الثوّار يركّزون على العمليات النوعيّة... وحواجز النظام تتهاوى في الشمال

تركّز العمل العسكريّ للثوّار في جبهات الشمال السوريّ على تنفيذ عملياتٍ تستهدف مراكز تجمّع قوّات النظام في كلٍّ من حلب وإدلب، وذلك بجملةٍ من العمليات التي نفذتها الجبهة الإسلامية داخل مدينة حلب وفي ريف إدلب، وحققت من خلالها تدمير حواجز ضخمةٍ بعدّتها وعتادها.
ففي حلب فجّرت الجبهة الإسلامية مؤخراً نفقاً كانت حفرته بالقرب من سوق الزهراوي في المدينة القديمة، حيث تتجمع قوات النظام. وأدى التفجير إلى مقتل ما لا يقل عن 40 مقاتلاً من هذه القوّات.
كما كــــان لتلك الــعمليات النوعية أثرها على الأرض في ريف إدلب، وهي المحافظة التي حقق الثوّار فيها تقدماً لافتاً. فبعد التقدم في محيط خان شيخون والسيطرة على بعض حواجزها، تمّت مؤخراً السيطرة على معسكر الخــــزانات، الذي يعدّ أكبر مراكز تجمع قوّات النظام في مدينة خان شيخون، وذلك عقب عمليتين استشهاديتين واشتباكاتٍ عنيفةٍ في المنطقة، وهو ما اعتبر تقدماً استراتيجياً لأن المعسكر كان يؤمّن الإمداد لجميع الحواجز في خان شيخون، ويحتوي خزانات وقودٍ ضخمة، ليستسلم بعد ذلك عناصر حاجزٍ قريب، وتُعلن خان شيخون مدينةً محرّرة، ويصبح الطريق الدوليّ الممتدّ من مورك حتى حيش في قبضة الثوّار.
وفي جبهة جبل الأربعين، على طريق إدلب اللاذقية، حقق الثوّار تقدّماً من خلال استهداف أربعة حواجز قرب مدينة أريحا، هي: قصر الفنار، مقصف الــشامي، مبنى العــــدل، مبنى العــــــمر.
مما أدّى إلى تحرير مناطق جديدةٍ من جبل الزاوية، المشرف على مدينة إدلب، والذي كانت قوّات النظام تستخدم قواعدها فيه لقصف مجمل الريف الشماليّ.

حملاتٌ متتاليةٌ على درعا

على الرغم مما شهدته الأيام الماضية من تصعيدٍ عسكريٍّ من قبل قوّات النظام على مدينة درعا وريفها، إلا أن قوّات الجيش الحرّ والفصائل المعارضة في المنطقة لم تسمح حتى الآن بأيّ تقدمٍ يذكر، وذلك على عدّة جبهاتٍ منها جبهات درعا البلد وإنخل ونوى، التي تعرّضت لقصفٍ يوميٍّ بالبراميل المتفجّرة وكافة أنواع القذائف والصواريخ، ما أدّى إلى حالات نزوحٍ كبيرةٍ منها باتجاه القرى الأكثر أمناً وباتجاه الحدود الأردنية، إلا أن خريطة السيطرة العسكرية لم تتغير على الأرض حتى الآن. إضافةً إلى تنفيذ الثوار لعدّة عملياتٍ كانت بمثابة ضرباتٍ موجعةٍ للنظام في محيط بصرى الشام وقرى الريف الغربيّ لدرعا.

ريف دمــــشق... يأسٌ واضـــحٌ لـــقوّات النظام

كانت الشائعات التي تبثها قوات النظام خلال الفترة الماضية توحي بأن سيطرتها على بلدة المليحة، التي تعتبر أهم مداخل الغوطة الشرقية، قاب قوسين أو أدنى، وأن فصائل المعارضة بدأت بالتراجع إلى عمق الغوطة بعيداً عن البلدة. وهو ما لم يحصل بالفعل، بل على العكس تماماً وفق مجريات المعارك، إذ استطاع الثوّار جرّ قوات النظام إلى مزارع محيطةٍ  بالمليحة،
ثم تنفيذ عملياتٍ نوعيةٍ فيها. فيما اقتصرت عمليات النظام على قصف البلدة عن بعدٍ وتدمير ما أمكن من أبنيتها السكنية.
وفي الزبداني في الريف الغربيّ لدمشق، لم تختلف الصورة كثيراً عن المليحة، إذ بات النظام يبحث عن أيّة اتفاقية هدنة، بعد يأسه من إمكانية السيطرة على المدينة التي تحوي بعضاً من أقوى الفصائل الثورية المقاتلة في الريف الدمشقيّ والأكثر تنظيماً.

مـــــعارك الساحل... كـســب تحـــت نيران النظام

خلال الفترة الماضية، وجّهت قوّات النظام الموجودة في البدروسية وفي محيط رأس البسيط بريف اللاذقية جلّ نيرانها إلى كسب، بعد يأسها من النجاح في الدخول إليها، وتمكّن فصائل الثوار من الحفاظ على النقطة الأكثر إستراتيجيةً في الساحل. وبدأت المساعي للتوصل إلى هدنةٍ عن طريق لقاء فعاليات مدنيةٍ من جبلي الأكراد والتركمان في تركيا، دون أن تنجح تلك اللقاءات، حتى الآن، في الوصول إلى اتفاق.