الثوّار قريباً من دمشق.. والهُدَن باتت بإدارة الفصائل المعارضة لا النظام

غوطة دمشق - لواء الحبيب المصطفى

جاء ردّ الثوّار سريعاً على سيطرة قوّات النظام على بلدة المليحة في ريف دمشق، وهي المدخل الرئيسيّ نحو الغوطة الشرقية، المساحة الأكبر التي تخضع لسيطرة الثوّار في محيط العاصمة. فقد حقق الثوّار تقدماً شرق العاصمة من خلال سيطرتهم على أجزاء من حيّ الدويلعة وعلى الدخانية وتقدمهم على طريق جرمانا وسيطرتهم على الحيّ الشرقيّ منها. ومن جهة الجنوب تقدّم الثوّار نحو خان الشيح والمزارع المحيطة، بعد إتمام السيطرة على القنيطرة ومحيطها، باستثناء مدينة خان أرنبة ومدينة البعث وبلدتي الخضر وجبا، ما يعتبر بمثابة حصارٍ جزئيٍّ لدمشق من خلال إخضاعها لتهديدات القذائف الصاروخية، إضافةً إلى التهديدات اليومية باقتحامها.
ويأتي هذا التقدّم بعد قصفٍ شديدٍ لقوّات النظام على حيّ جوبر ملحقاً به دماراً هائلاً، وسط اتهاماتٍ باستخدام الغازات السامة، بحسب مصادر الثوار.
وسُجّلت خلال الأيام الماضية عدّة مواجهاتٍ في عمق العاصمة بتقدّم عناصر من الجيش الحرّ باتجاه حيّي الميدان والزاهرة، بما يشبه عمليات الكرّ والفرّ السريعة هدفها استنزاف قوّات النظام في الخاصرة الشرقية والجنوبية، والتي من المتوقع أن تشنّ الهجمات من خلالها مع بدء التقدم نحو العاصمة، الذي أعلنت عدّة كتائب معارضةٍ عن اقترابه.

هُدَنٌ بالتتالي والثوّار يهدّدون بالخرق

كانت هدنة داريا هي الأوضح خلال الأيام الماضية. وقد فرض فيها الثوّار شروطهم على النظام بعد أكثر من عامٍ من مفاوضاتٍ متقطعةٍ بين الطرفين، وبعد صمودٍ كبيرٍ أبداه ثوّار المدينة أمام هجماتٍ كثيرةٍ لقوّات الأسد وعمليات قصفٍ متواصلٍ وحصارٍ خانق، اذ شارك الآلاف من جنود الفرقة الرابعة والحرس الجمهوريّ في هذه الهجمات، دون أن يتمكنوا من السيطرة على المدينة ذات الموقع الاستراتيجيّ الهام في محيط دمشق؛ إذ تجاور مطار المزة العسكريّ ومقر المخابرات الجوية، وتقابل مساكن الضباط في حيّ السومرية، أحد المعاقل الكبرى لمؤيدي النظام.
إلا أن هذه الهدنة، ورغم التوقيع الرسميّ عليها، ما تزال موضع جدل، وخاصةً مع انعدام الثقة بين الجانبين. وقد هدّد الثوّار بعدم الالتزام بها في حال أخلّ النظام بأيّ بندٍ من بنودها. وتأتي الهدنة في إطار سياسةٍ عسكريةٍ خاصةٍ حرص النظام على اتباعها في دمشق، تهدف إلى تحييد البؤر الثائرة بوقف إطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المناطق المحاصرة، كما حدث في برزة والمعضمية وأحياء جنوب دمشق.
ومن جانبٍ آخر جاءت هدنة الوعر في حمص على غرار هدنة برزة في دمشق، إذ يتولى فيها الثوار المتمترسون داخل الحيّ مسؤولية حفظ النظام والطرقات، ولا تدخله قوّات النظام بشكلٍ رسميّ. إلا أن التوقيع النهائي عليها ما زال بين أخذٍ وردٍّ بين مندوب رئاسة الجمهورية للتفاوض، بسام الحسن، وبين قادةٍ ورجالٍ ذوي شأنٍ محليٍّ في حيّ الوعر الذي يسكنه أكثر من نصف مليون مدنيّ، أغلبهم نازحون من الأحياء الرئيسية في حمص، والتي تعرّضت للدمار نتيجة القصف.

حزب الله: إصرارٌ جديدٌ على البقاء في سوريا

لم تكن معارك عرسال الأخيرة وأسر جنودٍ لبنانيين من قبل جبهة النصرة لتردع حزب الله اللبنانيّ عن القتال في عدّة مناطق من أرياف دمشق وحمص وحلب. فقد صرّح نائب رئيس المجلس التنفيذيّ في الحزب، نبيل قاووق، أن قوّات حزب الله لن تخرج من سوريا، معتبراً أن المرحلة تفرض على الحزب ذلك أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
ولفت قاووق إلى أن حرب حزب الله في سوريا هي حربٌ ضد تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل التي وصفها بالتكفيرية، قائلاً: "إن ما بيننا وبين داعش وكلّ التكفيريين لا يمكن أن يكون حرباً كلامية، بل إن ما بيننا وبينهم هو الميدان فقط الذي نهزمهم ونسحقهم فيه. فلن نستدرج إلى حرب بياناتٍ معهم ولا إلى سجالاتٍ سياسية".