في درعا:
عودة الحياة الرياضيّة من جديد

قرية جلّين - درعا - خاص عين المدينة

لأن الرياضة ضرورةٌ في جميع المجتمعات، تبرز المبادرات الرياضية بشكلٍ منظمٍ في محافظة درعا بهدف إكمال مسيرة الرياضيين التي انقطعت خلال السنوات الماضية. فقد بادر عددٌ من الشباب إلى تشكيل ما يسمّى اللجنة التنفيذية للرياضة والشباب في درعا، من منطلق إعادة الروح إلى الحياة الرياضية في المحافظة.

في «عين المدينة» كان لنا لقاءٌ مع السيد عبد العزيز الصبح، رئيس مكتب الألعاب الجماعية والفردية في هذه اللجنة، للحديث عن الرياضة الحرّة في المحافظة، فقال: «بداية، عند طرح فكرة تأسيس اتحادٍ رياضيٍّ بدرعا، كانت الفكرة صعبةً جداً في الظروف التي نمرّ فيها، ولكننا عزمنا على المضيّ في هذا المشروع حتى الوصول إلى الهدف. وفعلاً تواصلنا مع الهيئة العامة للرياضة والشباب بسوريا، والتي اشترطت لموافقتها إجراء انتخاباتٍ رياضيةٍ ديمقراطيةٍ في كافة أنحاء المحافظة، وكذلك أن يكون المرشحون لعضوية الاتحاد من اصحاب الكفاءات الرياضية المعروفة على مستوى القطر والأكاديميين والخرّيجين. وبعد عدّة اجتماعاتٍ مطوّلةٍ، دامت أكثر من ستة شهورٍ، أجريت الانتخابات وفاز بنتيجتها تسعة أعضاءٍ على مستوى المحافظة شغلوا المكاتب فيها، ورفعت الأسماء إلى الهيئة العامة فصادقت عليها كلجنةٍ تنفيذيةٍ للرياضة والشباب بدرعا. وأخذت اللجنة على عاتقها رعاية الرياضة والرياضيين في المحافظة وإقامة الفعاليات الرياضية».

وقد ضمّت اللجنة مجموعةً من بينهم: الأستاذ أحمد الغانم رئيس اللجنة؛ الأستاذ محمود الحريري نائب رئيس اللجنة؛ الأستاذ عبد العزيز الصبح رئيس مكتب الألعاب الجماعية والفردية؛ السيد حسن المسالمة رئيس مكتب المنشآت؛ السيد مرعي ابو زريق مدير مكتب المعاقين. بالإضافة إلى عددٍ من المكاتب الأخرى.

وعن أهم النشاطات الرياضية التي جرت في المحافظة بعد استلام اللجنة زمام المبادرة يكمل الصبح: «قمنا في البداية ببعض الفعاليات البسيطة، كمسابقات الجري لمسافة 3 كم للرجال و1,5 كم للناشئين. ثم نظمنا دورياً لكرة القدم، بطريقة الخروج من مرّة واحدة، على مستوى المحافظة. وكان الهدف في البداية من هذه الفعالية القصيرة تهيئة المجتمع للفعاليات الكبيرة. وبعدها نظمنا دورياً لكرة القدم بطريقة الذهاب والإياب، بدأ بتاريخ 20/5/2016. قسمنا فيه المحافظة إلى قطاعين غربيٍّ وشرقيّ، وكان لدينا في القطاع الغربيّ 16 نادياً مرخصاً بطريقةٍ قانونية، وفي القطاع الشرقيّ 13 نادياً، ليصبح عدد الأندية في المحافظة 29. وقمنا بتعيين لجنةٍ تحكيمٍ ولجنةٍ فنيةٍ للإشراف على الدوري بطريقةٍ مؤسساتية».

وعن الهدف الذي تسعى إليه اللجنة والصعوبات التي واجهتها يقول الصبح: «نهدف، من خلال تأسيسنا للجنة التنفيذية للرياضة والشباب بدرعا، إلى جمع الرياضيين والأكاديميين الرياضيين تحت مظلةٍ واحدة، وإقامة الفعاليات الرياضية في المحافظة، وإعادة الرياضيين إلى ممارسة حقهم في المشاركة وتحقيق طموحاتهم بالرغم من الصعوبات الكبيرة وأبرزها مشكلة شحّ الدعم. ننتظر دعم المنظمات المدنية ليصبح العمل أكثر تطوراً وتنسيقاً، إذ يعدّ الموضوع المادي من أهمّ المشاكل والصعاب التي واجهتنا. بالإضافة إلى الاستهداف المباشر والمتكرّر من طيران ومدفعية نظام الأسد للملاعب والمنشآت الرياضية، التي أصبح أغلبها خارج نطاق العمل».

لحظات الفرح التي يعيشها اللاعبون خلال كلّ مسابقةٍ أو مباراةٍ لم تقتصر عليهم، بل عاشها كلّ من تابع تلك المباريات. إذ تشهد كل مباراةٍ حضوراً جماهيرياً كبيراً سواءً من جمهور الفريق صاحب الأرض أم من مشجّعي الفريق المنافس. وتتخلل تلك اللقاءات هتافاتٌ وشعاراتٌ ينشد أغلبها للثورة.

وكما تشهد رياضة درعا لحظاتٍ من السعادة خففت شيئاً ما من مرارة هذه الحرب، كانت هناك لحظاتٌ من ألمٍ وفراقٍ عاشتها بعض الأندية. كما عندما فقدت مدينة داعل ابنها وهداف فريقها عبد الله الجاموس أثناء مشاركته في الدفاع عن أرضه وصدّ محاولة اقتحام قوّات النظام للمدينة، ليبقى اسمه محفوراً في قلوب إداريّي ولاعبي نادي داعل وجميع رياضيّي المحافظة.

عبد العزيز الصبح