حلب: من شرقٍ محرَّرٍ محاصَر.. إلى غربٍ محتلٍّ محاصَر جبهـاتٌ مشـتعلة.. وريف دمشق تكثف عملياتها لتشـتيت قوات الأسد

مقاتلون من الحرّ في القلمون | عدسة حسين عمار | خاص عين المدينة

ما زالت جبهة مديـــــنة حــــلب الأكثر حضوراً على ساحة الثورة السورية، منذ أن بدأت معارك التقدم، من قبل غرفة عمليات أهل الشام، نحو مناطق من القطاع الغربيّ للمدينة، الخاضع لسيطرة النظام. فما حققه الثوّار خلال معارك جمعية الزهراء قلب المعادلة على الأرض، من شرقٍ محرّرٍ محاصَرٍ إلى غربٍ محتلٍّ محاصَر، خاصةً بعد قطع طريق الإمداد القادم من الراموسة جنوب المدينة، وحصار عدة أبنيةٍ خاضعةٍ لسيطرة قوّات النظام، أهمها مبنى المخابرات الجوية في حيّ جمعية الزهراء.
وأمام الصــورة القاتــــــمة في عيـــون النظــــــام لما يجــــــري في حلب، استكـــــملت طائراته عمـــــلياتها الحربية على الأحياء الشرقية من المدينة، التي يقوم بقصفها جواً بالبراميل المتفجرة منذ أشهر. بينما لم يستطع وقف تقدم فصائل المعارضة في محيط مناطق سيطرته، وفي عمق بعض المراكز الأمنية والعسكرية التي كانت تابعةً له.

ريــف دمــــشـق يتصـــدّى لحــمـــلةٍ عسكريةٍ جديدة

مع تعدّد جبهات الريف الدمشقيّ بين الغوطتين الشرقية والغربية، إضافةً إلى القلمون وامتداده ووصولاً إلى الزبداني، حاولت قوات النظام اختراق العمق المحرّر من عدّة منافذ؛ أولها كان منفذ المليحة التي تعدّ أهمّ مداخل الغوطة الشرقية، والتي تشهد عملياتٍ حربيةً منذ أكثر من 20 يوماً، بعد استهدافها بصواريخ أرض ـ أرض وقذائف مدفعيةٍ من قبل قوّات النظام التي تحاصرها. إلا أن الفصائل المعارضة في المنطقة منعت أيّ تقدمٍ لقوّات النظام، وركزت عملياتها في محيط المليحة، بمساندة كتائب أخرى عاملةٍ في دوما وريفها. كما عمد الثوار إلى تشتيت قوات النظام من خلال إعادة التركيز على جبهاتٍ أخرى، منها جوبر وحرستا، وضرب نقاط تمركز قوّات النظام في تلك المناطق، مثل إدارة المركبات.
وفي الزبداني، وبعد عودتها إلى مقدمة الجبهات المشتعلة، خاصةً بعد سيطرة قوّات النظام وحلفائه على عدّة مناطق من القلمون؛ استطاع الثوّار فيها منع قوات النظام من التقدم، وضرب الحواجز والنقاط العسكرية التي كان يعتمدها لقصف المدينة. بينما سرت شائعاتٌ عن محاولة الوصول إلى اتفاقيةٍ يتم بموجبها وقف إطلاق النار على جبهة المدينة، دون أن يظهر للعيان حتى الآن أيّ أثرٍ لتلك الاتفاقية التي يتداولها ناشطون على صفحات الفيس بوك منذ أيام.

الغازات السامة من جديد

لم تستطع قوات النظام خلال الفترة الماضية السيطرة على مناطق استراتيجيةٍ في ريف حماه الشماليّ، كان الثوار قد سيطروا عليها مؤخراً. فحصار مورك وكفر زيتا واللطامنة وسواها لم يهيئ للنظام اجتياح تلك البلدات التي تقع في منطقةٍ هامةٍ للغاية على طريق حماه حلب. فلجأ النظام إلى استخدام البراميل المتفجرة فيها من جهة، ثم القصف بغاز الكلور من جهةٍ أخرى، وهو ما أدّى إلى وقوع عشرات الشهداء من المدنيين بشكلٍ خاص، ولا سيما في كفر زيتا وقرية عطشان.

جبهاتٌ لا تهدأ

على الرغم من عدم تـــــغيــــــر خرائـــــط السيــطرة في عدّة مناطــــــق سوريةٍ، ومنها درعا جنوباً ودير الزور شــرقاً، إلا أن جـــبهــات المحافظتــين لم تهدأ. فالمناوشــات على أسـوار مطار دير الزور العــــــسكري مـــــستمرّة، مع محاولاتٍ فاشلةٍ تقوم بها قوّات الأسد بين حينٍ وآخر للتقدّم في القطاع الجنوبيّ لجبهة المطار، بهدف السيطرة على الطريق الدوليّ المتجه إلى الميادين، تواجهها دفاعات الثوار المرابطين هناك، والتي نجحت في تكبيد قوّات الأسد خسائر كبيرةً في كلّ هجوم. وعلى جبهات مدينة دير الزور لم تسجل داخل المدينة أيّة تغيراتٍ ذات قيمة، مع نوبات قصفٍ عشوائيةٍ لقوّات الاسد على الجزء المحرّر.
وفي درعا استمرّت الاشتباكات المتقطعة خلال الأيام الماضية على جبهة طريق السدّ ومخيم درعا، وخاصةً في نقاط التماسّ بين قوّات النظام والثوار، دون أن تحرز أية قوةٍ حتى اليوم تقدماً واضحاً، وسط تجهيزاتٍ تنذر بتغيير المعادلة في المدينة المحرّرة بأغلب أحيائها وريفها.