القتل والسرقة أبرز انتهاكات «قسد» هذه الأيام في دير الزور

متداولة على الانترنت

رغم المحاولات المتكررة لـ«قسد» الخروج بمظهر حسن، بصورة المنقذ والمخلص لسكان دير الزور من تنظيم داعش، إلا أنها ومنذ سيطرتها الآخذة بالاتساع يوما بعد يوم في دير الزور، ارتكبت وخلال مدة وجيزة جرائم وانتهاكات بحق السكان المدنيين، شابهت ما كانت ترتكبه داعش، خلال مرحلة سيطرتها بدير الزور.

في الأسبوع الأول من شهر شباط الجاري، قتل عناصر من «قسد» الحاج عواد حمود صالح الحبيب من بلدة الشحيل –شرق دير الزور-، إثر ملاسنة بين جمع من الناس كان بينهم، والعناصر الذين أطلقوا النار عشوائياً فقتلوا الحاج عواد وأصابوا اثنين آخرين، قبل أن يلوذوا بالفرار بسيارة دفع رباعي. بعد الحادثة أسر الأهالي (7) من عناصر «قسد» التي اعتقلت القتلة وحاولت التهدئة عبر وسطاء من أهل البلدة.

بعد أيام قليلة، وفي مداهمة كيدية لعناصر من «قسد» لمنزل في بلدة غرانيج –شرق دير الزور- بذريعة البحث عن أسلحة، لم يتورع العناصر عن إطلاق النار على امرأة تدعى عهد عثمان العبيد وطفل عمره عامين، ما تسبب بمقتلهما على الفور. يقول أبو محمد (60) عاماً الشاهد على الحادثة، إن دورية ل«قسد» يرافقها شخص من غرانيج، هو حمد شقيق الأمير السابق بتنظيم داعش أحمد الرزج، داهموا منزل السيد صالح المطر بأسلوب همجي مستفز، أثار الأهالي الذين طردوا دورية «قسد». فما كان من عناصرها إلا أن عادوا إلى سياراتهم (بيك آب- هايلوكس) وأطلقوا النار عشوائياً تجاه الأهالي المتجمعين، ما تسبب بمقتل المرأة والطفل وإصابة (4) أشخاص آخرين بجروح متفاوتة، حسب ما يقول الشاهد. قبل ذلك انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور يظهر فيه المدعو زاهد حمد العبدالله، وهو قائد «فوج جكدار» التابع لـ«قسد»، بقتل شخصاً مجهول الهوية، على أنه عنصر في تنظيم داعش. لم تلق تلك الحادثة أي رد فعل أو تعليق من جانب «قسد».

تعبّر هاتان الحادثتان عن سلوك يتّبعه عناصر «قسد» يستخف بحياة السكان المدنيين، ولا يميزون أمام إحساسهم الطاغي بالقوة والسيطرة والإفلات من العقاب بين رجل وامرأة وطفل. في حوادث قتل أخرى، سُجّلت ضد مجهولين، لقي العشرات حتفهم خاصة خلال مرورهم على طرق في بادية الجزيرة. كثير من الضحايا كانوا نازحين هربوا من الموت، بالغارات والقصف أو على يد جنود النظام وميليشياته في الجانب الأيمن من نهر الفرات، وأثناء العملية العسكرية التي أطلقها النظام صيف العام الماضي. في حوادث القتل التي تطول نازحين لم يُفتح أي تحقيق من جانب «قسد» بعدّها القوة المسيطرة على المنطقة. وحتى في الحالات التي فُتح فيها تحقيق كانت النتيجة في النهاية مخيبة، إذ يسهل على المتهمين، سواء كانوا من عناصر «قسد» أو من خارجها، الإنكار والتملص من تبعات جرائمهم.

في دير الزور اليوم، يتحاشى السكان التنقل بين البلدات بعد غروب الشمس إلى الصباح، ويتحاشون أيضاً المرور ببعض حواجز «قسد» حتى في النهار. يقول أبو صالح (45) عاماً من سكان مدينة هجين، إنه أُوقف مؤخراً على حاجز ل«قسد» قرب حقل التنك النفطي. وتعرض للتهديد بالسلاح فوراً من قبل عنصر وضع المسدس في رأسه وقال «إنت داعشي..حلفت له إنه مالي علاقة بداعش وما يصدق.. وعرض إنه يسامحني إذا دفعت له حق فطور 200 ألف..واضطريت أدفع اللي عندي عشان يتركني». ويروي أبو خليل (50) عاماً من أبو حمام قصة مشابهة، حين مر بحاجز على طريق مخيمات النزوح العشوائية في البادية، وهو يحمل في سيارته براميل وقود للتدفئة «عالحاجز قالو لي نزل لنا كم برميل، ما رضيت، فعصبو وبلشوا يهينوني بأبشع الألفاظ ويشدون لحيتي، وما تركوني إلا أخذوا كل شي عندي مصاري». ومن الريف الغربي في محيميدة يقول أبو جلال، إنه نجا بحياته حين حاول ممانعة عناصر من «قسد» كانوا يقطعون الطريق مساء، طلبوا مني النزول من السيارة والركض دون الالتفات إلى الوراء، وحين رفضت أطلقوا النار في الهواء قبل أن أنصاع لهم وأترك السيارة وأمضي.