صيّاد المدينة

الخامنئي على فراش الموت

منذ أكثر من عشرين يوماً لم يرَ أحدٌ المرشد الإيراني علي الخامنئي. فظهوره الأخير كان يوم 9 تشرين الأول، حين استقبل وفداً شبابياً، ليختفي بعد ذلك دون أن يظهر في أية مناسبة، بما فيها عيد الغدير المقدّس عند الشيعة. وتواترت أنباءٌ من مصادر عدّة تتحدّث عن تدهور صحة المرشد، الذي يبلغ من العمر 74 عاماً. ولم يلتزم بعض وكلاء المرشد بالتعليمات الصادرة من مكتبه بالتكتم على هذا الخبر، حين بكى بعضهم حين سئل عن صحّة آية الله. ويذكر أن الخامنئي كان رجل دينٍ قليل الشأن ينتمي إلى الصفوف الخلفية لمريدي الخميني، وقد أتاحت له إطاحة الأخير برجاله من الصف الأول الفرصة لأن يتقدم ويغدو، بعيد رحيل الخميني، ووفق تفاهمات مراكز التأثير، خليفةً له، أي أن يكون المرشد الأعلى في إيران. واليوم أثار تردّي حالته الصحية التساؤلات عن المرشد القادم، والذي ترجّح التحليلات أنه سيعيّن بتفاهم قادة كلٍّ من الحرس الثوري والحوزة المركزية في قم ورجالات النفوذ الآخرين. وترجّح هذه التحليلات أيضاً أن خليفة الخامنئي سيكون ضعيفاً جداً وغير مؤثرٍ، مع صعود قوى جديدةٍ مسرح الحياة السياسية.

هل تعرفون سمير أمين؟

السؤال غير موجّهٍ إلى اليساريين بقبائلهم المختلفة، من معجبين وناقدين للتجربة السوفييتية، ومن مجدّدين ومحافظين ومتعاطفين، فإجابة هؤلاء غير مهمّة، لأن من عرفه منهم سيجعل من أستاذ الاقتصاد هذا منظّراً اقتصادياً كبيراً يتصدّى، منذ نعومة أظفاره في الحزب الشيوعي الفرنسي، للامبريالية العالمية، ويتابع بعد ذلك بحوثه الرساليّة لكشف العلاقات العميقة لدورة الاقتصاد الليبرالي الجديد.
وفي الحقيقة، لا يهمّ ـ بالنسبة إلى السوريين ـ أن تكون سياسيات الاقتصاد الحرّ مدمّرة، فبشار الأسد دمّر الحياة ذاتها. ولا يهمّهم كذلك تأييد هذا الأكاديمي المصري الطاعن في السنّ لانقلاب السيسي، أو اعتباره الإخوان المسلمين جزءاً عضوياً من نظام مبارك؛ فما يعني السوريين ـ أو بعضاً ممن اطّلع على لقاء أمين في جريدة الوطن المصرية ـ هو معرفة السبب وراء وقوف هذا الرجل ضد الثورة السورية؟! رغم نصحه لبشار الأسد في ذات اللقاء أن يقوم بإصلاحاتٍ، يعلم أمين أن بشار ينصح نفسه بها في كلّ خطاب! ترى كيف توصل الرجل إلى أن الثورة السورية هي مجرّد مؤامرةٍ بقيادة الولايات المتحدة؟ وهل يكفي الخرف الذي تسرب إلى رأس الرجل، الذي اقترب من التسعين عاماً، أن يكون مفسراً؟ وهل الخرف أيضاً ما قاد محمد حسنين هيكل وأدونيس وسعدي يوسف ليأخذوا الموقف العدائي ذاته من ثورة الشعب السوري المظلوم، أم أن الحماقة والجنون تضاف أيضاً، أم يضاف النفاق كذلك في كلّ دعاوى هؤلاء أنهم ينتمون إلى العالم المتحضّر؟