كيف سقطت إدلب؟

تحليلات الشبّيحة العسكرية قبل الهزيمة وبعدها

ادلب3 

بصدمةٍ وذهولٍ تلقى الشبّيحة، على صفحات الفيسبوك، أنباء تقدّم الثوّار في مدينة إدلب، قبل أن يُعلن عن تحريرها بعد أيامٍ، في غياب أيّ تعليقٍ رسميٍّ من قبل النظام على المعارك. وفي هذه الأثناء انقسم المؤيدون المفجوعون إلى فئتين في طريقة تلقيهم للأخبار الواردة من المدينة.

لجأت الفئة الأولى -كما جرت العادة- إلى الإنكار وعدم التصديق، في حين لم تخفِ الفئة الأخرى انهيار معنوياتها وإبداء حيرتها مما يجري، مستذكرةً ما سبق وحدث في الرقة ومناطق أخرى. ليفتح باب التحليل العسكريّ، والمعلومات السرّية القادمة من الأقارب المزعومين الموجودين في أرض المعركة، على مصراعيه، نفياً وتأكيداً وتبريراً.

أثناء اقتراب الثوّار من إدلب نشرت صفحة "شبكة دمشق الإخبارية"، أكبر صفحات تأييد النظام على الفيسبوك، خبراً عن بدء وصول الدعم لقوّات النظام في المدينة. في حين تمادت صفحاتٌ مؤيدةٌ أخرى في ثقتها بالمؤازرة وبسهيل الحسن الذي سيأتي لإنقاذ المدينة: "قلناها لكم ألف مرة إدلب عصية عليكم. مهما أتاكم من دعم خارجي مالي وعسكري ولوجستي ستكون مقبرتكم... ستسحقون كما سحقتم في مناطق أخرى. ابتلعتم الطعم وظننتم أنكم أنجزتم المهمة التي كلفكم بها سلطانكم العثماني لكنكم لم تدركوا بأنكم دخلتم مستنقعاً لن تخرجوا منه أحياء أبداً. النسر يحلق فوقكم ليضرب مرتزقتكم وها هو النمر قادم ليكمل المهمة بالقضاء على من تبقى من فلولكم، فأين المفر؟". وهنا اكتفى المعلقون من الشبيحة بالدعاء وتمنّي النصر القادم لا محالة. فيما أورد بعض رافعي المعنويات من المعلقين أخبارهم الخاصة التي تؤكد انتصارات جيش الأسد الوهمية، يقول مجد: "يا شباب تواصلت مع ابن عمي وهو عم يخدم بالأمن العسكري وقالي انو جنود الله دمروا دبابتين وبيك أب والمعنويات للسما..".

لكن الأمر لم يطل كثيراً حتى بدأ الثوار بنشر الصور والمقاطع من على أطراف إدلب، فيما نقلت الصفحات ما أعلنته وكالة سانا، على لسان مصدرها العسكريّ الخفيّ، من أن "وحداتٍ من الجيش والقوات المسلحة نفذت عملية إعادة تجميع جنوب مدينة إدلب استعداداً لمواجهة آلاف الإرهابيين المتدفقين من تركيا". وهنا أدلى "الفنان" عارف الطويل بدلوه الإستراتيجي: "خطة سحب القوات وإعادة تجميعها اتخذها القادة الميدانيون بناء على ما تفرضه هذه الجولة، أما المعركة بالنسبة لجيشنا لم تنتهي ولم تنحسم بعد. أرجو عدم التكهن وبث روح الانكسار والاستسلام .للميدان رجاله وقادته ونحن على ثقة تامة بجيشنا الباسل" .ليردّ عليه أحد المعلقين: "الخوف يكون التجميع متل مطار الطبقة والفرقة 17.. الله يستر". وفي الوقت ذاته أبدى الكثير من المعلقين عدم قناعتهم بتفسير ما حصل، مطالبين بعدم التضحية بـ"أولادهم" في سبيل مناطق أخرى من سوريا، كما كتب ذو الفقار في صفحة "الفرقة الحادية عشر مدرعات": "دائماً إذا المسلحين بيسيطروا عمنطقة منقول الجيش أذكى مني ومنك. يا أخي ولادنا متموت بقرى ومحافظات لا إلنا فيها لا ناقة ولا جمل.. حاجي نكذب عبعض.. أهل إدلب كلن خونة".

ادلب

ظهر الثوار بعد ذلك في ساحة المحافظة في وسط إدلب، ليردّ الشبيحة بإنشاء صفحة "ثقتنا ما لها حدود"، لرفع معنويات الجيش المهزوم، متوعّدين بالكثير من المفاجآت التي لن تحدث.