- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
أندريه سيرديوكوف الحاكم العسكري الروسي الجديد لسوريا
يبدو أن الأمور لا تجري على ما يرام في سوريا بالنسبة إلى القيادة السياسية الروسية، لذلك قامت في 10 نيسان الجاري بتعيين العقيد أندريه سيرديوكوف قائداً لمجموع قواتها العسكرية هناك، ليحل محل العقيد سيرغيه سوروفيكين، الذي قادها لأكثر من عام؛ ليكون الحاكم العسكري الروسي الجديد لسوريا الجريحة والمنكوبة على مختلف الأصعدة.
وفقاً لممارسة تناوب كبار الضباط الروس، فإن سيرديوكوف يجب أن يكون في حميميم منذ أيلول 2017. لكن، قبل ذلك التاريخ، اصطدمت سيارته العسكرية بسيارة أخرى، وهو عائد من تدريبات خاصة، ليصاب رأسه وعموده الفقري، ويرقد في المستشفى لفترة طويلة. ونتيجة لذلك أرسل ألكسندر زورافليف حينها إلى سوريا بدلاً منه.
ولد أندريه سيرديوكوف 1962 في منطقة روستوف جنوب روسيا، تخرج عام 1983 من مدرسة ريازان العليا للقوات المحمولة جواً، ليبدأ خدمته العسكرية كقائد فصيلة استطلاع تابعة لفرقة الإنزال 104. وبعد التخرج من أكاديمية فرونزي عام 1993، شغل منصب نائب وقائد فوج المظليين في الفرقة 76 المحمولة جواً، ومن ثم أصبح نائب قائد الفرقة. وفي وقت لاحق، شغل مناصب: قائد اللواء المشاة الميكانيكي المستقل 138، وقائد الفرقة 106 المحمولة جواً.
تخرج عام 2009 من الأكاديمية العسكرية للأركان العامة -أعلى مستوى من التعليم العسكري في روسيا- ثم ترأس الجيش المشترك الخامس في الشرق الأقصى منذ كانون الثاني 2011. وعين بداية عام 2013 نائباً لقائد المنطقة العسكرية الجنوبية، وفي تشرين الأول 2013 أصبح قائد أركانها. وقد قاد في رتبة مقدم عملية خاصة في شبه جزيرة القرم ربيع عام 2014، أسفرت عن احتلال شبه الجزيرة.
كتب سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني ألكسندر تورتشينوف: "خلال صيف عام 2015 واجهت قواتنا المسلحة وحدات عسكرية منظمة من الجيش الروسي يصل تعدادها إلى 35 ألف شخص... قاد العقيد أندريه سيرديوكوف المجموعة الكاملة للقوات الروسية المحتلة". ولهذا السبب وضع اسمه في قائمة العقوبات الأوكرانية.
عُين قائداً للقوات المحمولة جواً بموجب مرسوم صادر عن فلاديمير بوتين، في تشرين الأول 2016. وكان قد شارك في حربي الشيشان الأولى والثانية، وفي عملية الإنزال الجوي في كوسوفو حزيران 1999، من أجل الاستيلاء على مطار ساتينا، وضمان نجاح استراتيجي مهم لروسيا آنذاك، بقوات صغيرة جداً. وقد حصل على وسامي الشجاعة من الدرجة الثالثة والرابعة وعدة أوسمة أخرى، إضافة إلى ميداليات مختلفة على "الاستحقاق العسكري" و"الجدارة القتالية".
مهماته الجديدة في سوريا
يدور في الأوساط الإعلامية الروسية أن أندريه سيرديوكوف يتمتع بالتفكير التحليلي، ويُعرف بتأييده للجيش المحترف والإصلاح المستمر للقوات المسلحة.. وكما يقال، فإنه رجل المهمات الصعبة الذي تم اختباره خلال ثلاثة عقود من خدمته كضابط في أوقات صعبة بالنسبة إلى روسيا. واليوم يرسل إلى سوريا بهدف تسريع تطبيق الاتفاقيات الروسية التركية بشأن تنظيم الدوريات المشتركة في مناطق التصعيد بإدلب، كما يبدو.
تم التوصل إلى الاتفاقيات ذات الصلة بين موسكو وأنقرة عام 2018، وكان من المخطط البدء بتسيير دوريات مشتركة من الشرطة العسكرية الروسية والتركية في 15 تشرين الأول الماضي؛ حيث تحمّل الجانب التركي مسؤولية انسحاب المقاتلين، مع أسلحتهم الثقيلة، من المنطقة منزوعة السلاح إلى منطقة خفض التصعيد. لكن هذه الخطط قد أُحبطت، نظراً لتعنت "هيئة تحرير الشام" ومحاولتها إفشال الأمر، ولم تبدأ الدوريات في الوقت المحدد.
لعلاج هذا الوضع، وقع وزيرا دفاع روسيا وتركيا، سيرغيه شويغو و خلوصي أكار، مذكرة إضافية في شباط 2019، تنظم أعمال الدوريات المشتركة.
بدأ الجيش التركي في 8 آذار الماضي تسيير دورياته في المنطقة منزوعة السلاح بين مراكز المراقبة التركية باركوم - تل طوقان - سورمان؛ وابتداءً من 17 آذار تم توسيع مهمتهم نحو مواقع في غرب حلب وشمال حماه وجبال اللاذقية. وسيبدأ العسكريون في البلدين، بعد 20 نيسان الجاري -إذا تم الاعتراف بنجاح هذه المناورات- دوريات مشتركة في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة خفض التصعيد، بحيث يكونون قادرين على تسيير دوريات مشتركة داخل المنطقة منزوعة السلاح.
تنقسم منطقة خفض التصعيد إلى:
-منطقة تواجد السلاح وتمتد على مساحة قدرها 3,3 ألف كم مربع، حيث توجد 511 منطقة سكنية، وأكثر من مليوني شخص.
-منطقة منزوعة السلاح وتمتد على نحو 3,1 ألف كم مربع، وفيها 341 منطقة سكنية، ويوجد فيها حوالي مليون ونصف شخص.
وإضافة إلى المدنيين، يوجد في إدلب أكثر من 35 ألف مقاتل، حيث يتركز حوالي 8,9 ألف على الجبهة الغربية، وحوالي 15 ألفاً على الجبهة الجنوبية. و سيتعين على العقيد سيرديوكوف –كما تتوقع قيادته- حل هذه المشكلات بالتعاون مع القيادة العسكرية التركية، ضمن سياق لا يسمح لأحد باقتحام إدلب عسكرياً.