بعض دلالات مقتل ريان مشعل

تواترت الأنباء مؤخراً عن مقتل محمد براء كادك المعروف باسم ريان مشعل، أحد أشهر اعلاميي تنظيم داعش وأحد مؤسسي شبكته الإخبارية «أعماق»

لمقتل مشعل هذه الأيام دلالات عديدة، أولها أنه دليل إضافيٌّ من معالم تفكك الدولة المزعومة وجهازها الإعلامي الذي حاز فيها موقعاً مركزياً. وثانيها أنه إشارة على زمن دفع الثمن بعد سنواتٍ خداعاتٍ من التجبّر عاشها التنظيم وزها فيها عناصره وطغوا، ومنهم مشعل الذي يُنسب إليه تسليم عدد من إعلاميي حلب للتنظيم، أحدهم عبد الوهاب الملا كما يقال، وعدد من الإصدارات المريعة في حق إعلاميين من دير الزور وسواها.

ولكن خبرتنا في الكتابة ضد داعش دلتنا أن مجرماً كهذا لن يعدم من يترحّم عليه واقعاً وعلى الإنترنت. وتأتي الرحمة بتأثيرات مختلفة تتلاقى فيها الشفقة على الميتين بالإعجاب المتعاطف مع «نجوم الجهاد» حتى لو كانوا سفاحين وقتلة، وتزيد وتنقص بقدر المظلمة التي يتعرّض لها المكوّن السنّي في المنطقة. فإذا صودف خبر مقتل مشعل مع خبر استيلاء ميليشيا الحشد الشعبي الطائفية العراقية على أراض سورية، مع ما عرف عن هذه الميليشيا من وحشية وتطرف وتبعية لإيران، فإن عدد من سيفقدون أعصابهم بسبب إضعاف «درع السنّة» الداعشي الوحيد سيكون كبيراً، وهذا ما لم يتوقف «العقلاء» عن التحذير منه طيلة السنوات الأخيرة دون جدوى، فها هي أرض العرب تعطى لحزب كرديٍّ متعصب، وأرض السنّة تقع تحت سيطرة خليط من الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات من لبنان إلى أفغانستان، والمظالم تتراكم.

تعليقنا الأخير تعليق شبه خاص، فقد كتب شقيق مشعل على صفحته في فيسبوك أن إعلاميّ داعش قتل «إثر غارة جوية للتحالف استهدفت منزله في منطقة الميادين بدير الزور». الأرجح في مثل هذه الحالات أن يكون المنزل مصادراً من ملكية أحد ضحايا داعش، وأن يكون مشعل غاصباً محتلاً، مما يزيد من مرارة شعورنا في هذه المجلة، الديرية في اهتمامها ومعظم كوادرهاا الذين لا يستطيعون أن يوزعوا مجلتهم ولا أن يصلوا إلى منازلهم بسبب أمثال مشعل. رحم الله طفلته التي قضت معه، وحاسبه حساباً عسيراً على ما اقترفت يداه.