معارك في ريف دمشق وحلب ودرعا.. ولا تغيّر في خرائط السيطرة

كحضورها على طاولات الساسة وغياب باقي المناطق عن الواجهة، كانت الأخبار الميدانية لمدينة عين العرب (كوباني) الأكثر حضوراً في وسائل الاعلام. بين تقدّمٍ لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وسيطرتهم على أجزاء منها، ثم استعادة المسلحين الأكراد لتلك الأجزاء، واستهداف طيران التحالف خطوط إمدادٍ وتعزيزاتٍ للتنظيم تتجه نحوها. ليبقى الوضع الميداني على حاله بين تقدمٍ بسيطٍ للتنظيم وتشديدٍ للحصار على المدينة وصمودٍ للمجموعات الكردية المدافعة عنها، مع تصاعد المطالبات للحكومة التركية بالتدخل، وخاصةً بعد تأكد عجز الغارات الجوية لوحدها عن تغيير الأوضاع أو مجريات المعارك على الأرض، في عين العرب وفي جبهات قتالٍ أخرى للتنظيم.

القلمون.. ساحة المعارك الأكبر

شهدت مناطق القلمون معارك عنيفةً بين مقاتلي الجيش الحرّ وجبهة النصرة من طرف، وقوّات الأسد وميليشيا حزب الله من طرفٍ آخر، والذي نفّذ انسحابات متتالية من مواقع تمركزٍ سابقةٍ له في الجزء المحاذي للحدود اللبنانية في جبال القلمون. وبحسب أنباء مؤكدةٍ مني الحزب بخسائر متلاحقةٍ في صفوف مقاتليه، وسط دعواتٍ من داخل مجتمع الحزب للانسحاب من سوريا. وجاء حديث نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، حول التنازلات المؤلمة الواجب على الجميع تقديمها وعن الحلّ السياسيّ، كبداية مراجعةٍ يمكن أن يقوم بها الحزب لدوره العسكريّ في "الأزمة السورية".

درعا... لا تقدّم للنظام رغم القصف

ركّزت قوّات النظام قصفها على عدّة مناطق من محافظة درعا الجنوبية، في محاولةٍ للسيطرة على المناطق التي حرّرها الثوار مؤخراً، وخاصةً في بلدات جاسم وبصرى الشام، إضافةً إلى مركز المدينة. إلا أن ذلك لم يؤدِّ إلى التقدم المنشود، بل على العكس تماماً أحرز الجيش الحرّ تقدماً نوعياً حين تمكن من تحرير تلّ الحارة بالكامل، في ريف درعا الغربيّ، بالإضافة إلى تلّ الأحمر الصغير، والمفرزة الأمنية جنوب مدينة الحارة، وحاجز الجديرة شرق الحارة. وتحوز تلك النقاط أهميةً كبيرةً لأنها أعلى المناطق الجبلية في المحافظة، إذ يبلغ ارتفاع تلّ الحارة 1075 م عن سطح البحر، ويشرف على محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، ويعدّ أهم مراكز الاستطلاع في درعا.

النظام يصعّد في محيط حلب

حاولت قوّات النظام تصعيد عملياتها في محيط المناطق المحرّرة شرق حلب، مستخدمةً سلاح الجوّ والبراميل المتفجرة بشكلٍ كثيفٍ دون تقدّمٍ برّيٍّ يذكر، باستثناء السيطرة على محيط حندرات. وغير بعيدٍ عن حلب فشلت العملية العسكرية للتوسع في محيط وادي الضيف في إدلب بوضوحٍ، بعد وعودٍ قدّمها العقيد سهيل الحسن بأنه سيحقّق تقدماً في القرى المحيطة بالمنطقة العسكرية الأهمّ في المحافظة.
ومن جانبهــــا، نفّذت كـــــتائب الجيش الحرّ عمليةً نوعيةً بتفجير حاجز الدحروج في تجمع الحامدية بريف إدلب، والذي يعدّ من نقاط التمركز الهامة للنظام داخل التجمّع.

جوبر... الجبهة الأكثر سخونة

تحوّلت أكثر من 80 بالمئة من مباني حيّ جوبر الدمشقيّ إلى ركامٍ بفعل الهجمات الجوّية المتلاحقة على مدار الساعة لطائرات الأسد على الحيّ تمهيدا لاقتحامه، في حين أبدى مقاتلو الحرّ المدافعين عنه مقاومةً شرسةً لم تمكّن قوّات الأسد من تحقيق غايتها، مدركين الأهمية الكبرى لـ"جوبر" في الدفاع عن الغوطة الشرقية كلها.

زهر الدين يستعرض في دير الزور

في عمليةٍ مفاجئــةٍ، اقتحمــت مجــموعاتٌ من الحرس الجمهـوريّ، وعصابات ما يسمّى بالدفاع الوطنيّ، الطرف الشـرقيّ من الــجزيرة النهرية المسماة "حويجة صكر"، عبوراً للفرع الصغير لنهر الفرات، وانطلاقاً من قرية الجفرة الخاضعة لسيطرة النظام، شرقيّ مدينة دير الزور. وخلال ساعاتٍ تمكّنت كتائب الجيش الحرّ -التي لم تقاتل تنظيم الدولة سابقاً واستمرّت في محاربة النظام- من صدّ الهجوم وألحقت خسائر فادحةً في صفوف قوّات الأسد. وفي الوقت الذي تناقل "الشبيحة" مقطع فيديو يظهر العميد عصام زهر الدين -قائد القوّات الأســـدية في دير الزور- برفقة مجموعةٍ من أتباعه على طريقٍ ترابيٍّ في "الحويجة"، كانت سياراتٌ تتبع للتنظيم، تحمل جثثاً مقطوعة الرؤوس لجنود النظام، تتجوّل داخل الأحياء المحرّرة في المدينة.