منظمة «روافد»

مطبخ روافد الخيري

منذ بداية الحملة الهمجيّة على دير الزور وحتى هذه اللحظة، يعمل العديد من الشباب في المدينة على إيصال المساعدات إلى أكبر قدرٍ ممكنٍ من المحتاجين. وقد نشأت منظماتٌ ولجانٌ إغاثيةٌ تعمل جميعها اليوم كفريقٍ واحدٍ، رغم اختلاف أسمائها، على سدّ حاجات الصامدين في المدينة، من مدنيين ومن مقاتلي الجيش الحر.

 

روافد والعمل الإغاثي

ومن أوائل هذه الجهات منظمة روافد، العاملة داخل المدينة وخارجها. وقد تأسست مع بداية الحملة على المحافظة، وعملت على تأمين أساسيات الحياة للمحاصرين داخل المدينة، ثم تطور عملها لتشمل النازحين في الرقة والحسكة والقامشلي وبعض القرى.
لدى منظمة روافد داخل المدينة مطبخٌ خيريٌ يقدّم الوجبات للفقراء والمحتاجين، وفرنٌ يقدّم مادة الخبز مجاناً لكافة الموجودين بالمدينة، بالتنسيق مع باقي المنظمات الإغاثية. كما تقوم المنظمة بتوزيع السلال الغذائية للعوائل داخل المدينة شهرياً.
واليوم تنفذ روافد عدة مشاريع إغاثية، بالتعاون مع منظمات إغاثية كبرى، كمشروع "كلنا الشام" لتوزيع مادة الخبز داخل المدينة وللنازحين في البوكمال والعشارة والرقة والجزرات، الذي ترعاه هيئة شام الإسلامية،

وتوزيع حليب الأطفال في الأحياء المحاصرة بالتعاون مع Sham Relief، إضافة إلى مركز روافد للاستشفاء في مدينة أورفا التركية، والذي يدعمه صندوق إعانة المرضى الكويتي، ويعنى بمتابعة علاج المصابين من مقاتلين ومدنيين، ويقوم أيضاً بتركيب الأطراف الصناعية لمن فقد أطرافه خلال المعارك، وفق ما يتوفر من إمكانات.
كما أنشأت المنظمة داراً لرعاية المسنين داخل المدينة، يقوم فيها المتطوعون في المنظمة بتأمين احتياجات المقيمين ومتابعة وضعهم الصحي. كما تكفل المنظمة العديد من الأيتام الموجودين داخل المدينة.
وخلال شهر رمضان الفائت نفذت روافد عدة مشاريع، منها حملة إفطار صائم، بتوزيع الماء والعصير البارد والتمر على المارّة ممن أدركهم موعد الإفطار وهم في الطريق. وفي العيد كانت لروافد وقفةٌ مع الأطفال، فقامت بتوزيع الألعاب و"العيديات" عليهم.
ويستعدّ فريق روافد لفصل الشتاء بتجهيز مدافئ الحطب وتوزيعها، مع الأغطية والألبسة الشتوية، على الصامدين في المدينة.

 

معوقات عمل روافد

يشرح أبو أحمد، العضو الإداري لمنظمة روافد، لـ"عين المدينة" معوقات العمل داخل المدينة وفي باقي المناطق قائلاً: "قبل تحرير جسر السياسية كانت عملية إدخال المواد الغذائية والطحين إلى المدينة أشبه ما تكون بالعملية الاستشهادية، أما اليوم فأصبحت مسألة سهلة، لكن ظهرت مشكلة الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية، وارتفاع أجور النقل، وصعوبة عملية إحصاء العوائل المحتاجة، بسبب خروج بعضها وعودة أخرى، وتغيير بعض العائلات لبيوتها بعد قصفها".

 

روافد والناس

دار روافد لرعاية المسنّين | دير الزور

دار روافد لرعاية المسنّين | دير الزور

قامت "عين المدينة" باستطلاع آراء الناس حول منظمة روافد، فوجدنا بعضهم يشيد بها، ووجدنا من ينتقد أداءها وطريقة عملها، وربما يصل الأمر إلى اتهام القائمين عليها باستغلال العمل الإغاثي لخدمة مشاريع سياسية لشخصياتٍ وجِهاتٍ بعينها. إذ يرى ناشطٌ إعلاميٌّ أن روافد هي جزءٌ من منظومةٍ كبيرةٍ إغاثيةٍ ـ طبيةٍ ـ إعلامية، تخدم مشروعاً بعينه ولا تراعي مصالح الثورة العليا، ولا يهمها إلا أن تكون وحدها من يقود ويسيّر الثورة في دير الزور. ويسرد هذا الناشط قائمةً من الحوادث التي يعتبرها إساءاتٍ كبيرةً بحق الثورة،

يأتي في مقدمتها التحريض على الفتنة والخصام. أما أبو محمد، وهو أحد سكان حي الحميدية، فقد اشتكى أن المنظمة لا تقوم بتوزيع السلال الغذائية في حي الحميدية.
ومن جهتهِ يردّ  أبو أحمد على هذه الانتقادات بالقول: "أولاً نحن في منظمة روافد انتماؤنا وولاؤنا للناس، وليست لنا أية تبعية، لا لكتائب ولا لتجمعـــــــات. أما بخصوص المطبخ المجاني فتوزيع الوجبات وفق الطلب ووفق سجلات وجداول خاصة، ووفق ما تتيحه الظروف والامكانات. وأما بخصوص توزيع السلال الغذائية فمنظمة روافد ملتزمة بقطاعها الذي تم الاتفاق عليه بين المنظمات الإغاثية في المدينة، وحي الحميدية خارج ذلك القطاع، ولكننا متكفلون بالعوائل المعدومة الدخل في كافة الأحياء".