تبدو كلمة الحرية غريبةً حين تستخدمها المغنية اللبنانية ماجدة الرومي عنواناً لألبومها الجديد، وهي المنكِرة لانتهاكاتٍ تفوق الخيال حدثت في سوريا على يد عصابات الأسد. فالمغنية، وكما صرّحت سابقاً، لا تصدّق "أن يؤذي بشار سوريّ"، وهو الزعيم العربيّ الأول الذي "وضع حذاءه في فم إسرائيل والغرب وضبط الميليشيات الفلسطينية". وفي قدرة بشار على استخدام حذائه في هزيمة الأعداء يكمن وعي ماجدة الرومي السياسيّ وترتسم منطلقاتها النظرية بأن من "يحارب إسرائيل" أو يدّعي ذلك - في حالة الأسد - لا يمكن أن يظلم شعبه. وأما مئتا ألف شهيدٍ ونصف مليون معتقلٍ وعشرة ملايين نازحٍ في الداخل والخارج فهم مجرّد إشاعةٍ في مفهوم المغنية التي تهدي أجرها في بعض الحفلات لضحايا الحروب والكوارث.
في العادة، لا يؤاخذ المغنّون على ما يطلقون من تصريحاتٍ حول أيّ شيء، ولا يؤاخذون قطعاً إن هم تحدثوا في السياسة. لكن ماجدة، التي عرفها السوريون كمطربةٍ رومانسية، تؤاخذ على ذلك. لا لأنها أذكى من غيرها من المغنّين وأكثر مسؤولية، بل لأنها اختارت النمط المثقف - إن صحّ التعبير - من الغناء. وهو النمط الذي يكلف صاحبه - ولو مظهراً - صرامةً أكبر في التعاطي مع الحكّام، وخاصةً إن كان الحاكم وحشاً مريضاً مثل بشار الأسد.
تقترب الرومي من الستين من العمر. نتمنى لها أن تعيش مزيداً من السنوات لتُسأل، بعد أن يكون بشار مجرّد ذكرى قبيحة، عن سرّ تجاهلها لضحايا