إحباط الهدنة في الوعر
النظام يهدّد ميليشياته الطائفيّة بقطع "الذخائر"!

رفض النظام أن يكون طرفاً في مفاوضاتٍ من أجل "الهدنة" المزمع عقدها بين ثوّار حيّ الوعر المحاصر في مدينة حمص وبين الميليشيات الشيعية المسلحة في القرى المتاخمة للحيّ. وأكد ناشطون في الوعر أن نظام الأسد يقوم على تحريض الميليشيات الطائفية في كلٍّ من قرى المزرعة والرقة وشلوح الشيعية المجاورة ضد أهالي الحي، ويمدّها بالسلاح والذخائر اللازمة للاستمرار في قتل المدنيين في الوعر، وابتزاز ثوّار حمص القديمة وريفها الشمالي باقتحام الحيّ إن لم يتوقفوا عن عملياتهم العسكرية ضد النظام.
وتجري مناوشاتٌ يومية ليلاً بين الثوار وميليشيات تلك القرى الشيعية، وتتوقف خلال النهار لتنوب عنها قوات النظام، المتمركزة في الكلية الحربية، وتقومّ بقصف الحي وتدمير مساكنه وأبنيته. وقد أدّت هذه الاشتباكات الليليّة إلى إصابة عشرات المدنيين في الحيّ بسبب الرصاص العشوائي الذي تطلقه تلك الميليشيات.
ويعزو أبو راتب، الضابط المنشقّ وقائد عملياتٍ في حمص القديمة، سبب قيام النظام بإفشال تلك "الهدنة" إلى مخطّطاتٍ مبيّتةٍ لاقتحام الحي وتهجير أكبر عددٍ ممكنٍ من الأهالي، لإجراء تغييراتٍ  ديموغرافيةٍ جذريةٍ لصالح الأقليّة العلوية في المدينة. وأوضح أبو راتب: "وصلت إلينا تسريباتٌ من داخل الكلية الحربية في الوعر أن ضباطاً من قيادة الكلية أجروا اتصالاتٍ هدّدوا فيها قادة الميليشيات الشيعية منذ يومين، وتوعّدوهم بقطع الإمدادات ووقف الدعم العسكري وعدم التغطية على جرائمهم ضد المدنيين من أهل حمص إذا أبرموا هذه الهدنة".
يذكر أن حيّ الوعر يؤوي نحو 400 ألف نازح، إضافة إلى 200 ألفٍ من سكانه الأصليين. ويعيش أوضاعاً إنسانيةً خطيرةً جرّاء الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام عليه منذ أشهر، إذ تقنّن المواد الغذائية التي تصل إليه، الأمر الذي أدّى إلى تجويع كثيرٍ من الأسر وتعرّض حياة المرضى من كبار السن والأطفال للخطر. وقد أطلق ناشطون نداءات استغاثةٍ لفكّ الحصار وإفشال مخططات النظام بتهجير من بقي صامداً في المدينة.