مهند الطلاع قائد "جيش سوريا الجديد":

سنحرّر دير الزور من داعش ومن عصابات الأسد
نحارب النزعات الانفصالية، وسنعيد العرب والأكراد المهجّرين من الحسكة والرقة إلى بيوتهم

المقدم مهند الطلاع واحدٌ من أبرز وجوه العمل العسكريّ في محافظة دير الزور والمنطقة الشرقية. انشقّ عن جيش النظام في الشهر الأوّل من عام 2012. ترأس المجلس العسكريّ لثوّار دير الزور فور تأسيسه، وتنقل بعدها في مراتب قياديةٍ ضمن هيئة أركان الجيش الحرّ، ليقود أخيراً جيش سوريا الجديد الذي أعلن عن تأسيسه قبل شهرٍ من اليوم.

ما هو جيش سوريا الجديد؟ ومن يقف وراء تأسيسه؟

جيش سوريا الجديد هو جزءٌ من الجيش السوريّ الحرّ. أنشئ برعايةٍ من دولٍ عربيةٍ وغربيةٍ صديقة للشعب السوريّ. وجميع عناصره مقاتلون سابقون في تشكيلات الجيش الحرّ، يخضعون لبرامج تدريبٍ عسكريٍّ احترافيةٍ في معسكراتٍ في الداخل والخارج.

أين تقع معسكرات الداخل والخارج؟

أقيمت معسكرات الخارج في الأردن، أما معسكرات الداخل فلا أستطيع الإفصاح عن موقعها.

يأخذ البعض على جيش سوريا الجديد مآخذ مختلفةً منها قلة عدد المنتسبين إليه، حسبما يقولون، وتجاهله لآلاف المقاتلين من أبناء دير الزور بفصائلهم المختلفة الموجودة في محافظات الشمال السوريّ؛ فما ردّك؟

الأعداد أكثر بكثيرٍ مما يشيع البعض. وطلبات الانتساب إلينا كثيرةٌ جداً. وخلال شهرٍ فقط سيبلغ عدد مقاتلي جيش سوريا الجديد أكثر من ألفين، ليسوا فقط من دير الزور إنما من محافظاتٍ أخرى. نحن لم نتجاهل أحداً من أبناء دير الزور، وتحدثنا إلى جميع القادة الموجودين في الشمال وشرحنا لهم كلّ تفاصيل المشروع وأهدافه. ولكن، للأسف، لم تكن الاستجابة كما يجب؛ إذ تذرّع البعض بحجّة "أننا لا نحمي حدود الأردن"، وآخرون رأوا أن العمل من الجنوب باتجاه دير الزور لن يكلل بالنجاح بسبب طبيعة الأرض وصعوبة العمل في مساحاتٍ صحراويةٍ شاسعةٍ ومكشوفةٍ للعدوّ -وهو رأيٌ غير مصيبٍ في حالة سارت المجريات وفق ما نخطط- وسنواصل مساعينا للملمة صفوف أبناء دير الزور، ولن ندّخر جهداً في سبيل توحيدهم.

لماذا لم ينطلق جيش سوريا الجديد من الشمال حيث تتركز الأعداد الأكبر من مقاتلي دير الزور؟

نسعى ونتمنى أن يتحقق هذا في القريب العاجل. والعمل العسكريّ من الشمال لا يتعارض مع عملٍ آخر من الجنوب، ولكن هناك مصاعب وتحدياتٍ متنوّعةً تقف أمام تحقيق ذلك.

مأخذٌ ثالثٌ على جيش سوريا الجديد هو غموض أهدافه، حسب منتقديه...

قلنا دوماً إن الهدف الأول لهذا الجيش هو تحرير محافظة دير الزور من تنظيم داعش ومن عصابات الأسد. نحن جزءٌ من الجيش الحرّ. ومشروعنا هو المشروع الوطنيّ للثورة السورية نحو دولة العدالة والكرامة والحرية. سندافع عن السوريين جميعاً، وعن سوريا موحدةٍ وديمقراطية. وبعد تحرير دير الزور سنواصل معركتنا حتى إسقاط عصابة الأسد وتحقيق أهداف الثورة كاملة.

هل جيش سوريا الجديد هو الإطار النهائيّ والوحيد لجميع المقاتلين من أبناء دير الزور وغيرهم؟

لا. نحن مستعدون لأن ننضمّ أو نذوب في جسمٍ عسكريٍّ ثوريٍّ أوسع، وكذلك مستعدون لتطوير برامج جيش سوريا الجديد لأن يكون هذا الجسم. فالأسماء ليست مهمةً أبداً بقدر مضمونٍ يؤدي إلى جسمٍ عسكريٍّ منضبطٍ ومنظمٍ ومهنيٍّ ووطنيٍّ قبل كل شيء. ونحن مع أيّ خطوةٍ في اتجاه توحيد أبناء دير الزور تحت مظلة مشروعٍ وطنيٍّ سوريٍّ جامعٍ وتحت راية الثورة وعلم جيشها الحرّ.

حتى الآن ما زال الانقسام والتخبط واضحين في بيئة المقاتلين من أبناء دير الزور، ما هي العوائق التي تقف أمام مشروعٍ يوحّدهم في جسمٍ عسكريٍّ واحد؟

تعدّد الأطراف الداعمة واختلاف أهدافها هو السبب الرئيسيّ الذي يقف عائقاً أمام الوحدة. ولو استغنينا عن هذه الأطراف وتوحّدنا -ولو لأسابيع- لأجبرنا الدول على التعامل معنا وفق ما تمليه مصلحتنا الوطنية والعسكرية قبل أيّ مصلحةٍ أخرى.

في محافظتي الحسكة والرقة أسّس ما سمّي بـ"قوّات سوريا الديمقراطية"، هل من علاقةٍ تربطكم بهذه القوّات؟

لا، أبداً. لا توجد أيّ علاقةٍ من أيّ شكل. فهم مجموع كتلٍ مختلفة النشأة والأهداف، وبعضها من شبّيحة النظام الذين لا يمكن لنا أن نكون في صفٍّ واحدٍ معهم، بل يجب أن يحاكموا في يومٍ من الأيام على ما اقترفوه من جرائم.

في هذه القوّات أيضاً مقاتلو حزب pyd، وهو المكوّن الرئيسيّ لها، ما هو موقفكم من هذا الحزب؟ في بعض ممارساته وفي نزعاته الانفصالية المفترضة؟

لسنا في موقف العداء مع هذا الحزب، ولكن سنقف في وجه أيّ مشروعٍ انفصاليٍّ من أيّ طرفٍ كان، وسنعيد العرب والأكراد الذين هجّروا ظلماً إلى بيوتهم.

في حال تعرّضت مواقعكم أو تحرّكاتكم لأيّ هجماتٍ جويةٍ من طائرات النظام أو الطائرات الروسية، ما هو موقف الدول الراعية لجيش سوريا الجديد، وخاصّةً الولايات المتحدة الأمريكية، من هذه الهجمات؟

لن تجرؤ طائرات الأسد أو الطائرات الروسية على مهاجمتنا، ولن تطأ عصابات الأسد أرضاً سنأخذها. ولدينا ضماناتٌ مؤكدةٌ على ذلك.

هاجمتم بنجاحٍ موقعاً لداعش قرب بوابة التنف الحدودية مع العراق، هل ساندتكم طائرات التحالف في هذا الهجوم؟

نعم، كانت طائرات التحالف إلى جانبنا. وعلى الأرض نجح المقاتلون في السيطرة على موقع لداعش وكبدناهم خسائر بشريةً فادحةً بأكثر من 25 قتيلاً. وهذه العملية هي أوّل عملياتنا ضدّ التنظيم وفاتحة حربنا معه.

أنت متفائلٌ وتتحدّث بثقةٍ عالية. بعد كلّ ما مررتم به أنتم مقاتلي الجيش الحرّ في دير الزور، هل من عوامل ملموسة تدعم هذا التفاؤل والثقة؟

مصدر ثقتي أولاً هو حماس المقاتلين وعزمهم على استئناف المواجهة ضد داعش والأسد، ثم الإمكانات الكبيرة التي حزناها بفضل البرنامج الدوليّ الراعي لمشروعنا. إذ لم نعد نعاني -كما في السابق- من قلة الذخيرة والسلاح. ففي جولة تدريبٍ واحدةٍ، على سبيل المثال، استهلكنا أكثر من 12 ألف طلقة، وهي كميةٌ كانت تشكل شحنة إمدادٍ كاملةً من هيئة الأركان إلى جبهات محافظة دير الزور في وجه النظام.

ما هو دور جبهة الأصالة والتنمية في تأسيس جيش سوريا الجديد؟ وهل هذا الجيش تابعٌ للجبهة أم أنه كيانٌ مستقلٌّ عنها؟

لجبهة الأصالة والتنمية دورٌ كبيرٌ في تأسيس الجيش وفي مساعدة المقاتلين وتشجيعهم على الانضمام إليه في معسكرات التدريب. ولكن لا يمكن اعتبار جيش سوريا الجديد تابعاً لجبهة الأصالة، إنما الجبهة شريكٌ رئيسيٌّ في مشروعه. فالجيش بنيةٌ عسكريةٌ خالصةٌ يجب أن تحظى بهيكل قيادةٍ وتسلسلٍ وظيفيٍّ منفصلٍ عن أيّ كيانٍ آخر. ولكن نحن مع الجبهة في مشروعٍ عسكريٍّ وإداريٍّ واحدٍ لمحافظة دير الزور بعد التحرير، ونعتبر الجبهة الهيئة السياسة الناطقة باسمنا كمقاتلين.

هل لعب المجلس العسكريّ الأعلى ووزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة أيّ دورٍ في تأسيس الجيش أو في التنسيق معكم بعد تأسيسه؟

لا، لا توجد أيّ علاقة. فالمجلس ووزارة الدفاع لا يملكان أيّ إمكاناتٍ للقيام بأدوارٍ هامةٍ في هذا الخصوص. وإلى الآن لم يحدث أيّ تنسيقٍ أو تعاطٍ معهم في شأن جيش سوريا الجديد.