بقرص تحتاني... همّةٌ عاليةٌ وقلّةٌ في الموارد

محطة تصفية المياه في بلدة بقرص

بلدةٌ من بلدات محافظة دير الزور، يحتضن متحفها جناحاً خاصّاً بالإرث الذي تركته للبشرية. ففيها وجد أوّل مخططٍ سكنيٍّ موحّدٍ للقرية الزراعية في منطقة الفرات، والذي يعود إلى العصر الحجري. هذه بقرص على صورتها القديمة، أما بقرص الحديثة فتقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات، على بعد 5 كيلومتراتٍ عن مدينة الميادين.

"عين المدينة" التقت بالسيد ياسر الضحوي، رئيس المجلس المحليّ في بقرص تحتاني، الذي حدثنا قائلاً: يبلغ عدد سكان البلدة 22000 نسمة حسب إحصائية 2011. ويبلغ عدد الأسر النازحة المقيمة فيها 560 أسرة، معظمهم من مناطق الريف التي تعاني من قصف قوّات النظام، مثل موحسن والمريعية.
تم تأسيس المجلس المحليّ في الشهر الثامن من العام 2012، لمعالجة الخلل الذي حدث في الخدمات المقدّمة في المنطقة بعد تحريرها. واستمرّ ذلك المجلس في العمل لمدة شهرين ونصف، وبعد ذلك تم تشكيل المجلس بشكله الذي هو عليه الآن، ولم يتغيّر من حينها.
وحول أهم إنجازات المجلس أضاف: أسهم المجلس في جميع المشاريع الخدمية التي تمّت في بقرص تحتاني، وعلى رأسها مشروع تحويل الريّ إلى الطاقة الكهربائية بدل الديزل، وذلك لارتفاع سعر الأخير وارتباط توريده بالنظام. وقد طُرح مشروع الريّ بواسطة الطاقة الكهربائية في المجلس الأوّل، ثم تمّت متابعته في المجلس الثاني. وقامت جهاتٌ عديدةٌ بالمساهمة فيه، ومنها شركة الفرات للنفط، وجبهة النصرة، إذ عملوا على تأمين المواد للمجلس، الذي قام بدوره بتوزيعها على المشاريع التعاونية في القرية.
كما قام المجلس بالعمل على توسعة محطة المياه الوحيدة في البلدة، حسب الإمكانات المالية للمجلس. إلا أن المشاكل المتراكمة منذ تأسيس مشروع المحطة لم نستطع حلها إلى الآن. ويتولى المجلس أمور محطة مياه الشرب وما تحتاج إليه، مما أدّى إلى تحسّنٍ كبيرٍ في هذه الخدمة.
كما قام المجلس بتنظيم وجود النازحين في المدارس، بشكلٍ يمكّن من استمرار العملية التعليمية. كما أسهم، وفق الإمكانات المتوافرة لديه أيضاً، في إعادة تأهيل بعض المدارس، وتأمين كميةٍ من الديزل خلال فصل الشتاء وتوزيعها عليها. كما عمل المجلس على طلاء واجهات المدارس، وإزالة شعارات النظام السابق، وكتابة عباراتٍ مناسبةٍ بدلاً عنها.
أما أهمّ الصعوبات التي يواجهها المجلس فهي عدم توافر المال اللازم لتنفيذ العديد من المشاريع التي يسعى المجلس لتنفيذها، بالإضافة إلى محاولات أتباع النظام السابق التأثير على نشاط المجلس وافشال العمل الذي يقوم به. وعموماً هناك تعاونٌ مع الأهالي يمكن وصفه بالجيد، ولكن يحول بيننا وبين تطويره ارتباط الكثير منهم بمؤسسات النظام من خلال الرواتب بصورةٍ خاصة.
أما ما يتعلق بالوضع الصحيّ فهو يلقى متابعةً من قبل المجلس. وبحمد الله يتوافر في بقرص تحتاني كوادر طبيةٌ مؤهلةٌ أسهمت في تقديم الخدمات الطبية، وخاصةً المشفى الميداني في بقرص. وبعون الله تمت متابعة حالات الليشمانيا لمنع انتشارها، وكذلك متابعة إصابات الحمى التيفية.
ويعمل المجلس حالياً على تحويل النقطة الطبية الثابتة في البلدة إلى مركزٍ للرعاية الطبية، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطريّ. وهذه الخدمة، لو تمّت، فسوف تنعكس بشكلٍ فعالٍ على البلدة والبلدات المجاورة.
يسعى المجلس حالياً إلى تنفيذ مشروع تحسين الكهرباء في البلدة، التي تعاني من ضغوطاتٍ وأحمالٍ عاليةٍ على المحوّلات، وهذه مهددةٌ بالتلف في أية لحظة. كما يسعى المجلس إلى دراسة وضع الطرقات في القرية من أجل تحسينها.
وحول رأي الأهالي في آلية عمل المجلس التقينا بالسيد (ع، ن) من أهالي بلدة بقرص تحتاني، الذي قال: "المجلس المحليّ منذ تأسيسه والناس تنتظر منه الكثير الكثير. لا نستطيع أن نقول إنه خيب ظن الناس، ولكن حجم الاحتياجات كبير جداً، ولا يتناسب مع الإمكانات المتوافرة لديه".

مجموع الواردات المالية لمجلس بقــــرص المـــحلي: 18441 دولار