السلّ يطل برأسه في ريف دير الزور وإيدز في الجورة والقصور

صورة أشعة لصدر مصاب بالسل

السل

سُجلت، وبحسب ناشطين طبيين، عدّة إصاباتٍ بمرض التدرّن (السلّ) في بعض مناطق المحافظة، فقد اشتبه بإصابة خمسة أشخاصٍ في مدينة العشارة على سبيل المثال. ولا يمكن الجزم بصحة هذه الأخبار - بحسب الأطباء - دون إجراء كامل الفحوصات اللازمة لإثبات الاشتباهات، وتحديداً إجراء الفحص المخبريّ بعزل عصية كوخ من أحد سوائل المريض كالدم أو القشع أو البول، أو تشخيصه بواسطة التحليل النسيجي (باثولوجي)، فهذان الاختباران فقط يمكنهما الجزم بالإصابة المؤكدة، ليخضع المريض بعد ذلك للعلاج. لكن الظروف المساعدة لظهور المرض في دير الزور، من سوء التغذية إلى نقص الرعاية الطبية إلى تلوث الهواء؛ تفرض على الهيئات الطبية العاملة في المحافظة أخذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة للتصدّي له. وينبه الأطباء إلى ضرورة إخضاع جميع المعتقلين المفرج عنهم من سجون النظام للفحص الطبي، إذ ذكر شيوع حالات الإصابة بالمرض في أقبية السجون بظروفها الكارثية من قلة التهوية إلى سوء التغذية إلى غياب أدنى الشروط الصحية في هذه المعتقلات، إضافة الى اكتظاظها بالنزلاء وعدم معالجة المصابين في حالات الاشتباه. ولا بدّ من التذكير بأن مرض السل واحدٌ من الأمراض المستوطنة في محافظة دير الزور.

لمحة عن السلّ

ينتج السلّ عن عدوى بجرثومةٍ أو بكتريا تسمّى بعصيّة الدرن أو عصيّة كوخ. ويصنف التدرّن أو السلّ بين الأمراض المزمنة، تحت ما يعرف بالحمّى مجهولة السبب، وهي حالة ارتفاعٍ في درجة الحرارة تتجاوز مدة الأسبوعين دون سببٍ واضحٍ ورغم المعالجة العرضية. ويجب التمييز بين ما يسمى بالسلّ الأوليّ والسلّ الثانويّ، فالأوليّ هو الإصابة الكامنة غير النشطة (العدوى)، ويمكن أن تستمرّ لسنواتٍ طويلةٍ دون أن تظهر أعراض الإصابة على الجسم، أما الثانويّ فهو تحوّل الجراثيم إلى نشطة، بسبب ضعف دفاعات الجسم لأي سببٍ كان. وبحسب الإحصاءات الطبية يتحول واحدٌ من كلّ عشرة أشخاصٍ من مصابي السلّ الأولي إلى الثانوي، ويموت أكثر من خمسين بالمئة من هؤلاء إن لم يخضعوا للعلاج المناسب.

الإصابة والأعراض والتشخيص

تنتقل الجرثومة المسببة للمرض عبر الهواء عند استنشاق الشخص السليم لرذاذ عطاس أو سعال شخصٍ مصاب، أو تناول الحليب والأغذية الملوثة بالعصيّات. يؤثر السلّ بشكلٍ رئيسيٍّ على الرئتين، ويمكن أن يصيب أجزاءً أخرى مثل الجهاز الهضمي والكليتين والعظام والحبل الشوكي والعقد اللمفاوية واللوزتين. ويعدّ السعال الشديد المزمن (يتجاوز ثلاثة أسابيع) بشكليه المنتج للقشع والجاف والمرافق لصعوبة التنفس، وكذلك الوهن والحمى والتعرق الليلي ونقصان الوزن، من أهم أعراض الإصابة بهذا المرض.

 العلاج

لعلاج السلّ تتبّع التهوية الجيدة وتشميس المكان بشكلٍ كافٍ والدعم الغذائي. ويتوجب عزل المريض عندما يثبت عزل عصيّة كوخ في قشع سعاله، مع تطبيق برنامجٍ علاجيٍّ يتضمّن أنواع الصادّات الحيوية اللازمة. ويجب فحص الأشخاص المخالطين للمريض وإخضاعهم للعلاج الوقائيّ.

إيدز في الجورة والقصور

ايدز

بحسب أخبارٍ مؤكدةٍ يتداولها الأطباء في الجزء المحتلّ من مدينة دير الزور، سُجلت عدّة إصاباتٍ بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في كلٍّ من أحياء الجورة والوادي والقصور، وهي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وتضاربت الأنباء حول الرقم الأكيد لعدد الإصابات المسجلة، فقد أكد طبيبٌ من حيّ القصور تسجيل أربع إصابات، في حين قالت مصادر أخرى إن العدد المؤكد هو 17. وحذّر بعض أئمة المساجد في خطب الجمع الأخيرة من خطورة الأمر، وحضّوا الأهالي على الاهتمام ومراقبة أبنائهم وبناتهم وتجنيبهم بؤر الفساد والرذيلة.  ويُذكر أن عصابات الأمن عملت على حماية وتشجيع بيوت الدعارة، إضافةً إلى تسهيل الإتجار والتعاطي للمخدرات بأشكالها المختلفة، وتحت إشرافها المباشر، لتنشأ بذلك شبكات تجسّسٍ إضافيةٍ تُحكم من خلالها السيطرة على أجزاء المدينة المحتلة. وتحوّل عددٌ من حدائق وساحات الجورة والقصور إلى بؤرٍ لترويج المخدرات وتسهيل الدعارة، مثل حديقة طليطلة وحديقة المعلمين والحديقة المقابلة لرابطة أحمد هويدي لشبيبة البعث، التي يرتادها عشرات عناصر الأمن والشبيحة برفقة فتياتٍ منحرفاتٍ بعضهنّ من خارج المحافظة.
ويشدّد الأطباء في المناطق المحرّرة على ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ مشدّدةٍ في عمليات التبرع بالدم، ويطالبون بتوفير المواد والتجهيزات اللازمة لإجراء التحاليل للكشف عن الإيدز وغيره من الأمراض المنتقلة عن طريق الدم.