تماثيل ليست لحافظ الأسد

في قرية عين الوادي، وهي إحدى قرى وادي العيون في حماة، افتتح مسؤولو المحافظة نصباً تذكارياً لجنديين شقيقين من أبناء البلدة قتلا في صفوف الجيش الأسديّ. تناقلت صفحات الشبيحة الخبر والصورة، فترحّم معظم المعلقين على القتيلين، وأسفوا على شبابهما الضائع. وتوقع معلقون آخرون أن تكون عائلة القتيلين تعاني الآن من البرد، واقترحوا على مسؤولي المحافظة أن يؤمّنوا لها وقود التدفئة بدل إنفاق الأموال على التماثيل والتقاط الصور وإلقاء الكلمات أمامها. فيما أكد البعض أن هؤلاء المسؤولين، وبعد افتتاح النصب، توجهوا إلى مطعمٍ قريبٍ لتناول الغداء، ثم عادوا بسياراتهم الفخمة إلى بيوتهم أو مكاتبهم الدافئة.

طفلتا ماهر الأسد في مقدّمة الفائزين ببطولةٍ للفروسية

في عائلة الأسد ثلاث إناثٍ يحملن اسم بشرى؛ الأولى هي بشرى الكبرى بنت حافظ الأسد، ثم بشرى ابنتها من زوجها آصف شوكت، ثم الطفلة بشرى بنت ماهر الأسد. ومن أجل الأخيرة وشقيقتها شام أقيمت بطولةٌ للفروسية في نادي "باسل الأسد للرماية والفروسية" بالديماس، شاركت فيها -إلى جانب الفارستين الأسديتين- نخبةٌ من فرسان الحاشية. وكالعادة، فرضت الموهبة الوراثية نفسها على هذا السباق، لتحرز شام المرتبة الأولى لفئة المبتدئين، فيما أحرزت بشرى المرتبة ذاتها لفئة البراعم. ولم يخجل إعلام النظام من تغطية البطولة، غير مبالٍ بمشاعر جمهوره الجريح بقوافل جثث قتلى الجيش الأسديّ. ولم يجرؤ أحدٌ من مؤيديه على الامتعاض أو المطالبة باحترام أحزانهم، فتسليات عائلة الأسد أمرٌ مقدّسٌ يجب عدم التعرّض له بأيّ انتقاد.