الإبراهيميّ خارج القضية السورية.. وأوباما يكرّر عدم شرعية الأسد خلال لقاء الجربا

اعتبرت أوساطٌ دبلوماسيةُ عالمية، وخبراءٌ سياسيون، أن استقالة المبعوث الدوليّ إلى سوريا، الأخضر الإبراهيميّ، بمثابة إعلانٍ لفشل محادثات جنيف، الفشل الذي توضح مسبقاً لغالبية الأطراف الفاعلة في المسألة السورية، من خلال عدم خروج دورتين من المؤتمر بأيّة مقرراتٍ ذات أثرٍ على الأرض.
ودعت دولٌ مؤثرةٌ في الشأن السوريّ إلى عدم توقف محادثات جنيف باستقالة الإبراهيمي، إذ لفت نائب وزير الخارجية الروسيّ، جينادي جاتيلوف، إلى أن استقالة مبعوث السلام الدوليّ يجب ألا تعطل الجهود الدبلوماسية للحلّ.
واعتبر دبلوماسيون أن استقالة الإبراهيميّ هي اعترافٌ شخصيٌّ منه بفشل مهمته، خاصةً بعد إعلان حكومة النظام السوريّ عن إجراء انتخاباتٍ رئاسيةٍ رشح فيها رئيس النظام نفسه لدورةٍ جديدة، وهو ما رآه الإبراهيميّ، بحسب دبلوماسيين، محاولةً لتحـــــدّي المعارضـــــة بالبقاء في السلطة.

محادثات واشنطن

لفتت زيارة رئيس الائــــــتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريّة، أحمد الجربا، إلى واشنطن مؤخراً، الأنظار إليها. خاصةً وأنه اصطحب معه مجموعةً من القياديين العســــــكريين في الجـــيش السوري الحرّ. واستغرقت محادثات الجربا مع سوزان رايس ساعة ونصف، انضمّ خلالها الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، إلى الجلسة، مؤكداً أن الأسد فقد الشرعية بشكلٍ كامل، وأن لا مكان له في مستقبل سوريا، ومشجعاً المعارضة السورية على تطوير رؤيتها لحكومةٍ سوريةٍ تضمّ كل الأطراف. وعقد الجربا خلال الزيارة عدة اجتماعاتٍ مع مسؤولين عسكريين وأمنيين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية الدفاع الأمريكيتين، مؤكداً في مختلف الاجتماعات أن الائتلاف يضم أطياف الشعب السوريّ، ولديه رؤية لسوريا ديموقراطية، ومكرّراً رفضه للإرهاب والتطرف.
من جانبهـــــم أكــــد مــــــحللون سياسيون وعسكريون أن الهدف الأساسيّ من زيارة الجربا هو طلب مساعدات، وخاصةً أسلحةً مضادّةً للطائرات، في ظلّ القصف الجويّ العنيف الذي تمارسه مقاتلات النظام السوريّ على عدة مناطق من البلاد أهمّها حلب.

فابيوس.. النظام استخدم الكيماويّ 14 مرةٍ مؤخراً

    انتقد وزير الخارجية الفرنسيّ، لوران فابيوس، موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم توجيهها ضربةً عسكريةً للنظام السوريّ، وذلك خلال مؤتمرٍ صحفيٍّ جمعه بنظيره الأمريكيّ جون كيري. وقال فابيوس إن النظام السوريّ قد استخدم الكيماويّ 14 مرةً على الأقلّ خلال الأسابيع الماضية، وإنما بكميات قليلة، لافتاً إلى شكوكٍ لدى الإدارة الفرنسية بأن النظام السوريّ قد أخفى جزءاً من سلاحه الكيماويّ ولم يسلمه للجنة الدولية المختصّة بتدميره.
ومن جانبها قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في تقريرٍ صدر مؤخراً إن هناك "أدلةً قوية" على أن النظام السوريّ استخدم مواداً كيماوية كسلاحٍ في ضرب مناطق سورية، موضحةً أن الأدلة التي بحوزتها تشير إلى أن طائرات النظام ألقت براميل متفجرةً تحتوي على أسطواناتٍ من غاز الكلور على ثلاث بلداتٍ في شمال سوريا في نيسان الماضي، وأن ذلك "يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدوليّ".
وكانت بريطانيا قد حذّرت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، في وقتٍ سابق، من أن النظام السوريّ مازال يمتلك مواد كيماويةً تكفي لإنتاج كميةٍ من غاز الأعصاب يمكن أن تستخدم في هجماتٍ تشبه الهجوم الذي تم شنّه على ريف دمشق في شهر آب الماضي.
كما اتهم الوفد البريطانيّ، المشارك في المنظمة المكلفة بتدمير أسلحة سوريا الكيماوية، النظام السوريّ بتأخير عملية تدمير ترسانته من الأسلحة الكيماوية، قائلاً إنه لا يزال يمتلك نحو 100 طنٍّ متريٍّ من المواد الكيماوية في موقعٍ واحد.
وكانت فرنسا قد قدّمت مشروع قرارٍ خاصٍّ بسوريا للأمم المتحدة. وتعمل الآن على حشد أكبر تأييدٍ ممكنٍ لهذا القرار، الذي يتألف من ثماني فقراتٍ ويتبنى إعلان جنيف1، ويطالب بإحالة الجرائم المرتكبة في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكما جرت العادة خلال الثورة السورية، يُتوقع من المندوب الروسيّ أن يصوّت بالرفض على هذا القرار.