- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
علي حواس الخليف.. (عارفة) وهمي وذراع إيرانية في الحسكة
مؤخراً تداولت مواقع إخبارية وصحف سورية وإقليمية اسم علي حواس الخليف، وجاء ذلك في سياق تغطية اجتماعات بين قيادي إيراني ومسؤولين أمنيين سوريين، بمشاركة شيوخ من عشيرة طي وقيادات في "قوات الدفاع الوطني" الموالية للنظام السوري في مدينة القامشلي، على هامش تأسيس ما قيل أنه مجلس عسكري لمواجهة الانتشار الأميركي و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
ينتمي علي حواس الخليف إلى عشيرة الراشد من قبيلة طي التي ينتشر أبناؤها في محافظة الحسكة. من مواليد 1977 في ناحية تل حميس قرية الحصوية، وفق أحد أقربائه الذي أضاف أن الخليف "بعيد عن الجو الاجتماعي في الحسكة، بسبب زواجه من ممرضة في مستشفى الأسد الجامعي تنتمي إلى عائلة العظم في دمشق، حيث عمل منذ منتصف التسعينات عامل تنظيفات في ذات المستشفى".
بقي الخليف يعمل في المستشفى عقداً من الزمن، وانتقل بعده إلى وزارة التعليم العالي حارساً على الباب الرئيسي، وخلال فترة عمله الجديد نال -على ما يبدو- شهادة التعليم الأساسي، الأمر الذي يظهر من تحوله إلى موظف من الفئة الثالثة في مستشفى المواساة الجامعي، حيث يعمل حتى اليوم كاتباً.
يسمي الخليف نفسه على فيسبوك علي حواس "العارفة"، التسمية التي تعني في العرف العشائري الرجل الذي يقوم بمهام القاضي في النزاعات المحلية إضافة إلى معرفته بالأنساب، وهو "منصب" اجتماعي ما زال محترماً وسط البيئة العشائرية في المنطقة الشرقية من سوريا، ويمنح صاحبه مكانة مرموقة إضافة إلى مكانته الأصلية في وسطه الاجتماعي، ويلجأ إليه عادة أبناء عشيرته أو عشائر أخرى من السكان المحليين لحل نزاعاتهم بالاعتماد على الأعراف والتقاليد الموروثة.
ويرى عدد من أبناء عشيرة طي تحدثت إليهم عين المدينة، أن الخليف يحاول احتلال هذا المنصب بالاعتماد على سمعة جده الذي كان عارفة يحظى بقبول واسع لدى جميع عشائر قبيلة طي. في حين يلاقي الخليف منافسة من أخيه المحامي إدريس الذي يحظى بقبول أكبر لدى أبناء القبيلة.
مع بداية الثورة بدأ يظهر الخليف في المجال العام بوصفه أحد المقربين من "أمير قبيلة طي" محمد عبد الرزاق وشيخها المتوفى محمد الفارس عضو مجلس الشعب السابق، ما أكسبه مكانة خلال المناسبات التي يتاح له فيها لقاء ضباط النظام ومسؤوليه، فتعرف خلالها عليهم ومتّن علاقته بهم، وبدأ ينشط انطلاقاً من تلك العلاقة في التعرف على الشخصيات الاجتماعية والعسكرية المحلية، وباستخدام اسم عائلته ومنصب العارفة الذي "يستعمله للبروزة" حسب تعبير أحد أقربائه.
يعتبر علي حواس أحد مؤسسي ما سمي في العام 2018 "المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية"، والتي تهدف إلى "محاربة الوجود الأمريكي وحلفائها في سوريا" كما أعلنت حينها على وسائل التواصل الاجتماعي، وافتتح لها مركز تطويع في قرية الدمخية جنوب غربي القامشلي، إلا أن انكشاف أمره عرضه للملاحقة من قوات قسد وإغلاق المركز، ومنعه من زيارة المنطقة منذ ذلك التاريخ، فبقي ما أعلن عنه على أنه "مقاومة" مجرد صفحة على برنامجي فيسبوك وتويتر، خاصة بعد أن لاقت رفضاً من قبل حتى أقربائه.
رشح الخليف نفسه لعضوية مجلس الشعب في انتخابات 2020 بصفة مستقل عن الفئة "أ"، إلا أنه لم يستطع الوصول إلى الكرسي. وخلال وجوده بدمشق استطاع أن يتعرف على شخصيات إيرانية عديدة، وسافر إلى العراق عدة مرات بصفته عضواً في "مجلس حكماء العراق"، زار خلالها المراقد المقدسة لدى الشيعة برفقة شيخ قبيلة اليسار الطائية الشيعية في العراق مصطفى إسماعيل اليساري، كما زار عدداً من ضباط الجيش العراقي المنتمين لعشيرته، بينما يجهز اليوم لزيارة لبنان كما يدل طلب رسمي حصلت عين المدينة على صورة منه، تقدم به الخليف مؤخراً لإدارة مستشفى المواساة للموافقة على منحه تأشيرة خروج.
زار خليف القامشلي منذ أشهر بعد وساطة عشائرية، ليعيد الكرة ويعمل لتجنيد عناصر لصالح حزب الله في المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام في ريف القامشلي الجنوبي وفق ما أفاد أحد أقربائه، بالإضافة إلى محاولة إقناع مجموعات الدفاع الوطني المنسحبة من حارة طي بتحويل دعمهم من الروس إلى الإيرانيين أو لحزب الله، الذي يفتتح مركزين له في القامشلي، الأول في مؤسسة النقل البري شرقي دوار زوري، والثاني في الفوج 154 أو ما يعرف محلياً بفوج طرطب.