لقاءٌ تشاوريٌّ للمعارضة في القاهرة.. وإسرائيل تجدّد تمسكها بالأسد

حــدّد نائـب وزيــر الخارجية الروسيّ، ميخائيل بوغدانوف، يوم 26 من الشهر الجاري، موعداً لبدء لقاءاتٍ بين ممثلي النظام السوريّ وبعض الشخصيات التي تحسب نفسها على المعارضة، في ظلّ مقاطعة الائتلاف الوطنيّ، الذي شكك في نزاهة الراعي الروسيّ لهذه المفاوضات. وقال الائتلاف إن روسيا: "لا تعمل على إنهاء الأزمة السورية. وإن الروس غير جادّين، بسبب أنهم يرعون نظام بشار الأسد في كلّ شيء". وأعلن معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف، والذي يعمل بصفته الشخصية، أنه هو الآخر سيقاطع هذه اللقاءات، التي ستقتصر على وفد النظام وأفرادٍ قادمين من دمشق بتشجيعٍ ورعايةٍ منها، سيمثلون وفد المعارضة، مما يقلل من أهمية لقاءات موسكو إلى حدٍّ كبيرٍ، ويجعلها مفاوضاتٍ بين النظام والنظام.
وفي سـياقٍ متزامـــنٍ تتواصـل التحرّكات المصرية لعقد مؤتمرٍ في القاهرة يضمّ وفدين لكلٍّ من الائتلاف وهيئة التنسيق، يوم 22 من الشهر الجاري. وقللت هيئة التنسيق من أهمية مؤتمر القاهرة، إذ اعتبرته مجرّد مشروع، مشككةً بالتزام الائتلاف بما سيتمّ التوافق عليه، كما حدث في الاجتماع الأخير بينهما، بحسب الهيئة.
وفي إسطنبول فاز خالد خوجة برئاسة الائتلاف بـ56 صوتاً، وسط انقسامٍ وتناحرٍ بين الكتل والتيارات، مما يسهم في زيادة التشظي الذي تعاني منه المعارضة السياسية بشكلٍ عامٍّ والائتلاف الوطنيّ بشكلٍ خاصّ. ولوحظ في كواليس الاجتماعات التي سبقت عملية التصويت، تراجعٌ كبيرٌ للاهتمام الدوليّ، والإقليميّ خاصّةً، بالائتلاف. فقد أحجمت السعودية عن دعم أيّ مرشحٍ للتنافس مع خوجة، كما جرت العادة سابقاً.

كيري يشيد بروسيا

وعن الاجتماع الذي ستغيب عنه أكبر تجمعات المعارضة، قال وزير الخارجية الأميركيّ، جون كيري، إن روسيا تبذل جهوداً لحلّ الأزمة السورية، مشيداً بما تدعو إليه من جمعٍ بين مختلف الفرقاء. وأشاد كيري أيضاً بالمبعوث الدوليّ استيفان دي ميستورا قبل زيارته المزمعة إلى دمشق، قائلاً "إن مهمة المبعوث معقدة جداً، ومهمةٌ من أجل دفع المساعي السلمية في سوريا، خصوصاً التركيز على الجهود لوقف إطلاق النار في حلب".
وشدّد دي ميستورا على أهمية الحلّ السياسيّ في سوريا، وعلى ضرورة وقف القتال في حلب وفي مختلف المناطق السورية، ودخول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضرّرين. وقال، في مؤتمرٍ صحفيٍّ عقب لقائه بوزراء خارجية دولٍ عدّةٍ من بينها الولايات المتحدة وروسيا، إن الجميع متفقون على ضرورة "وقف الصراع في سوريا، والخروج بحلٍّ سياسيٍّ للأزمة".

الأسد يخفي الأسلحة الكيماوية

بعد لقاءٍ صحفيٍّ لبشار الأسد، قال فيه إنه ضدّ قتل أيّ مدنيٍّ بريء، كشف تقريرٌ أن النظام الأسديّ قد جهّز مخازن في مدينة دمشق احتفظ فيها بالأسلحة الكيماوية التي لم يقم بتسليمها للجنة الخاصّة بذلك. وقال موقع الجزيرة نت، نقلاً عن قياديٍّ وصفه بالكبير في قوّات الحرس الجمهوريّ السوريّ، إن الأسد احتفظ بالكمّ الأكبر من الترسانة الكيماوية في أماكن سريةٍ، أغلبها داخل العاصمة، بالقرب من مقرّاتٍ عسكريةٍ وأمنية.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد كشفت، قبل أسبوعٍ، عن أن نظام الأسد استخدم السلاح الكيماويّ عدّة مرّاتٍ في مناطق من سوريا مؤخراً، وذلك بعد أن صرّح عن تسليمه لتلك الأسلحة للمنظمة من أجل التخلص السليم منها.
وليس بعيداً عن ذلك كشفت صحيفة دير شبيغل الألمانية، نقلاً عن ما وصفته بالمصادر المطلعة، أن نظام الأسد يجهّز منشأةً نوويةً بالقرب من مدينة القصير على الحدود السورية اللبنانية، سلّم حمايتها لحزب الله اللبنانيّ، وأطلق على المشروع اسم "زمزم".

مصلحة إسرائيل في بقاء الأسد

رأى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيليّ الأسبق، دان حالوتس، أن مصلحة إسرائيل والدول الغربية هي في بقاء الأسد في سدّة الحكم في سوريا. مشيراً، في لقاءٍ له على الإذاعة العبرية، إلى أن "مصلحة إسرائيل والغرب هو ألا تحقق التنظيمات الإسلامية المتشدّدة نصراً على نظام الأسد". وقال حالوتس إن "الغرب سيرتكب خطأً كبيراً في حال سمح بسقوط نظام بشار الأسد".