الأسلحة الكيميائية.. سبل الوقاية والعلاج

ياسر الشيخ

كيماااااااوي

مع لجوء النظام إلى استخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق عدة من سورية، وتوقع استخدامها في مناطق أخرى، هذه الأسلحة التي تسبب أعراضاً خطيرة ومميتة للجسم البشري وخلاياه، تختلف باختلاف المادة الكيميائية المستخدمة ودرجة التعرض لها؛ يجدر بنا تسليط الضوء على أنواع هذه الأسلحة والأعراض التي تسببها. وللتعرف على أعراض الإصابة بشكل قريب للواقع، وبالاستعانة بشهادة سكان المناطق التي تعرضت للقصف بالأسلحة الكيميائية، كانت معظم حالات المصابين بها سيئة جداً مترافقة بأعراض جسدية عديدة كالوهن وغشاوة البصر وصعوبة التنفس واختلاج العضلات والتعرق والتقيؤ والإسهال والغيبوبة والتشنجات وتضيق بؤبؤ العين (حدقة دبوسية) واحمرار العينين وسيلان الأنف والعيون ونفث الدم. كما أفادت الشهادات من تلك المناطق أن السكان شعروا بانتشار رائحة كريهة في الهواء بعد غارة مفاجئة للطيران، وأحياناً بعد قصف مدفعي, ولم تكن بالضرورة مترافقة مع أصوات انفجار شديد أو شظايا تؤدي إلى إصابات جراء هذه القذائف، ولكن هذه الأسلحة قد تقتصر في أضرارها على انتشار الغازات في الهواء والإصابة بها دون سابق إنذار سوى سماع صوت تحليق الطيران المروحي أو الحربي قبيل انتشارها.
ولعل أكثر الأسلحة الكيميائية المستخدمة أو التي يخشى استخدامها إلى الآن هي غاز السارين وغاز الخردل وغازات الأعصاب الأخرى والمواد الحارقة. ولهذه الأسلحة مجموعة إجراءات من الواجب اتباعها عند احتمال استخدامها أو بعد التعرض لها، فيفضل الجلوس في مكان مرتفع محكم الإغلاق وسد جميع المنافذ لمنع تسرب المواد السامة، والصعود إلى الطوابق العليا وارتداء الأقنعة الواقية أو ما يستعاض عنها، كاستخدام قطعة قماش مبللة بالماء أو أن يلف بها فحم طبيعي بعد طحنه ويوضع داخل بشكير مبلل، ويلف الفم والأنف. كما يمكن أن يستخدم البول البشري بوضعه على القطعة القماشية والتنفس من خلالها. ومن المحبذ ارتداء الملابس الواقية كالأكياس المطرية والقفازات العازلة، وإفراغ خزانات المياه المكشوفة، وعدم تناول الأطعمة التي قد تكون تعرضت لهذه المواد، وعدم الاقتراب من أماكن انتشارها إلا بعد أيام أو ساعات طويلة.
ويجب التعامل بحذر مع المصابين بتلوث الأسلحة الكيميائية خشية انتقال الإصابة للمسعفين جلدياً عبر اللمس والاحتكاك المباشر، لذا من الواجب عند بدء ظهور الأعراض السابقة القيام بخلع ملابس المصاب وتطهير جسمه بكميات كبيرة من الماء والتعامل معه بحذر لكي لا تنتقل المادة السامة جراء ملامسته، ويفضل اللجوء إلى تطهيره بمادة فلر إيرث (Fullers EARTH). وإذا كانت الأعراض تشير إلى استخدام غاز الأعصاب فيجب تجهيز قوارير الأوكسجين وحقن الفاليوم (ديازبام) وريدياً أو عضلياً وحقن الأتروبين عضلياً لأنه  يعتبر دواءً معالجاً لغازات الأعصاب، وكذلك تجب المضمضة بمحلول NaHCO3 تركيزه (5%)، وغسل الجسم بصابون بوتاسى  أو بمحلول 2% NaOH.
 

أما إذا تعرضت المنطقة للقصف بالمواد الحارقة، وهي مواد تكون على شكل ضباب وبحرارة عالية مثل SO3، وتسبب سعالاً شديداً عند استنشاقها وآلاماً في الصدر ونزيفاً حاداً في الرئة وحروقاً شديدة على الجلد، فيفضل الانبطاح على الأرض, وتغطية الرأس باليدين أو تغطية الجسم بقماش مبلل. وفي حال الإصابة يغسل الجزء المصاب بمحلول NaHCO3) 3%) ثم الغسل بالماء النقي والتحويل إلى أقرب مشفى ميداني أو نقطة طبية. وهنا لا بد من الإشارة لضرورة تجهيز أماكن خاصة ما أمكن ذلك تقي التعرض للإصابة بهذه الأسلحة، ووجود فريق طبي متخصص بحالات الإصابة بالأسلحة الكيميائية مجهز بالطرق الوقائية والعلاجية السريعة. كما يفضَّل أن تكون هناك إشارات متفق عليها محلياً تشير عند استخدامها إلى تعرض المنطقة للقصف بهذه الأسلحة.