النظام يفشل في اقتحام الغوطة الشرقية... ويختنق في حلب

عدسة كرم | خاص عين المدينة 

النظام يفشل في اقتحام الغوطة الشرقية... ويختنق في حلب
تقدّمٌ للحرّ في الشمال.. وهدوءٌ في مختلف الجبهات الأخرى

لم تتمكن قوات الجيش النظامي من تحقيق أهدافٍ، ولو مرحلية، بعد الضربة الكيماوية على الغوطتين الشرقية والغربية. فالإبادة الجماعية، التي ارتكبها في عدة مناطق، كانت بالأساس خطوات تمهيدية لاقتحام المناطق المحررة. فقد أتبع الضربة الكيماوية بهجماتٍ سريعة وقصفٍ مركّزٍ على المعضمية وداريا من جهة، وعلى جوبر وسائر الغوطة الشرقية من جهة أخرى. إلا أن هذه المحاولات لم تختلف عن سابقاتها بعودته أدراجه دون أن يحقق تقدماً على الأرض.

واستمر القصف اليومي بكافة أنواع الأسلحة على الريف الدمشقي، في محاولةٍ لخلق منافذ ومحاور جديدة يمكن أن تتسلل منها قوات النظام إلى العمق. إلا أن الجيش الحرّ لم يكتفِ بسدّ تلك المنافذ، بل حوّل المعركة في أكثر من مرحلةٍ إلى المتحلق الجنوبي قبالة مركز العاصمة، ليشهد عمليات تقدمٍ واستهدافٍ للأرتال التي تنوي التوغل في الغوطة.

 

جبهة الشمال "المعركة المستمرة"

شهدت معظم جبهات سورية بروداً في الاشتباكات خلال الأيام الماضية، بانتظار القرارت الدولية وتوجيه الضربة العسكرية إلى النظام السوري. إلا أن جبهات حلب كانت الأكثر استمرارية في العمل الميداني، فكانت السيطرة على خناصر، وقطع الطريق الدولي، وخنق قوات النظام داخل عاصمة الشمال، هي الخطوة النموذجية التي نجح الجيش الحر في تحقيقها. مع العلم أن خناصر هي المنطقة الأكثر أهمية وحيوية لقوات النظام، ومركز التجمع الأكبر الذي كان يسيّر الدوريات اليومية حول مراكز الجبهات، ويقصف القرى المحيطة.
بينما برزت إدلب كحالةٍ انتقاميةٍ جديدةٍ لطيران النظام، بعد مجمل خسائر جبهات الشمال، فتتالت المجازر اليومية في مدينة أريحا التي دمّر حتى الآن أكثر من 80 بالمئة منها خلال أيام. وشهدت غارات جوية متتالية وقصفاً مركزاً، بعد أن كانت أكثر المدن هدوءاً في المحافظة، التي لم يتبقَّ للنظام فيها سوى عدة مراكز قصف وتجمع، مثل وادي الضيف ومعمل القرميد ومعسكرات الجازر، التي تتعرض لهجومٍ يومي من قبل الجيش الحر، والتي لا يستطيع النظام حمايتها إلا بالتغطية الجوية. وهنا من الجدير أن يذكر أن محافظة إدلب هي أكثر المحافظات التي يستخدم فيها النظام سلاح الجو ويتهيب المجابهة البرّية.

 

برود جبهة الساحل

كان من الطبيعي جداً أن يركز الجيش النظامي وقوات الدفاع الوطني والشبيحة النسبة الأكبر من جهدهم على ردّ هجمات الحر في شمال اللاذقية، واستعادة القرى المحرّرة. إلا أن استعادة غالبية تلك القرى خلال الأيام الماضية لم تكن وفق مخطط شامل منظم، بمعنى أن الجيش النظامي لم يستطع إيقاف نفوذ الحرّ في جبهة الساحل، أو استعادة المراصد كاملة، أو إيقاف تحركات قوات الحرّ في جبل الأكراد وسلمى وجبل التركمان. وتشير المعلومات إلى أن برود جبهة الساحل خلال الأيام الماضية ليس سوى مرحلة عارضة تجدّد فيها قوات الحرّ انتشارها من جهة، وتسلّح العناصر من جديد. خاصة بعد خلافٍ بين مجمل الكتائب العسكرية والهيئات المدنية العاملة في الساحل مع المجلس العسكري وقيادة الأركان بسبب نقص السلاح، وهو الخلاف الذي تم تجاوزه بإعادة تزويد الجبهة بالسلاح استعداداً للمرحلة القادمة التي ستتضمّن فتح جبهاتٍ على عدة مناطق في محيط اللاذقية واستعادة المراصد من جديد.

 

الوسطى والشرقية... الحفاظ على الوضع الراهن

تهدأ جبهات المنطقة الشرقية بعد مجموعة من المعارك في دير الزور، والتي حقق فيها الجيش الحر تقدماً كبيراً داخل المدينة، خاصة في سيطرته على حي الحويقة ذي الأهمية الاستراتيجية الكبرى.
وفي المنطقة الوسطى شهدت حمص هدوءاً واضحاً، مقابل اشتداد المعارك في ريف حماه الشمالي والشرقي، في محاولةٍ من قبل جيش النظام لاستعادة مجموعة ًمن القرى كان الجيش الحر قد سيطر عليها ضمن معركة "القادمون" التي تحقق تقدماً شبه يومي، خاصة على صعيد الريف الشرقي للمدينة.