معارك نوعيّة للجيش الحرّ.. والنظام يحتمي بميليشياته الطائفية

عدسة كرم | خاص عين المدينة

حقّق الجيش الحرّ انتصاراتٍ ميدانيةٍ مهمةٍ خلال الأسبوعين الماضيين، في كلٍ من ريف دمشق وحلب وإدلب وحماة. فبعد عمليةٍ استغرقت أسبوعاً كاملاً، تمكّن الجيش الحرّ وثوّار داريّا من تحرير جزءٍ من الكورنيش القديم في المنطقة الشرقية من المدينة المحاصرة منذ نحو عام، والاستيلاء على 20 بناءً يطلّ على بساتين داريّا الشرقية ويشرف على طريق الدحاديل، والمحاذية لكفر سوسة التي لا يبعد عن مساكنها الجديدة مقرّ وزارة الخارجية ومبنى المخابرات العامة وفرع فلسطين سيء الصيت. وقد غنم الثوار في هذه المعركة، التي أطلقوا عليها اسم "الموت المفاجئ"، أسلحةً خفيفةً وبعض الذخائر، وقتلوا العشرات من عناصر النظام.
وبحسب خبراء، تشكّل معركة "الموت المفاجئ" نقلةً نوعيّةً في التكتيك القتالي الذي تتّبعه المعارضة في مجابهتها للقوة العسكرية للنظام، فقد اعتمد المقاتلون على التسلل الحذر والمباغت إلى مناطق النظام. وتعتبر داريّا خاصرة النظام الغربية ومقتله ومقبرة جنوده، وقد عجز عن احتلالها بعد أن هاجمها على مدى 23 شهراً بلا توقف، وأفشلت عشرات المحاولات لاقتحامها، ودمّرت لوحدها 103 دبابات تابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
وفي الذيابيّة جنوب دمشق ارتكبت ميلشيات أبو الفضل العبّاس الشيعيّة مجزرةً طائفيّةً جديدةً راح ضحيتها أكثر من 125 شهيداً بينهم أطفالٌ ونساءٌ وشيوخٌ تمّ إعدامهم ميدانياً بطرقٍ وأدواتٍ وحشيّةٍ، إذ استخدمت السكاكين في إعدام بعضهم، وأحرقت الكثير من المنازل في البلدة.
ويكشف ضابطٌ من قوات الأسد عن معلوماتٍ تفيد بخطّةٍ هجوميّةٍ يبيّتها النظام على منطقة القلمون، وذلك بواسطة حزب الله اللبناني. وأكّد الضابط أن الخطة كانت مرسومةً قبل ضرب غوطة دمشق بالكيماوي وتعرّض النظام لضغوطٍ عسكريةٍ وسياسيةٍ كبيرة، فأرجأ حزب الله تنفيذها بسبب التهديدات العسكرية الأمريكية للنظام السوري. وبحسب الضابط، تتألف الخطة من 3 مراحل، الأولى هي احتلال مرتفعات القلمون (1200 م عن سطح البحر)، ثم الهجوم على الغوطة الشرقية، ثم اقتحام أحياء يسيطر عليها الجيش الحرّ في العاصمة دمشق.
وفي ريف إدلب، أصدر قرابة 25 لواءً في الجيش الحرّ، هي من أكبر وأهمّ الألوية العاملة هناك، بياناً أعلنوا فيه بدء معركة "الزلزلة"، التي تهدف إلى تحرير معسكر وادي الضيف حتى مدينة خان شيخون، ومن ثم السيطرة على طريق حلب ـ دمشق الدولي. وقد بدأت نتائج العملية تعطي أُكلها حين تمكن الجيش الحرّ من السيطرة على عدد من الحواجز والاقتراب من المعسكر.
وفي ريف حلب تمكن الثوار من إعادة السيطرة على بلدة خناصر، التي تعدّ نقطةً بالغة الأهميّة، وما تزال الاشتباكات متواصلة في محيط هذه البلدة، حيث تبذل عصابات الأسد، مدعومةً بميليشيات "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، جهوداً كبرى لاستعادة طريق الإمداد إلى معامل الدفاع. وقامت ألوية أمجاد الإسلام وأنصار الخلافة والفوج 29 من لواء التوحيد بصدّ رتلٍ متقدّمٍ من جهة معامل الدفاع باتجاه خناصر، فأوقعت العشرات منهم بين قتيلٍ وجريح.
ويهدف الثوار من خلال معركة "العاديات ضبحاً" إلى إحكام الحصار على معامل الدفاع، وفصلها بشكلٍ تامٍّ عن مطاري حلب المدني والنيرب العسكري. وتتألف هذه المعامل من عدة أقسامٍ رئيسية تصنع مختلف أنواع الذخائر، وتمتلك عدداً من قواعد الدفاع الجوي التي تتوزّع في محيطها، كما تحوي عدداً آخر من المفارز المسؤولة عن حماية بوّاباتها ومداخلها.
وفي المنطقة الشرقية تتصدّر دير الزور بجبهاتها المختلفة المشهد الميداني، فقد ظهرت الملامح الأولى لمعركةٍ كبيرةٍ يخطّط الثوار لها، تهدف إلى إكمال تحرير دير الزور. وبدت جبهة حيّ الرشدية غربي المدينة الأكثر خطورةً واشتعالاً، نظراً لأهمية هذه المنطقة لقوات الأسد وقربها من حصنه الأمني المؤلف من المشفى العسكري، والمتحف الذي صار ثكنةً عسكريّة، ومقرّي المخابرات العسكرية والجوية.