من سيرة نفط دير الزور بعد الثورة

تنظيم الدولة والنفط (2)

(مادةٌ مأخوذةٌ من دراسةٍ عن النفط في المحافظة، منذ خروجه ومنشآته عن سيطرة النظام وحتى الآن. أعدّها فريقٌ من الباحثين. صدرت مؤخراً عن "عين المدينة")

naft

الإنتاج والموارد المالية للتنظيم

يصعب تحديد رقمٍ دقيقٍ لإنتاج تنظيم الدولة من النفط في «ولاية الخير»، للأسباب التالية:

  • التكتم الشديد على أرقام الإنتاج الكلية، وحصر معرفتها بالمسؤولين المهمين عن جهاز التنظيم النفطيّ.
  • تذبذب الإنتاج بين يومٍ وآخر، وأسبوعٍ وآخر، بحسب ظروف العمل.
  • هجمات طائرات التحالف، التي فرضت توقفاتٍ وانقطاعاتٍ مؤقتةً للإنتاج في المواقع المستهدفة.

ولذلك اعتمدنا في الحساب على شهاداتٍ تتراوح الثقة بها بين الدرجة المنخفضة، وهي الشهادات التي أخذها الباحثون من عمال نفطٍ وسائقي صهاريج عملوا خلال الأشهر السابقة في آبار وحقول نفط دير الزور، ودرجةٍ أشدّ موثوقيةً لمهندسين وفنيين عملوا خلال الأشهر السابقة في آبار وحقول النفط المقصودة.

وسنعتمد في هذا الإحصاء التقديريّ التابعية السابقة لآبار ومحطّات وحقول النفط في محافظة دير الزور في أغلب الحالات، إلا في منشأتين نفطيتين تتبعان للشركة السورية للنفط، وجدنا أنه من الأفضل نسبتهما إلى حقول وآبار شركة الفرات النفط، نظراً لتداخل موقعهما مع «البلوك» المحدّد لشركة الفرات. وكذلك الحال بالنسبة إلى المنشأة التابعة لشركة البوكمال، التي باشرت عملها قبل عامٍ واحدٍ من اندلاع الثورة. وهي منشأةٌ صغيرةٌ وغير مؤثرةٍ في نتائج الإحصاء.

 

الحقول والمنشآت التابعة لشركة الفرات للنفط:

1- حقل العمر: يبلغ الإنتاج الوسطيّ اليوميّ لمحطة حقل العمر الرئيسية 12 ألف برميلٍ يومياً. تضاف إليها، وبشكلٍ متقطّعٍ، ألف برميلٍ أخرى لنفط الآبار الواقعة جنوب مدينة القائم العراقية، تحملها الصهاريج ليتمّ خلطها مع نفط العمر قبل المعالجة في المحطة الرئيسية. ولن تحسب هذه الكمية في المجموع النهائيّ الوسطيّ.

يبلغ متوسط مجموع إنتاج الآبار والمحطّات الأخرى التابعة للعمر، والتي تتركّز، بمعظمها، في المناطق القريبة من نهر الخابور، 5 آلاف برميلٍ. يضاف إليها إنتاج الآبار التابعة لمحطة العزبة بمجموعٍ متوسّطٍ يصل إلى 2000 برميل يومياً.

2- حقل التنك: يبلغ الإنتاج اليوميّ المتوسّط لمحطة حقل التنك –بعد صيانتها وإعادة تشغيلها وربط مجموعةٍ من الآبار القريبة والبعيدة بها- 10 آلاف برميل. فيما تتوزّع باقي انتاجيات الآبار على الشكل التالي:

- مجموعة الآبار القريبة والتابعة سابقاً لمحطة البرغوث: 1500 برميل.

- مجموعة الآبار القريبة والتابعة سابقاً لمحطة أبو حردان: 4000 برميل.

- مجموعة الآبار القريبة والتابعة سابقاً لمحطة السرهيد: 1000 برميل.

- مجموعة الآبار القريبة والتابعة سابقاً لمحطة الطيانة: 1200 برميل.

- مجموعة الآبار القريبة والتابعة سابقاً لمحطة جنوب العشارة: 3000 برميل.

- مجموعة الآبار القريبة والتابعة سابقاً لمحطة اليونس: 500 برميل.

- مجموعة آبارٍ أخرى متفرّقةٍ: 1500 برميل.

3- حقل الورد النفطيّ: قبل الثورة، تراجع إنتاج الآبار التابعة لهذا الحقل إلى حدودٍ دنيا. *(200 برميلٍ يومياً)
وتنبع أهميته من كونه محطّة تجميعٍ لأنبوبي التصدير القادمين من حقلي العمر والتنك، ثم الضخ الى المحطة الثانية T2. ولكن تُمكِن نسبة الآبار التابعة سابقاً للشركة السورية للنفط في بادية البوكمال إلى الورد، نظراً لقربها الجغرافيّ منه، لنحصل على متوسط إنتاجٍ بحدود 1500 برميلٍ يومياً.

  • حقل التيّم: ويبلغ المعدل الوسطيّ اليوميّ لإنتاجه 800 برميلٍ. وتمكن إضافة إنتاج آبار الشولا إليه، نظراً للقرب الجغرافيّ. ويبلغ الإنتاج اليوميّ الوسطيّ لهذه الآبار 200 برميلٍ.

 

الحقول والمنشآت التابعة لشركة دير الزور للنفط:

يبلغ المعدّل الوسطيّ لإنتاج الآبار التابعة، سابقاً، لشركة دير الزور في حقول الجفرة والعطالة والقهار، مضافاً إليها إنتاج الحاشية النفطية لمعمل الغاز، 8 آلاف برميل يومياً، يضاف إليها 2000 برميلٍ من المتكاثفات الغازية (Gas Condensate) المعروفة بالبنزين الأحمر، والناتجة عن معالجة الغاز في معمل كونيكو القريب من حقل الجفرة.

 

الحقول والمنشآت التابعة للشركة السورية للنفط:

  • مجموعة الآبار التابعة، سابقاً، لمشروع حقل ديرو: ويبلغ المعدّل اليوميّ الوسطيّ لإنتاجها 1000 برميلٍ، يضاف إليها بئرا شركة الرشيد في منطقة الكسرة بمعدل إنتاج 400 برميل يومياً.
  • مجموعة آبار حقل أو محطّة الخرّاطة: يبلغ المعدّل الوسطيّ لإنتاجها اليوميّ 1000 برميل.

 

الموارد المالية:

يتراوح سعر البرميل الواحد بين 20 دولاراً للنفط الأقلّ جودةً، أو غير الخاضع للمعالجة في محطات المعالجة الرئيسية، و45 دولاراً لنفط هذه المحطات في حقلي التنك والعمر. فيما لا يقلّ سعر برميل المتكاثفات الغازية، أو البنزين الأحمر، عن 50 دولاراً. وتضاف إلى واردات النفط واردات محطة تعبئة الغاز، التي يبلغ إنتاجها اليوميّ الوسطيّ 5 آلاف أسطوانة.

 

ويبيّن الجدول التالي إنتاجيات المواقع النفطية، وأسعار البيع، وإجماليّ الواردات، من كلٍّ من هذه المواقع:

 

الموقع المنتج الكمية اليومية (برميل) سعر البرميل ($) الوارد اليوميّ ($)
محطة حقل العمر الرئيسية 12,000 45 540,000
مجموعات الآبار التابعة سابقاً للعمر 7,000 30 210,000
محطة حقل التنك 10,000 45 450,000
مجموعات الآبار التابعة سابقاً للتنك 12,700 30 381,000
حقل الورد 1,500 30 45,000
حقل التيّم 1,000 25 25,000
الآبار التابعة سابقاً لشركة دير الزور. 8,000 30 240,000
الآبار التابعة سابقاً للشركة السورية للنفط 2,000 20 40,000
المتكاثفات الغازية أو البنزين الأحمر 2,000 50 100,000

 

*المجموع الكليّ: 2,031 مليون دولارٍ أمريكيٍّ. تضاف إليها واردات الغاز، وهي في حدود 10 آلاف دولارٍ يومياً.

العلاقة النفطيّة مع نظام الأسد

هناك جانبان يمكن الحديث فيهما عن العلاقة الغامضة والمتناقضة بين تنظيم الدولة ونظام بشار الأسد في مجالات النفط والغاز؛ الأوّل هو استمرار التنظيم بتصدير الغاز إلى المواقع الخاضعة لسيطرة النظام، بأعلى درجةٍ متاحةٍ، وتوفير أفضل الشروط الممكنة لعمل معمل الغاز، وفق مبدأ (الغاز مقابل الكهرباء) الذي تناولناه سابقاً، ورغم تغيّراتٍ هامّةً طرأت منذ شهر نيسان 2015، إذ قلص النظام استطاعات التيار المارّ إلى شبكة دير الزور، بالتزامن مع توسيع أهدافه العسكرية لتشمل محطة تحويلٍ رئيسيةٍ.
*(دمّرت طائرات الأسد محطة تحويل الدوير، في الريف الشرقيّ لدير الزور، وأخرجتها عن الخدمة)
، قبل أن يقطع التيار نهائياً عن المحافظة. حدث هذا دون أن يوقف تنظيم الدولة تصدير الغاز أو يقلّص كمياته كردّ فعلٍ طبيعيٍّ على سلوك النظام، مما يعمّق الشكوك حول منافع أخرى –غير الكهرباء- يتبادلها الطرفان. قد يكون الافتراض بأن قطع التيار الكهربائيّ عن المحافظة هو حالةٌ مؤقتةٌ، نجمت عن مشكلاتٍ فنيةٍ أو عجزٍ تعاني منه محطّات توليد الكهرباء الواقعة تحت سيطرة النظام، افتراضاً معقولاً، لولا ما توحي به سلسلة الأعمال الكهربائية التي أنجزها التنظيم في الأسابيع الأخيرة
*(توصيل الكهرباء من محطة توليد العمر إلى نقاطٍ ومراكز جديدةٍ خارج نطاق تغطية المحطّة سابقاً)
والتي تدلّ على تكيّفٍ فنّيٍّ دائمٍ مع قطع الكهرباء. إن كلّ ما سبق هو تحليلٌ من غير ما يكفي من المعطيات والدلائل. وفي محاولةٍ لتجنّب التحليل المحض يجب الانتقال إلى الجانب الثاني من الشراكة، أو تبادل المنافع المحتمل بين التنظيم والنظام، وهو النفط. ولا بدّ، في مقدّمة هذا الانتقال، من شرح العلاقة بين كلٍّ من معمل كونيكو للغاز والموقع الرئيسيّ لحقل العمر.

تزوّد محطة توليد الكهرباء، الواقعة داخل سور الموقع الرئيسيّ لحقل العمر، معمل كونيكو بالطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل وحداته الإنتاجية المختلفة. ويقوم المعمل، بدوره، بتزويد محطّة توليد العمر للكهرباء بالغاز اللازم لتشغيلها. وهكذا، لا تستغني أيٌّ من المنشأتين عن الأخرى. هذا ما كان معمولاً به حتى وقتٍ قريبٍ، قبل أن ينجح تنظيم الدولة في فصل الغاز المرافق للنفط المعالج في محطّته الرئيسية، بتشغيل وحدة إنتاج أو معمل غاز حقل العمر. مما يغني محطة توليد الكهرباء عن الغاز المنتج في كونيكو، ويخفف من، أو يلغي، اعتماد التنظيم على المعمل الذي لم تعد المناطق الخاضعة لسيطرته تستفيد من كهرباء النظام المتولدة بغازه
*(تغذّي محطّات توليد الطاقة التي يشغلها النظام محافظة دير الزور بحوالي 130 ميغا واط/ سا. وتقلصت هذه التغذية، إلى حدٍّ كبيرٍ، قبل أن تنقطع نهائياً في نيسان الماضي.)
وخاصّةً مع نجاح التنظيم في تشغيل التوربينات الثلاثة –ثم الرابعة مؤخراً- لمحطّة التوليد، والتي تفيض استطاعاتها المنتجة كثيراً عن الاستهلاك اللازم لتشغيل منشآت النفط في كونيكو والعمر.
*(يصل إنتاج محطة توليد الكهرباء من التوربينات الأربعة في حقل العمر إلى (60-80) ميغا واط/ سا. يلزم منها فقط أقل من 5 ميغا واط/ سا . لتشغيل معمل الغاز ومثلها لباقي المنشآت الأخرى.)

إن أيّ عملٍ تقوم به شركة الفرات، ممثلةً بكادرها الحقليّ والرسميّ
*(ما زال العشرات من موظفي شركة الفرات في موقع حقل العمر على رأس عملهم، في خطوةٍ كان يُعتقد أنها شكليةٌ من جانب النظام. ويتجاوز عدد الموظفين، بالوصف ذاته، في معمل غاز كونيكو، 170 موظفاً.)
والذي يتحرّك فقط بأوامر وتوجيهاتٍ من وزارة نفط النظام حين يتعلق الأمر برفع كشوفاتٍ تقديريةٍ واقتراح أعمال صيانةٍ كبيرةٍ –نسبياً في الواقع الحاليّ- ولا يخدم الجزئيات الدقيقة المشروحة في مشهد العلاقة السابق بين حقل العمر التابع للشركة (التي تتبع بدورها للمؤسسة السورية للنفط) ومعمل الغاز التابع للشركة السورية للغاز (تتبع بدورها للمؤسسة السورية للغاز)؛ هو عملٌ يصبّ في صالح تنظيم الدولة فقط، نظراً لأن الغاز هو الاستفادة الوحيدة المتبقية لنظام الأسد من ثروات دير الزور الباطنية. فأية مقاولةٍ أو مشروع صيانةٍ لعملٍ نفطيٍّ أو غازيٍّ غير متعلقٍ بمعمل الغاز هو خدمةٌ مجانيةٌ يقدّمها النظام لعدوّه تنظيم الدولة الذي يتصارع معه على جبهاتٍ قريبةٍ، كما في مطار دير الزور وداخل مدينتها، وأخرى بعيدةٍ. لقد قامت شركة الفرات للنفط، وعبر تكليفها لشركة أنيسكو الخاصّة ((ENESCO لخدمات النفط المتعاقدة معها، بأعمالٍ متعدّدةٍ كان المستفيد الوحيد فيها هو تنظيم الدولة. بل، ومع تطوّر الأحداث وتجاوزها لنظام بشار الأسد ممثلاً بوزارة نفطه، تخلت أنيسكو، في مرّاتٍ كثيرةٍ، عن الشكليات وعملت مباشرةً مع التنظيم.

قبل الثورة كانت أنيسكو واحدةً من شركاتٍ خاصّةٍ لخدمات النفط تعاقدت مع الشركات الحكومية (المشتركة مع الشركات الأجنبية، على وجه الدقة). ومن هذه الشركات الخاصّة شركة كنامة، التي تعرّضت مستودعاتها، في موقع 10 كيلو شمال دير الزور، للنهب صيف عام 2012، وشركة سورين، التي نجحت في إنقاذ آلياتها بإخراجها إلى مناطق تحت سيطرة النظام، وشركة أساس، التي أثارت الشبهات حولها نتيجة التزام موظفيها الشكليّ لأشهر عدّةٍ بالدوام في موقع حقل العمر الرئيسيّ، تحت سيطرة التنظيم، قبل أن تتفكك ويذوب عمالها وموظفوها في جهاز تنظيم الدولة الناشئ، وبعد أن تملّصت إدارة الشركة من العمل مع التنظيم وتنفيذ أعمالٍ فنيةٍ له. لكن شركة أنيسكو وحدها استأنفت أعمالها بشكلٍ شبه طبيعيٍّ، وتكيّفت مع ظروف ومعطيات العمل الجديدة بسرعةٍ، لتعاود ورشاتها الفنية التنقل من مشاريع لتنظيم الدولة في «ولاية الخير» إلى مشاريع لنظام بشار الأسد في بادية حمص وتحت سيطرته. تختصّ أنيسكو بصيانة الآبار النفطية والغازية وتشغيلها، إضافةً إلى قدرتها على تنفيذ أعمالٍ فنيةٍ أخرى. تعدّ خدمات الآبار، بأنواعها المختلفة، عملاً معقداً يتطلب تقنياتٍ ومعدّاتٍ متطوّرة، لا يمكن لجهاز تنظيم الدولة أن يقوم به بمفرده، على الأقلّ في الظروف الحالية، خلال العام الماضي من سيطرته على المحافظة. تمتلك أنيسكو الخبرة الفنية والتجهيزات والمعدّات اللازمة، التي تأتي في مقدّمتها العربات الثلاث لصيانة الآبار (Well Maintenance Trucks)، وهي عرباتٌ شديدة الأهمية وباهظة التكلفة، إضافةً إلى مستودعٍ خاصٍّ بها في موقع حقل العمر الرئيسيّ. وقد سخّرتها جميعها لصالح تنظيم الدولة، في أعمالٍ ومشاريع كثيرةٍ كان أبرزها:

  • إعادة تشغيل الآبار المغلقة، بفتح صمّامات الأمان الداخلية (Sub-Surface Safety Valves)، المزروعة على أعماقٍ لا تقلّ عن 40 متراً من رأس البئر (Wellhead). فتحت أنيسكو عشرات الآبار المغلقة
    *(قبل خروجها عن سيطرة النظام، قامت بعض الفرق الفنية بإغلاق الصمّامات العميقة لبعض الآبار.)
    وشغّلتها من جديدٍ، وخاصّةً في محيط وداخل السور الرئيسيّ لحقل العمر، وفي حقل التنك. مما زاد إنتاج التنظيم آلاف البراميل يومياً.
  • مساعدة جهاز تنظيم الدولة النفطيّ على إعادة تطبيق تكنولوجيا حقن آبار النفط بالماء (Water Injection Technology) عبر آبار الحقن الخاصّة(Injector Wells) ، لزيادة ضغط الطبقات الخازنة للنفط (Reservoir Pressure) ورفع إنتاجية الآبار المستثمرة. وذلك في الموقعين الرئيسيين لحقل العمر وحقل التنك، وبعد صيانة أنيسكو لمحطّتي ضخّ المياه في كلٍّ من مدينتي الشحيل وأبو حمام التابعتين للحقلين المذكورين على التوالي، وصيانة أنابيب المياه الممتدّة من هاتين المحطتين حتى موقعي الحقلين.
  • المساعدة في تطبيق جهاز تنظيم الدولة لتكنولوجيا الحقن الغازيّ (Gas Injection Technology) في آبار الحقن الخاصّة بالغاز في بعض آبار حقل العمر. مع القيام بما يلزم من أعمال الصيانة اللازمة لأنابيب الغاز الممتدّة بين الضواغط (Compressors) في وحدة فصل الغاز (Gas Separator) ومحطة المعالجة الرئيسية (CPF) وحتى آبار الحقن (Injector Wells).
  • دخلت أنيسكو في شراكة عملٍ مع التنظيم في الأراضي العراقية، في مشروع صيانة وتشغيل أربعة آبار غازٍ في حقل عكاز *(حقلٌ غازيٌّ كبيرٌ كان قيد الإنشاء قبل أن يسيطر التنظيم على معظم محافظة الأنبار.)
    الواقع على مسافة 40 كم تقريباً جنوب مدينة القائم، ويعمل التنظيم اليوم على تمديد خط لنقل الغاز من الحقل الى محطة توليد الكهرباء في محيط المدينة. بدأ هذا المشروع قبل خمسة أشهرٍ، وما زال العمل فيه قائماً، بحسب ما تتيحه ظروف كلٍّ من أنيسكو والتنظيم.

حتى اليوم، يعمل في أنيسكو، في «ولاية الخير»، أكثر من 60 موظفاً ما زالوا مرتبطين بشكلٍ كاملٍ بإدارة الشركة ومكاتبها في دمشق. وبين حينٍ وآخر يأتي أحد مفوّضي الشركة في زيارةٍ سرّيةٍ للقاء مسؤولين في تنظيم الدولة.

تنتمي أنيسكو إلى مجموعة شركات النفط التي يملكها رجال الأعمال الشهير جورج حسواني، الذي ظهر اسمه في مرّاتٍ سابقةٍ كشريكٍ ووسيطٍ بين تنظيم الدولة ونظام بشار الأسد، كان بينها ما تناولته مجلة «عين المدينة» في تقريرها الخاصّ المنشور في العدد 38 عن مشروع حقل توينان للغاز في بادية الشام.
http://ayn-almadina.com/?p=4864

من الصعب التكهّن بمستقبل التعاون أو تبادل المنافع بين النظام والتنظيم، إذ ينطلق كلٌّ منهما في هذه العلاقة من حساباته الخاصّة والمتأثرة بالظروف شديدة التغيّر. لكن، في المستوى الحاليّ من الصراع، لا يبدو هذا التعاون مهدَّداً من أيٍّ من الشريكين العدوّين.