرحلةٍ جديدة. لم يدل الأسد بتصريحٍ بعد، بينما ينتظر الجميع وقفته أمام مصفّقي مجلس الشعب نفسه (سيظهر عضوٌ جديدٌ يطلب منه قيادة العالم)... بينما يقف الأسد بضحكته الشهيرة وشحوبٍ قليلٍ على وجهه... ويرى أنه ليس من الممكن ترك الملايين التي تريده جانباً والجلوس في المنزل، فيعلن ترشّحه، لتأتي الأصوات بالإجماع وينتخبه الشعب مرّةً أخرى... يستنكر الائتلاف ذلك، وتطالب هيئة التنسيق بإطلاق سراح عبد العزيز الخير وزميليه، الذين يطالب جمهور الهيئة بالكشف عن اسميهما.