الأمين العام المساعد لحزب الأسد العربي الاشتراكي... في كوريا الشمالية

لعبد الله الأحمر، المولود في مدينة التل، الثائرة والمنكوبة الآن في ريف دمشق، سنة 1936، ستة أولاد ذكور، هم (جهاد، كفاح، نضال، ثائر، أمجد، إياد). وتكفي دلالات هذه الأسماء للإشارة إلى التطوّر الفكري للرفيق الأمين المساعد، ذلك الرجل العتيق من أثاث حزب البعث السوري في نسخته الأسدية، والذي أفاق أخيراً من سباتٍ عميقٍ، وذهب في زيارةٍ إلى كوريا الشمالية. ولعل هذا البلد هو الهدف المناسب، والوحيد، لزيارةٍ خارجيةٍ يقوم بها الأحمر، وخاصةً مع الذكرى الستين للهدنة التي أنهت الحرب بين الكوريتين سنة 1953، وما يرافقها عادةً من احتفالاتٍ باعتبارها ذكرى ليوم النصر. وفي التفاصيل القليلة الراشحة عن هذه الزيارة قدّم الأحمر للزعيم الكوري الناشئ، كيم جونغ أون، هديةً مرسلةً من بشار الأسد، وهي سيفٌ دمشقيٌ. وأثنى الدكتاتور، الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره بعد، على ضيفه السوري، كونه نال شرف لقاء جدّه الدكتاتور الكبير كيم إيل سونغ، مؤسس جمهورية القمع الرهيبة هذه. ومن جانب آخر، تناولت بعض وسائل إعلام الشبيحة خبر هذه الزيارة بتفاؤلٍ كبيرٍ، فتساءل محرر الأخبار في موقع دام برس، الذي تديره شعبة المخابرات العامة: ما سرّ زيارة وفدٍ سوريٍ إلى كوريا الشمالية، ولماذا جنّ جنون واشنطن؟
وفي ثنايا الخبر، خاطب المحرّر قرائه بالقول: كوريا الديمقراطية لديها صواريخ يبلغ مداها آلاف الكيلومترات، والآن كوريا تملك التقنية اللازمة لتركيب رؤوس نووية على هذه الصواريخ. نظرياً لا يوجد شيء يمنع كوريا الديمقراطية من تزويد سورية بمثل تلك الصواريخ. تخيلوا إن وصلت إلى سورية صواريخ نووية يبلغ مداها آلاف الكيلومترات. هذا يعني نظرياً أن سورية ستصبح قادرةً على ضرب معظم العالم الغربي بصواريخ نووية.
ويبدو أن الشبيح الذي يطلق على نفسه اسم الفيلسوف الأسدي يمتلك نظرة أبعد من الموقع الاخباري المذكور، إذ تساءل على صفحته على موقع التواصل فيسبوك: معقول القيادة ما لقت غير الأحمر تبعتو لزيارة مهمة متل هي؟
شو ما بقى عنا مسؤولين، لو موفرين مصاريف هالسفرة ومعطينها لاولاد الشهدا بزمتي كان أحسن......
في كلام الفيلسوف الأسدي وجهة نظر، فشيخوخة الأحمر وانغماسه الطويل في الفساد الرغيد، لا بد أن تكون قد أنسته الكثير، بما فيها المنطلقات النظرية للبعث. وربما، أيضاً، عدد مزارع الدجاج التي يديرها كلٌ من أولاده الستة.