ظهر العديد من إصابات السلّ في ريف محافظة دير الزور، وتم إثباتها مخبرياً ونسيجياً. توزّعت هذه الإصابات على عدّة مناطق أبرزها العشارة التي تصدّرت الأعداد بعشر حالات، والميادين وبقرص والشحيل والدوير وصبيخان والطيّانة والصور. يزيد هذا التوزّع المناطقيّ الكبير المشكلة وإمكانية العدوى التي يصبح من الصعب حصرها والإحاطة بها.
من المعروف أن عصيّة السل تصيب عدة أجهزةٍ من الجسم. وفي حال عدم المعالجة يموت أكثر من 50% من المرضى. وتبرز معها العديد من المشاكل العلاجية، إذ إن هذه العصيّة تنمو ببطءٍ، ولذلك يجب إخضاع المرضى لبروتوكولاتٍ علاجيةٍ تتراوح مدّتها بين 6 أشهر وسنتين. ومن الشائع أن تبدي هذه العوامل الممرضة مقاومةً تجاه العلاج عند المرضى الذين سبق أن عولجوا من قبل، أو الذين لم يلتزموا ببروتوكولٍ علاجيٍّ معين. ولهذا السبب تستخدم عدة أدويةٍ عند الإصابة بالسلّ، لمنع أو تأخير ظهور السلالات المقاومة.
وهناك عدّة قواعد للمعالجة، وهي:
-1 المشاركة الدوائية.
-2 الجرعة الصحيحة.
-3 إعطاء الأدوية يومياً أو مرّتين في الأسبوع.
-4 المدّة الكافية.
-5 مراقبة العلاج بشكلٍ مباشر، ويتمّ ذلك من خلال:
أـ سريرياً: إذ تنخفض الحرارة خلال 2ـ3 أسابيع.
ب ـ شعاعياً: تتأخر عودة الصورة إلى الوضع الطبيعي لمدّةٍ طويلة، ويمكن أن تبقى بعض الندبات التليفية.
ج ـ الفـــحص المباشر يصبح ســـــلبياً بعد شهرٍ إلى شهرين.
د ـ يصبح الزرع سلبياً خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، وبذلك يصبح المريض غير معدٍ. إلا أنه يجب الاستمرار بالعلاج كي لا تظهر مقاومةٌ وينكس المريض.
أما بالنسبة إلى المعالجة الوقائية فتكون بإعطاء الآيزونيازيد والريفامبين لستة أشهرٍ في الحالات التالية:
-1 انقلاب تفاعل السلّين من سلبيٍّ إلى إيـــــجابيٍّ دون أعـــــــراض.
-2_تفاعل الـــــــسلّين الســـــلبيّ لأشخاصٍ في تماسٍّ مع مريض السل، وخاصة الأطفال المخالطين. إذ إن تفاعل السلّين قد ينقلب لديهم إلى إيجابيٍّ خلال مدة ثلاثة أشهر، إلا أن المرض الفعال يمكن أن يظهر وبشدةٍ قبل انقلاب تفاعل السلّين، ولذلك يجب علاج جميع الأطفال المخالطين. وعند عدم المخالطة، سواءً بشفاء المريض أم بالعزل، يُجرى تفاعل السلّين للطفل فإذا كان سلبياً يوقف العلاج .
صعوباتٌ في تأمين الأدوية
عن هذا الموضوع تحدثنا مع الدكتور عماد المصطفى، رئيس المكتب الصحيّ في المحافظة والمعنيّ بالتواصل المباشر مع وحدة تنسيق الدعم، وسألناه عن المشاكل التي تواجههم لمكافحة هذا المرض والإحاطة به، فأجاب: "أحــــصى المكـــــــــــتب الصحيّ العديد من الــــحالات، وتواصل مع بعض المنظمات كهيئة شام ووحدة تنسيق الدعم، وأطلع فريق الرصد الوبائيّ على هذه الحالات لمتابعتها والعمل على علاجها والحدّ من انتشار العدوى". وللتنويه، يقود الدكتور عماد حملة اللقاح ضد شلل الأطفال، وهو ينفذ الآن الجولة الرابعة من هذه الحملة التي تقوم بجهدٍ متميزٍ للقضاء على هذا المرض.
وتواصلنا مع كلٍّ من السيد زاهر، الممرّض في مشفى بقرص الميدانيّ، والأستاذ حسن، المسؤول الميدانيّ في المركز الثوريّ في مدينة العشارة، واللذين أنشأا فريق عملٍ لرصد الأمراض الموجودة في المنطقة ومتابعتها، تحت إشراف إحدى المنظمات الطبية. وحدثانا عن الصعوبات الكبيرة التي يواجهانها في تأمين الأدوية اللازمة، فقد تمّ تأمين عددٍ محدودٍ يكفي لعشرة مرضى فقط، في حين أنه تمّ إثبات الإصابة السلّية لدى حوالي 23 مريضاً، فما بالك بالمخالطين لهؤلاء المرضى، والذي تجب وقايتهم. أي أننا أمام مشكلةٍ حقيقيةٍ، وهي تأمين الأدوية اللازمة للمرضى وللحدّ من الإصابات. وقد تمّت مراسلة العديد من المنظمات الإغاثية والطبية، كمنظمة الميديكال ريليف ومنظمة يداً بيد لأجل سورية ووحدة تنسيق الدعم، وتم إطلاعهم على الوضع. وجميعهم وعدوا بتأمين الأدوية اللازمة.
ونحن بدورنا، ومن خلال مجلة "عين المدينة"، نناشد جميع الهيئات والمنظمات الطبية التعاون من أجل القضاء على هذا المرض والحدّ من انتشاره.
الأدوية الرئيسية، أو ما يسمى بأدوية الخط الأوّل، هي:
الآيزونيازيد Isoniazid
الريفامبين Rifampin
الإيثامبيتول Ethambutul
البيرازيناميد Pyrazinamid
الستربتومايسين Streptmycin