موريشيو روبيو
جريدة الإسبيكتادور الكولومبية/ 22 حزيران
ترجمة مأمون حلبي عن الإنكليزية

يبدو أن للدكتاتوريين ورجال العصابات ومسلحي حرب العصابات ولعٌ بالشعر الواقع فوق الشفة العليا. لكن لماذا؟

صدام؛ ستالين؛ بينوشيت؛ هتلر؛ هؤلاء جميعاً دكتاتوريون، مع تعطش للسلطة لا يرتوي وميل مرعب للعنف. وهم يشتركون في شيء آخر أيضاً: جميعهم من أصحاب الشوارب. بالطبع، كان للعالم أيضاً نصيبٌ من الطغاة حليقي الشارب. مع ذلك، هناك شيء ما يتعلق بالقادة أصحاب البطش والشوارب التي تأتي على مقاسهم.

عندما فتش الرسام البلجيكي هيرجيه، مبدع شخصية تان تان، عن شعارٍ يرمز لشخصية كيرفي تاسك، دكتاتور دولة بوردوريا المتخيلة في كتابه قضية كالكيولس، جعل شارب القائد رمزاً لعبادة شخصيته: كان شاربه موجوداً على علم البلاد وعلى السيارات وفي الروزنامات، وحتى في اللغة.

في عام 2012، وبعد أكثر من نصف قرن، جاء رد فعل بشار الأسد على الانتفاضة الشعبية ضده من خلال تشذيب الشارب الذي كان قد أطلقه منذ بدء حياته السياسية. بعض الصحفيين الفرنسيين في موقع Slate فسروا هذه اللمحة كرغبة في مسح صورة شمولية محتملة. وقد حفزهم هذا الأمر لتقصي إن كان هناك ميلٌ لدى المستبدين لإطلاق الشارب أم لا. ماذا كانت حصيلة المعاينة؟ تبين أن 42% من طغاة العصر الحديث لديهم ما كان هيرجيه قد اعتبره مَعْلماً نموذجياً للطغاة، الشارب. وجدت الدراسة أيضاً أن الدكتاتوريين المشوربين استمروا في الحكم أطول من الحكام الآخرين، وأن 75% من الدكتاتوريين الأكثر تعطشاً للدماء كانوا مشوربين. تشمل الاستثناءات ماوتسي تونغ الصيني وبول بوت الكمبودي وكيم إيل سونغ الكوري الشمالي. ولأنهم آسيويون كان شعر وجههم أقل كثافة أساساً.

وقد قام الموقع باستشارة خبير بخصوص شارب الأسد، فوصفه الخبير بأنه «شارب عسكري»، وهذا وصف ينطبق على شوارب سوريين كُثر. ولاحظ المصدر أيضاً عادة الأسد بارتداء بدلات جميلة تمت خياطتها في إنكلترة. ولربما كان شارب الأسد المشذب، على حد قول الخبير، محاولة لتجسير الهوة بين عالمين: السياسة والجيش، والشرق والغرب.

شارب هتلر هو الشارب الدكتاتوري الأشهر، وقد استغرق منه زمناً لتفصيله بالشكل الذي نعرفه جميعاً. لقد كان في عام 1922، عندما أسس الحزب الوطني الاشتراكي (النازي) وصمم شعاره، أْنْ قرر هتلر تشذيب شاربه بدرجة كبيرة، فابتدأ بتركه مستديراً قليلاً، ثم جعله مربعاً. كان يبدو أن هذا الشارب يكمل تماماً الخطابات الموتورة الهائجة لهذا الطاغية في الاعتصامات الجماهيرية. من أجل دور هتلر في فيلم «الدكتاتور الكبير» قام شارلي شابلن بدراسة معمقة لصور هتلر. وقد كتب في مذكراته عن وجه الفوهرر المضحك وإيماءاته المثيرة للسخرية، لكنه أقر أن الفكاهة تلاشت نوعاً ما عندما بدأ أناس من أمثال العالِم ألبرت آينشتاين والكاتب توماس مان يفرون من وطنهم.

في 2012 قامت ميشيل باشليه، القائدة التشيلية ذات الميول اليسارية، بنصح جوزفينا موتا، المرشحة الرئاسية المحافظة في المكسيك، بعدم الوقوع في إغواء إطلاق شارب. فنقل عن باشليه قولها لموتا: «إن انتخبوك احكمي كامرأة».

يعتقد المؤرخ لوسيندا هوكسلي أن نزعة الشارب تكتسب عنفواناً عندما يشعر الرجال أنهم مهددون من 

قبل النزعة النسوية، كما كان الحال عندما كانت النسوة تطالب بحق التصويت في أواخر الحقبة الفيكتورية في بريطانيا. وعادت نزعة الشارب بأكثر من المتوقع في سبعينيات القرن الماضي، عندما كانت السياسة النسوية في الأوج.

 

هنا، في كولومبيا، ازدهرت الشوارب أكثر من أي مكان آخر. كل قادة حرب العصابات مشوربون. بابلو إيسكوبار، 

ملك المخدرات، مشورب أيضاً. ويبدو أن شعبية الشوارب بين الناس الذين يبحثون عن السلطة عن طريق السلاح أكثر من شعبيتها بين السياسيين الذين يحتكمون لصندوق الاقتراع.

إذاً، ربما كان ما تحتاجه كولومبيا هو حلاقة عامة للشارب، ولعل ذاك هو مفتاح آمال البلاد بسلام دائم.