نور النقري.. إعلامية الأسد الطموحة

إلى الفرع الفقير من عائلة النقري الريفية، التي استوطنت مدينة حمص قبل عقود، تنتمي نور الإعلامية الشهيرة التي رافقت كبار ضباط النظام وقادة ميليشياته على جبهات القتال، وغطت من هناك أنباء المعارك لقناة سما مرات، وعلى صفحات الميليشيات أو صفحتها الشخصية في مرات أخرى.

كان اندلاع الثورة في آذار 2011 الحدث المفصلي الذي غير حياة طالبة المعهد الفندقي اليتيمة نور محمود النقري، إذ كانت ضمن أوائل المشاركات في مسيرات تأييد النظام، لتلفت بجمالها وجرأتها منظمي هذه المسيرات، وكذلك انتباه قادة مجموعات الشبيحة التي شكلت الأنوية الأولى للميليشيات الطائفية المسلحة. تدربت النقري على إطلاق النار، وتباهت بمسدسات حربية سلمت لها، ب"مهمات" من أجهزة المخابرات.

في لقاء مع "مجلة الماسة الفن" تقول النقري "الظروف يلي مرت فيها سوريا أجبرتني أدخل مجال التعلم عالسلاح.. سافرت إلى إيران لأختص إعلام حربي، ودرست هنيك دبلوم إعلامي حربي صنع أفلام وثائقية، وكيفية عمل التقارير الميدانية، وتصوير ومونتاج، ورجعت ع سوريا" وبعد عودتها تنقلت من جبهة إلى أخرى في درعا وريف دمشق وحلب واللاذقية ودير الزور.

متنت خلال ذلك علاقاتها بضباط كبار بجيش النظام، وبقادة ميليشيات وبموّلين لها، غير أن الأبرز بين هؤلاء كان عصام زهر الدين الذي رافقته في معارك دير الزور، وكذلك قائد ميليشيا "درع الأمن العسكري" محمد حماض، إلى جانب قادتها الميدانيين، لا سيما منهم محمد علي سلهب. وفي صفوف هذه الميليشيا، كإعلامية شبه متفرغة، أمضت النقري أوقاتاً طويلة في العامين 2016 و 2017. وشهدت "عصرها الذهبي" في معارك حلب وتدمر، وحظيت حينذاك بالأعطيات والهدايا الثمينة من الميليشيا. وتبدي النقري ولعاً خاصاً بكسب المال، وولعاً بتبذيره على الأزياء والعطور وأجهزة الموبايل والمشتريات باهظة الثمن، انتقاماً من أيام فقر مدقع قاستها مع أمها وأشقائها بعد وفاة والدها.

وبعيداً عن الإعلام الحربي، تعدد النقري هواياتها في اللقاء ذاته: التصوير، تصميم ملابسها العسكرية، الرماية، والباليه، وتنفي اهتمام من جانبها بالتمثيل، لأن "خطي يلي عم حاول ارسمو لشخصيتي سياسي بحت، بعيداً عن التمثيل والفن"، وتؤكد عزمها على تحقيق أحلامها، فهي واثقة أنها "مع الأيام رح أقدر أوصل لطموحي .. مشواري الفعلي لسا ما ابتدى" متفائلة بأن المستقبل سيثبت قدرتها تلك، متحدية العداوات غير المهنية و "محاولات إحباطي هي أكبر دافع لكون أقوى، وأثبت حالي، بس بستغرب من الإشاعات يلي بتقرب عالحياة الخاصة".

ربما ستنجح هذه الفتاة المغامرة فعلاً بتحقيق "أحلامها السياسية"، فأخريات وآخرون من مؤيدي النظام جاؤوا من القاع، ليصيروا وزراء وأعضاء مجلس شعب ومدراء كبار في دولة بشار الأسد. ولا ينقص النقري شيء في حال خففت من طيشها قليلاً، واكتسب -ولو تمثيلاً- ببعض مظاهر الجد.