موالو النظام يصبّون جام حقدهم على أديب ميالة

علي يونس - دمشق

طُرحت العملة الجديدة من فئة الألف ليرةٍ من دون صورة حافظ الأسد كسابقتها، بل بتصميمٍ جديدٍ يتضمّن مدرج مدينة بصرى الشام الأثرية الخاضعة لسيطرة الجيش الحرّ.

ما إن طرح مصرف سورية المركزيّ الورقة النقدية الجديدة حتى انهال الموالون بالهجوم على حاكم المصرف أديب ميالة، الذي طالما تغنوا بحكمته وأدائه "المبهر" في الوقوف في وجه الهجمة الصهيونية ضدّ الليرة.

وتحت شعار "اللي ما الو قديم ما الو جديد.. والتوقيت هذا غلط لتغيير الألف القديمة واستبدالها بـ ألف أصبحنا بسببها مصدر سخرية من المعارصة"، أطلق ناشطون صفحةً على موقع التواصل الاجتماعيّ فيسبوك، استنكاراً لتصميم الألف ليرة الجديدة.

وبلغت درجة غضب وجهل تلك القطعان حدّ تشبيه رئيسهم السابق بالملكة زنوبيا، إذ كتب أحدهم: "حضارات الشرق والغرب.. الملكة زنوبيا الملكة السورية التي أذهلت شعوب العالم منذ عام 272 حتى وقتنا الحاضر تمّت إزالة صورتها عن العملة السورية فئة 500 ل. س بدون إبداء الاسباب!!!! والآن أزالوا أهم رمزٍ لتاريخ سوريا الحديث الرئيس المرحوم حافظ الأسد؟؟!!!! عملية دعوشة ممنهجة على مراحل تبدأ بضرب الرموز ولا تنتهي بتدمير الآثار والذاكرة الجمعية.... أعداء الوطن ليسوا فقط داعش والنصرة ومن نراهم يذبحون ويقطعون الرؤوس بل هنالك أيضاً داعش ببدلات رسمية. من اتخذ قرار مسح التاريخ سيذهب في النهاية إلى مزابل التاريخ.. وطن بلا رموز هو وطن زهايمر سيكون بلا حاضر وبالتالي بلا مستقبل". وغرّد أحد مذيعي قنوات النظام تحت هاشتاغ #هزلت بالقول: "سورية تتعرّض لحربٍ ممنهجةٍ بهدف تدمير تاريخها، آخر فصولها إزالة صورة القائد المؤسّس الراحل حافظ الأسد عن العملة التي أطلقها بنك سورية المركزي حديثاً". وتابع المذيع: "وأول جملة تحدثوا بها على تنسيقياتهم بعد مشاهدة الألف ليرة الجديدة هي: "شالوا صورته وريحونا". وكتب وزيرٌ سابقٌ على صفحته الخاصة على فيسبوك: "وتبقى إشارات التعجب والاستفهام حول من صمّم هذه الورقة ومن وافق عليها، أتمنى أن لا تصدر اليوم ووضعها ضمن المعالجة وإعادة التفكير. للأسف كل الدول بتخلد ذكرى رموزها الوطنية وبتحيي ذكراهن إلا نحنا منطمس كل دليل لرمزنا ومؤسس وباني دولتنا للأسف" #زهرانيات_حكومية، يختم الوزير السابق.

والغريب في موضوع العملة ذاتها أنها تحوي على خطأٍ تاريخيٍّ،؛ إذ على وجهها الخلفيّ تمّت طباعة لوحة فسيفساء تشير الكتابة فوقها إلى أنها "موزاييك السويداء"، والصحيح أن هذه اللوحة تمثل مشهد قطاف العنب. وقد تمّ العثور عليها في قرية دير العدس التابعة في محافظة درعا. وهي تعود إلى عام 227 ميلادية. وقد كانت محفوظةً ضمن قلعة بصرى.

وكانت حكومة الأسد قد طرحت العام الفائت عملةً من فئة الـ500 ليرة، الأمر الذي أثار مخاوف من أن يؤدي طرح أوراقٍ نقديةٍ جديدةٍ في الأسواق إلى مزيدٍ من التضخم وارتفاعٍ في الأسعار.