لن يبدع دماغٌ ساخرٌ نموذجاً هزلياً كماهر حجار، لو طُلب منه تصميم مرشحٍ ينافس بشار الأسد في انتخابات الرئاســــة. فـــحجار كامل الأوصــــاف في الحمق والبلادة وقلة الحياء، وكلّ ما يلزم لجعل حدث الانتخابات مجرّد أضحوكة. وبالطبع لا يهتم ماهر لفرصه المعدومة في التغلب على "منافسه القويّ" بشار الأسد، فمن كان بكداشيّ النشأة والتصلب لا يهمه الواقع إلا إن كانت فيه فرصةٌ للصعود، أيّ صعودٍ وبأيّ مسلك. وسيرة الرجل توحي بذلك منذ انضمامه إلى كتلة قدري جميل المنشقة عن الحزب البكداشيّ، والمسماة "اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين"، ثم ترشحه المزمن لمجلس الشعب، إلى أن تحقق له هذا في انتخابات عام 2012، مستغلاً رغبة النظام الأسديّ بتنويع التشكيلة داخل المجلس بعد اندلاع الثورة. ثم انشقاق حجار عن معلمه قدري جميل، ومطالبته باستجوابه حين كان الأخير نائباً لرئيس مجلس الوزراء. وأخيراً، وقبل أسابيع، ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الشكلية التي يجريها نظام بشار الأسد على منصب رئيس الجمهورية.
ولا يريــد حجــار أكثـر من الشكل، يضيف به سطراً آخر إلى سيرته الذاتية، فضلاً عن الشهرة التي حقـــقها وبأيّة طريقة، حتى لو اقترنت بالسخرية. فهو من النوع الذي يؤمن بأن لكل شهرةٍ مكاسب، ولا بأس إن تأجلت هذه المكاسب قليلاً. وستتصاعد الشهرة حتى الليلة التي تذكر فيها مذيعات التلفزيون الأسديّ الـنتائج النهائية للانـتخابات بعد فرز الأصوات، حين سيحتلّ ماهر حجار المرتبة الثانية بعد بشار الأسد، وقبل المنافس الآخر رجل الأعمال الدمشقيّ حسان النوريّ. وسيتلقى حجار التهاني حتماً بهذه المرتبة. وبدوره سيهنئ الفائز المؤكد بشار في تصريحٍ للصحافة وببرقيةٍ خاصةٍ للقصر الجمهوريّ، كمنافسٍ مهزومٍ ونبيل.
وحتى ذلك الوقت سيكون حجار في دائرة الضوء. وسيصبر على أذى أخوته الشبيحة الذي يغيرون كلّ لحظةٍ على منبره الوحيــــد في صفحته الشخصية على الفيسبوك ويكيلون له أقذع الشتائم والإهانـــات. لكنه يتسـامى، فردّه الوحيد كما يعلق أحياناً: "الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للودّ قضية". وأحياناً يغضب الرجل فيكتب "من الملاحظ في الفترة الأخيرة أن العديد من المؤيدين لبشار الأسد يقومون بتسخيف موضوع الترشّح لرئاسة الجمهورية العربية السورية. إن قدح أو ذمّ أو التعرّض لأيّ مرشحٍ بتعليقٍ سخيفٍ إنما ينم هذا التعليق عن سقوط كاتبه اجتماعياً. وإن أيّ تسخــــيفٍ لأيّ مرشـحٍ للرئاسة هو تسخيفٌ لمقام الرئاسة بحد ذاته".
ويوقّع كلامه بالهاشتاغ (#ماهر_رئيسا_لسوريا)، ليـستشيط الشبـيحة غضباً لرفع الكلفة بين ماهر وبشار، فيعلق أحدهم: "الواحد لازم يحترم حالو لحتى غيرو يحترمو. بعدين يا (محترم) قول سيادة الرئيس لأن لساتو سيد راسك ولا مفكرو ابن دورتك ولا كرّ"!