- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
أهالي مدينة حماة.. ما بين ظروف المعيشة الصعبة وسرقة مخصصات (البطاقة الذكية)
تزداد الأوضاع المعيشية سوءاً في مدينة حماة يوماً بعد يوم، ولا يقتصر التردي في مستوى المعيشة على الأجور المنخفضة والأسعار المرتفعة، بل يشمل كل شيء. من التيار الكهربائي الذي يتوفر ساعة وينقطع خمس ساعات، إلى غياب المستلزمات الأساسية للمعيشة التي يفترض بالدولة توفيرها، إلى انعدام قيمة الأجور في القطاع العام. بالنتيجة تتخلى الدولة عن إحدى وظائفها التي لطالما تمسك بها كثر، وهي تقديم الخدمات.. والرواتب!.
"راتبي 55 ألف ليرة وما عندي أي دخل تاني، بشتري كل يوم شوية خضرة كرمال تساعدني على تجهيز طبخة على قدنا". بهذه الكلمات يشرح أبو ياسر أحد سكان مدينة حماة عن وضعه المعيشي الصعب الذي فرضه عليه وعلى عائلته ارتفاع أسعار المواد الأساسية وانخفاض الرواتب، إذ يعاني مثل بقية أهالي مدينة حماة من سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، عدا عن مطالبتهم المؤسسات السورية بتسليمهم مخصصات البطاقة الذكية.
وأصبح ما أطلق عليه النظام السوري اسم "البطاقة الذكية"، مجرد إجراء روتيني دون تفعيل منذ أشهر، وبذلك يسجل الواقع عدم تسلم أهالي المدينة مخصصات البطاقة الذكية، إضافة إلى عدم قدرتهم على شراء المواد بأسعار حرة، وسط حالة من التذمر على موقع التواصل واتهام للمسؤولين بسرقة المخصصات.
أبو سالم موظف في شركة الهاتف، راتبه الشهري 65 ألف ليرة سورية تكفيه لمدة 10 أيام كمصروف للطعام. يوضح خلال حديثه لـ“عين المدينة“ أن "أي طبخة بدنا نعملها رح تكلفني أكتر من 5000 ليرة، أمس عملنا فريكة وشاكرية كلفتنا 11 ألف ليرة".
بدورها تشكو أم أيهم من عدم وصول رسالة على هاتفهم النقال من أجل استلام مخصصاتهم في البطاقة الذكية، على الرغم من أنها لا تكفي احتياجات العائلة "لكنها تسد قسماً من الحاجة بأسعار مخفضة". تقول أم أيهم: "نحن عيلة من 8 أشخاص، بيعطونا ربطة عالبطاقة الذكية، بس بدنا أقل يوم 3 ربطات. الباقي نشتريه من السوق الحرة، ورغم هيك هلق صاروا يسرقوا حقنا بالبطاقة وما عبسلمونا اياها".
ويمنح النظام السوري للمدنيين البطاقة الذكية، من أجل استلام المواد الغذائية ومواد التدفئة، بكمية محددة وبأسعار مخفّضة، ولكنّ هذه المواد لا تكفي ابداً، فيضطر الأهالي لشراء ما يحتاجونه من السوق السوداء، بأسعار مرتفعة.
أبو عامر يعمل على بسطة في المدينة، يشكو من ارتفاع الأسعار بشكل يومي دون وجود مراقبة من قبل النظام، حيث يحتكر التجار العديد من المواد الغذائية ويرفعون أسعارها. يسرد أبو عامر العديد من أسعار المواد، ويتابع "أي أكلة بدك تعملها باليوم بدها تكلف بين 5000 و10000 ليرة، وأنا قاعد بالأجار 40000 بالشهر، يعني إذا اشتغلت ليل نهار ما بلحق مصروف".
وتعتبر الأسعار مرتفعة جداً مقارنة بدخل الفرد، إذ تحتاج العائلة ما بين 300 إلى 400 ألف ليرة سورية لتأمين مستلزمات المعيشة بالحد الأدنى، في حين تتراوح الرواتب ما بين 50 إلى 100 ألف ليرة سورية، ما يستدعي عمل الأشخاص في أكثر مهنة لتأمين الحد الأدنى من مستلزمات المعيشة.
أم خالد لديها ثلاثة أبناء، وهي موظفة منذ 25 عاماً في إحدى المدراس، وراتبها حوالي 53 ألف ليرة. تقول "ما بقى نجيب لحم وفروج، اعتمدت على الخضروات لأنها أرخص وخصوصاً المقالي، لأن اذا بدي أعمل طبخات فيها لحم بدي نص مليون ليرة بالشهر لحتى تكفينا".