تنظيم "الدولة" يعجز عن صيانة الشبكات رغم توافر الطاقة الكهربائية المنتَجة من سدود الفرات، تتعثر عمليات النقل

تكشف مشاكل انقطاع التيار الكهربائيّ في محافظة الرقة عجزاً كبيراً لتنظيم "الدولة الإسلامية" عن توفير الخدمات، وتشير إلى بنيةٍ إداريةٍ وفنيةٍ يعوزها الكثير من التأهيل والنضج والخبرة.

رغم سيطرة التنظيم على ثلاثة سدودٍ، هي الفرات وتشرين والبعث، ورغم أن عمل محطات التوليد الكهرمائية في هذه السدود لم يتوقف أبداً خلال الأشهر الأخيرة؛ لم تتمكن الهيئة المختصّة التابعة لتنظيم الدولة، المسمّاة بمكاتب خدمات المسلمين، من تقليص المعدل اليوميّ لساعات تقنين التيار الكهربائيّ. ففي الطبقة، وهي المدينة الملاصقة لسدّ الفرات، ينقطع التيار لأكثر من 18 ساعةً كلّ يوم. ويستغرب سكانها من هذا الواقع المتردّي لهذه الخدمة، فمحطة توليد الكهرباء في سدّ الفرات لا تبعد عن بيوتهم سوى بضعة كيلو مترات. وكذلك يفعل سكان القرى القريبة من سدّي تشرين والبعث.

يقول (م)، وهو موظفٌ سابقٌ في سدّ الفرات: "تعمل اليوم خمس عنفاتٍ أو مجموعات توليدٍ من أصل ثمانيةٍ في المحطة، وتنتج استطاعةً كهربائيةً بمقدار (550 (ميغا واط-ساعي. وهي استطاعةٌ تكفي محافظتين كاملتين بحجم الرقة". ويرى (م) أن المشكلة الرئيسية هي عجز "داعش" عن القيام بعمليات الصيانة الدورية والروتينية لشبكات الكهرباء في المحافظة. ويعترف المقرّبون من التنظيم بهذا العجز، لكنهم يضيفون عاملاً آخر يسهم في تعقيد المشكلة وهو انخفاض منسوب المياه المحجوزة خلف سدّ الفرات، أو مياه البحيرة كما يقولون. إلا أن الواقع يكشف غير ذلك؛ فقد عادت، ومع بداية فصل الأمطار، الغزارة المارّة في حوض نهر الفرات، عند نقطة دخوله الأراضي السورية، إلى معدّلاتها الطبيعية في السنوات السابقة. مما يعني توفير الضاغط المائيّ اللازم لعمل عنفات التوليد في المحطات الكهرمائية على سدود نهر الفرات.
ويصعب تحديد قائمة التجهيزات والمواد اللازمة لأعمال صيانة الشبكة الكهربائية، بعد توقفها خلال الأعوام السابقة. لكن المحوّلات والأسلاك والقواطع تأتي، بلا شك، في مقدمتها. ويغمز البعض من قناة تنظيم "الدولة"، أو "داعش" كما يقولون، لعجزها عن "تأمين محوّلةٍ هنا أو سلك كهرباءٍ هناك"، وهي "الدولة" التي استولت على مستودعات قطع تبديلٍ وصيانةٍ ضخمةٍ تعود ملكياتها للشركات وللمؤسّسات الحكومية السابقة.
ويتحدّث السكان عن جهل "أمير السدّ"، المعروف بـأبي معاذ، وهو مهاجرٌ مغربيٌّ، بالشؤون الفنية. ويؤكدون أن حالة جهل الأمراء الفنيين ظاهرةٌ ملحوظةٌ في عالم "الدولة". ويتساءلون عن كيفية تشغيل السدّ في حال رحيل الموظفين والعمال السوريين الذين تابعوا العمل في وظائفهم رغم قطع نظام الأسد لرواتب الكثيرين منهم.

أرقام

قبل الثورة، في عامي 2009 و2010، كانت مساهمة محطات التوليد الكهرمائية في سدود تشرين والبعث والفرات تتراوح بين 10 إلى 12 بالمئة من إجماليّ الاستطاعة الكهربائية المستهلكة في سوريا. وتحوي محطة سد الفرات ثماني مجموعات توليدٍ تنتج ما مقداره 880 ميغا واط-ساعي. وتحوي محطة سدّ تشرين ست مجموعاتٍ تنتج ما مقداره 630 ميغا واط-سا. وتحوي محطة سدّ البعث ثلاث مجموعاتٍ تنتج ما مقداره 75 ميغا واط-سا.