في ذكرى وفاة "قائدهم الخالد"...رسالة إلى الشبيحة

استذكر الشبيحة حافظ الأسد في ذكرى وفاته السنوية، وتناوب الآلاف منهم للحج والطواف حول ضريحه "قدس سره" كما درجوا على تنزيهه مؤخراً بعد أن اكتمل عندهم الثناء عليه، وعجزت ركاكتهم عن اكتشاف نعتٍ جديدٍ لمعبودهم، وهم المولعون بالإنشاء المبتذل. وأمام القبر اجتمع ألفا مراهق ومراهقة من شبيبة الثورة (ما زالت هذه المنظمة على قيد الحياة) ليقسموا على الولاء والوفاء والعهد الأبدي بطاعة عائلة الأسد.
ومن جانب آخر، جاءت الذكرى كمصدر تجديدٍ وإلهامٍ لأرواح الشبيحة، ليعقدوا العزم على مواصلة تدمير البلاد وسحق العباد، فكتب شبيح يسمي نفسه "شبيح وروحي فدا صرماية الأسد" مشتاقاً للعصر الذهبي للتشبيح: (راجعة أيامك يا زمان وراجعين ندوس الكل).
وتحسّرت شبيحة حساسة وذات خبرة في الحياة، تسمي نفسها "أنا أسدية وملهمي بشار" بقولها: (يا حيف فعلاً يا حيف على اللي نسيو حافظ الأسد وعلى اللي لحم كتافهن من خير حافظ الأسد، بس فعلاً إذا أكرمت اللئيم تمرد).
وبشيء من الحنين وكثير من الخشوع كتبت "الناطقة الأسدية" على صفحتها التي تحمل صورة نورانية للقائد الخالد (حافظ الأسد حي في قلوبنا ولن يموت).
لكل هؤلاء وأمثالهم نقول: الحرية "اللي بدنا ياها" هي أن نتحرر معكم من عبادة الأبواط وفداء "الصرامي". وأن يُنظر إلى حاكم البلد بوصفه كبير موظفيها وأرفعهم، لا كآغا تمتد ممتلكاته على مساحة الوطن كله، ويصبح التعليم في المدارس والجامعات، والمعالجة في المشافي، والعمل في مؤسسات الدولة؛ بعضاً من أفضاله و"أكلاً" من خيره! الحرية هي أن لا تقابلوا آراءنا بـ"الدوس" ورقابنا بالسكين ورجالنا ونساءنا وأطفالنا بالسكود والأسلحة الكيميائية. هي أن تخرجوا من الانجذاب إلى الجلاد وتقديسه والمشاركة في طاحونة عنفه التي تلتهم المزيد من السوريين كل يوم، لأنكم تصبّون الماء بشراسة منقطعة النظير في ساقيتها.

ذات يوم، سينكشف الغشاء عن بصائركم التي أغشاها مزيج الذعر والحقد الآن. ستعرفون إلى أي مدىً أوغلتم في امتهان إنسانيتكم وانتهاك كل شيء فينا. ذات يوم، سيخلو الفايسبوك السوري من أسمائكم المستعارة فائقة الإهانة لأنفسكم قبل كل شيء... ستجلسون وحيدين وتتذكروا هذه الأيام المجنونة... سيغمركم خجل عميق من الدرك الذي أخذتم في طريقه المنحدر أرواحكم والبلد وأهله... لن تستطيعوا أن تبوحوا لأبنائكم الصغار بما كنتم توغلون فيه من إذلال النفس وكره الآخر إلى درجة الموت الجماعي الذي تهللون له الآن. حتماً سيأتي ذلك اليوم...

. طائفية