- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
لقاء مع رئيس المجلس المحليّ لمحافظة دير الزور المحامي حمزة البرّي
حاوره عمر الشيخ
حمزة البري
-1 بدايةً هل يمكنكم التعريف بالمجلس المحليّ لمحافظة دير الزور وهيكليته؟
المجلس المحليّ من المؤسسات الثورية الأولى التي تمّ تشكيلها ليدير شؤون المحافظة عن طريق مجالس محليةٍ فرعيةٍ تنتشر في المناطق والبلدات، وعددها 96 مجلساً محليّاً، وتضاف إليها 30 لجنةً خدمية. يتألف المجلس المحليّ من عدّة مكاتب أهمها: المكتب الخدميّ؛ المكتب الزراعيّ؛ المكتب الإعلاميّ؛ المكتب الصحيّ؛ المكتب التربوي. وفي المرحلة القادمة سيتم الاستغناء عن بعض المكاتب وتحويلها إلى مديرياتٍ تتبع للحكومة السورية المؤقتة، فمثلا المكتب الصحيّ يصبح مديرية الصحة وهكذا بالنسبة للزراعة. وتصبح المجالس عبارةً عن بلديات.
-2 من هي الجهات أو المنظمات الداعمة لمجلسكم؟
الائتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والحكومة السورية المؤقتة هما الجهتان الوحيدتان المموّلتان لمجلسنا، ولكن هناك بعض المجالس الفرعية تتلقى دعماً خاصّاً من منظماتٍ عربيةٍ أو دولية.
-3 ما هي المـــــــناطق التــــــي يـــشرف علــيـها المجـــــلـــس المحليّ للمحافظة؟ وكم عدد السكان في تلك المناطق؟
يشرف المجلس المحليّ للمحافظة على كامل محافظة دير الزور، ما عدا بعض الأحياء الصغيرة التي تقع تحت سيطرة النظام.
وفي إحصائيةٍ أجراها المجلس مؤخراً، بلغ عدد سكان تلك المناطق مليوناً وسبعمائة ألف نسمةٍ تقريباً.
-4 هل هناك هيئاتٌ مدنيةٌ عامــلةٌ على الأرض عدا المجلس المحليّ للمحافظة؟
نعم. توجد هيئاتٌ أخرى يقتصر عملها على الأمور الإغاثية والصحية، ولكن المجلس المحليّ للمحافظة يعدّ الأقوى والأنشط على الأرض.
-5 هل هــــناك تنــــسيقٌ بين المــــجلس المــــحليّ والقـــوى العسكرية في المناطق المحرّرة لمحافظة دير الزور؟
لا يوجد تنسيقٌ مباشر، إنما هناك احترامٌ متبادلٌ وتعاونٌ في بعض القضايا.
-6 هل يمكن لك أن تـــذكر لنا أهــــمّ المـــــشاريع التــــي تمّ إنجازها من قبل مجلسكم على مستوى المحافظة؟
يتّبع المجلس المحلي للمحافظة سياسة اللامركزية في الإدارة، بمعنى أننا لا نتدخل في شؤون المناطق بشكلٍ مباشرٍ لإدارة مشاريعها، وإنما يتمّ تخصيص حصةٍ ماليةٍ لكل مجلسٍ فرعيّ، وعلى أساسها يتخذ كلٌّ منها قراراته في رسم خطة مشاريعه.
ولكن يمكنني أن أقول إن أبرز مشروعٍ تمّ إنجازه على الأرض، وكان له وقعٌ كبير، هو إدارة حملة اللقاح ضد شلل الأطفال في المناطق المحرّرة للمحافظة، وذلك من خلال الشباب التطوعيّ، وبإدارة المجلس المحليّ للمحافظة.
كما كان من أهم المشاريع إنجاز الامتحانات في المناطق المحرّرة.
وأقول إنه لا يمكن قياس نجاح المجلس المحليّ في هذه المرحلة بعدد المشاريع المنجزة، والسبب في ذلك أن المشاريع مرتبطةٌ بالتمويل.
-7 ما هي التحديات والصعوبات التي واجهت عمل المجلس؟
أهم تلك الصعوبات نقص الكوادر البشرية المختصّة التي تتمتع بحسّ الإدارة والخبرة، ثم ضعف التمويل الذي يقدّم إلى مجلسنا مقارنةً بالمساحة وعدد السكان.
-8 هل حـــــاول الــــمجـــــلس اســــتثــمار المــــوارد الـداخـــلية للمحافظة من زراعيةٍ ونفطية؟
فشل المجلس في استثمار موارد المحافظة. فعلى سبيل المثال فشلنا في استثمار محصول القطن، وذلك لقلة الدعم. كما فشلنا في استثمار آبار النفط، ولم تنجح مساعينا لإدارتها وتوزيع إنتاجها بشكلٍ صحيحٍ على المحافظة.
-9 هل هناك مقياسٌ أو معـيارٌ لتوزيع الحـــصص المالية بين المجالس؟
المعيار المتّبع هو عدد السكان التابع لكلّ مجلسٍ محليّ. ومؤخراً تم استثناء مدينة الميادين ومدينة البوكمال من هذا المقياس، نتيجة الضغط السكانيّ الكبير الذي تعاني منه كلٌّ منهما.
-10 هل حدث أن وقع المجلس المحليّ للمحافظة في شيءٍ من البطء أو الفوضى أو التنازع؟
سأكون صريحاً.. المجلس المحليّ للمحافظة مؤسسةٌ ناشئة. ومن البديهيّ أن تكون هناك صعوبات. وهناك بيننا من يقوم بعرقلة العمل، وأحياناً التخريب.
-11 هل يمكن أن تعطــــينا مفصّلاً صــــغيراً عن التقرير المالي لمجلسكم؟
الكلّ له الحق في متابعة المال العام، ومنهم الصحافة طبعاً.
التقرير الماليّ للمجلس يمكن عرضه لأيّ شخصٍ عندما يزور المكتب الماليّ فسيجد توضيحاً لكل المبالغ. لا يمكنني عرض التفاصيل هنا لأن قائمة الوارد والصرفيات كبيرة. يمكنكم زيارة المكتب الماليّ والاطلاع على كافة التفاصيل.
-12 حدثت قضايا كبيـرةٌ في المحــافظة تضرّ بمـــصلحة الوطن والمواطن؛ قضية سرقة الآثار – النفط – مخيم سعلو؟
بالنسبة للآثار حاولنا كثيراً، وبذلنا أقصى ما يمكن من جهدٍ لحماية تاريخ بلدنا وتراثنا، وخصوصاً آثار الصالحية، ولكنا فشلنا نظراً لعدم وجود جهةٍ ساندت مشروعنا هذا أو دعمته. فنحن لا نملك ذراعاً عسكرياً تابعاً للمجلس المحليّ للمحافظة لحماية الآثار، ومن البديهيّ الفشل. وحاولنا التعاون مع القوى العسكرية داخل المحافظة لكننا لم نجد آذاناً صاغية؛ فالبعض أجاز التنقيب عن الآثار وبيعها من خلال فتاوى شرعية، وهناك من أخذ الآثار وباعها لوجود قوةٍ عسكريةٍ لديه تحميه، وآخرون دعمتهم سلطتهم العشائرية.
أما النفط فقد عملنا وحاولنا أن تكون هناك آبارٌ خاصةٌ يشرف عليها المجلس المحليّ للمحافظة، ويعود ريعها له، لكننا فشلنا. ونحن معذورون؛ فالهيئات الشرعية والقوى العسكرية لم تستطع فرض سلطتها على الآبار النفطية، فما بالك بالمجلس المحليّ للمحافظة، الذي لا يملك سلاحاً إلا الاحترام؟
وبخصوص مخيم سعلو فإن واجبنا الاخلاقي يدفعنا إلى دعم المخيم، ولم نقصّر تجاه قاطنيه. ولكي تحصلوا على إجابةٍ أكثر دقةً بإمكانكم أن تسألوهم.
-13 ما هـي طبــــيعة علاقــــاتكم في داخــــل المجـــــلس؟ وبالمجالس المحلية الفرعية؟
العلاقة في المجلس وبين المجالس المحلية الفرعية علاقةٌ تنافسيةٌ لإنجاح العمل وتقديم الأفضل. فالكلّ متعاونٌ في سبيل إنجاح عمل المجلس.
-14 هل توجد مناطق لم تلتحق بالمجلس المحليّ للمحافظة؟
كلّ البلدات في المناطق المحرّرة لمحافظة دير الزور تابعة للمجلس المحليّ للمحافظة.
-15 نحن على أعتاب دورةٍ انتـــخابيةٍ جديدةٍ لمكاتب المجلس ورئاسته، كيف الاستعداد؟ وما هي معايير انتقاء الأعضاء؟
هناك لجنةٌ تحضيريةٌ مهمتها إدارة الانتخابات للوصول إلى هيكليةٍ جديدةٍ ومجلسٍ جديد. ويتمّ تشكيل هذه اللجنة من خلال مرشحين يتقدمون بأوراقهم وسيرهم الذاتية إلى وزارة الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، التي ستختار أعضاء اللجنة وفقاً لشروطٍ معينةٍ تضعها. ومع هذه اللجنة المنتقاة بهذا الشكل ستكون هناك انتخاباتٌ شفافةٌ وعمليةٌ ناجحةٌ لانتقاء أعضاء المجلس.
-16 كيف سيتمّ انتـــقاء أعــــضاء ورئيــــس المجلس المحليّ للمحافظة؟ هل على مبدأ المحاصصة أو العشائرية أو الثورية أو الولاءات؟
سأتكلم بكلّ شفافيةٍ عن كيفية انتقاء الأعضاء والرئيس. ستقوم كل ناحيةٍ بانتخاب ممثلٍ عنها داخل مجلس المحافظة، وبعد هذا يجتمع ممثلو النواحي والمناطق ليختاروا الرئيس ونائبه ورؤساء المكاتب التنفيذية. فإذاً، تعتمد العملية الانتخابية على انتقاء الممثلين في النواحي. ولا أخفيك أن هناك نواحي تختار ممثلها حسب المنطق العشائريّ، وأخرى حسب الخبرة والشهادة. وليس هناك أمرٌ مطلق. في الدورة الماضية وقعنا في خطأ اختيار رؤساء المكاتب على اساس المحاصصة، وفي هذه الدورة سيتم تجاوز هذا الخطأ.
-17 هل ترى أن محافـــظة دير الزور مغـــيبةٌ عن الدعم بين المحافظات الأخرى؟
لا أقول مغيبة، ولكنها لم تتلقّ الدعم اللازم. فالمحافظة شبه محرّرةٍ بالكامل، ويؤسفنا أن تكون حصتها كما حصة بعض المحافظات التي لم يحرّر منها حتى الربع، عند توزيع الحصص المالية. وأظن أن هذا السؤال برسم الحكومة المؤقتة.
-18 في نهاية الحـديث.. ما هو الـــــمطلوب من الائتـــلاف والحكومة السورية المؤقتة؟
لا يستطيع الائتلاف أن يقدّم سوى الدعم المالي. ونحن نطلب منه تأهيل الكوادر ورعاية المحافظة ومواردها، لأنها من المحافظات التي تعتبر من عماد الاقتصاد السوري.