المنطقة الصناعية في إدلب: 90 بالمئة من المنشآت عادت إلى سوق العمل مع دخول الكهرباء إليها

بعدسة الكاتبة

بعد تغذية المنطقة الصناعية في محافظة إدلب بالكهرباء، عاد 90% من أصحاب الورش والمعامل إلى منشآتهم، ما أدى إلى تغذية المنطقة بالاحتياجات الصناعية الأساسية، وخلق فرص عمل جديدة لسكان المنطقة. إضافة إلى استثمار عدد من الصناعيين أموالهم في مشاريع ومعامل جديدة، ما حقق تنافساً سعرياً، انعكس إيجاباً على حياة المواطن وأسعار المواد.

في شهر تموز من عام 2017، تم تغذية المنطقة الصناعية الواقعة في القسم الشرقي من محافظة إدلب بالكهرباء، من خلال مشروع للمستثمر عبد القادر سرحان، الذي قام وبعد دراسة للمنطقة بتزويدها بمولدة كهربائية (كامنز 1000kva) باستطاعة (5000أمبيراً)، كما قام بمدّ كابلات جديدة عوضاً عن الشبكة الرئيسية التالفة والقديمة، والتي سُرق قسم كبير من أجزائها، وبكلفة مالية وصلت إلى (200 ألف دولار تقريباً).

وفّر المشروع أكثر من (11) فرصة عمل من محاسبين وفنيي ميكانيك وفنيي كهرباء وجباة، واستفاد من مشروع الكهرباء في البداية 15% من أصحاب المنشآت والورش الصناعية (110 محال من أصل 600)، ليرتفع العدد تدريجياً بعد مرور سنة على المشروع إلى (510) مشتركاً. بعد أن توقفت معظم الورش والمعامل خلال السنتين السابقتين للمشروع، منذ تحرير إدلب في عام 2015 توقف عن العمل 60% من المنشآت، نظراً لغياب الكهرباء، والكلفة المالية الباهظة للمولدات الصغيرة الخاصة، من غلاء الوقود وكلفة القيمة التشغيلية وصولاً إلى الأعطال الكثيرة التي ترافقها، ما يؤدي إلى زيادة كلفة الإنتاج.

تعمل المولدة بشكل يومي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة مساء في فصل الشتاء. ويعتمد المشروع على نظام الشرائح للجباية. فهو يقدم الكهرباء بالكيلو الواط الساعي. وباختلاف صرف الكهرباء -بحسب المنشأة- فقد قُسّمت العدادات إلى نوعين (أحادي الطور وثلاثي الطور)، لحساب كمية الصرف الأسبوعي لكل منشأة، لكل عداد تسع شرائح تبدأ الأولى من (0-8 كيلو واط) بسعر (2000 ليرة سورية)، وهي شريحة ثابتة لكل منشأة سواء تم استهلاكها أم لا، وتنتهي بشريحة من (2001 وحتى 3000 كيلو واط) بسعر (115 ليرة سورية لكل واحد كيلو واط)، وترتفع الكلفة جزئياً بالنسبة للعداد ثلاثي الطور.

وشهدت المنطقة الصناعية في محافظة إدلب، والتي بنيت على مساحة (74) هكتاراً، نشاطاً كبيراً خلال الأشهر الأخيرة، وتنوعاً في المهن والحرف والصناعات، فبالإضافة إلى ورش الحدادة والنجارة وتصليح السيارات، تم افتتاح (11) معملاً صناعياً (منها معمل حقن الألمنيوم الذي لاقى رواجاً واسعاً في المنطقة -فهو يقدم الألمنيوم بكل الأشكال ليكون جزءاً من الصناعة في ادلب وريفها- وكذلك معمل قوالب سي إن سي، وأربعة معامل لصناعة قوالب البوظ، ومخزنين للتبريد، ومعصرة للزيتون)، و يقول المستثمر عبد القادر «تمكنا بحمد الله من تشغيل سوق النجارين كاملاً، بالإضافة إلى معامل البلاط والرخام والبلوك، وأغلبها كان متوقفاً عن العمل» وتوقع المستثمر «ازدهار المنطقة الصناعية بسبب توفر الكهرباء».

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الوقود في الآونة الأخيرة (وصل سعر برميل المازوت إلى 85000 ليرة سورية)، إلّا أن أسعار الكهرباء في المنطقة الصناعية لم تتأثر إلّا بارتفاع طفيف، بحسب صاحب المشروع.

تراجعت بسبب توافر الكهرباء كلفة تخزين المواد الغذائية بنسبة 40%، كما لوحظ انخفاض سعر قالب البوظ من 600 إلى 400 ليرة سورية في المنطقة الصناعية عنه في المناطق المجاورة، كما انخفض سعر القرميد من 115 إلى 85 ليرة سورية، وانخفض سعر «سطل البلاستيك» الذي كان يوزع على معامل المخللات والأجبان والألبان، ما أدى إلى منافسة حقيقية مع المعامل خارج المنطقة الصناعية لتتسابق الأخيرة لنقل منشآتها الى المنطقة الصناعية. كما قال أصحاب ورش فنية  لـ عين المدينة «إن كلفة التصنيع انخفضت، وهذا ما أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل عام».