لقاء بشار بفريقه الديني الشبابي

فرحين بلقاء بشار الأسد، تناقل أعضاء الفريق الديني الشبابي في وزارة الأوقاف السورية المقطع المصور لذلك اللقاء على صفحاتهم الشخصية. متعجبين من روعة هذا «الإنسان العظيم» وحكمته، عازمين على تحويل الهراء الذي تفوه به إلى «منهاج عمل» للفريق.

خلال 20 دقيقة استغرقتها كلمة بشار قبل فتح باب الأسئلة، كان هؤلاء «المشايخ» من الشبان والشابات يذوبون إصغاءً على كراسيهم، سعداء بالقرب إلى هذا الحد من الرئيس الفيلسوف، الذي «فوجئ بشكل إيجابي» -حسب ما قال- من اتساع الفريق إلى هذا العدد من إناث وذكور.

بدأ بشار حديثه بأنه لاحظ، خلال «الأزمة»، فجوة بين جيلين، فقد يكون «الأب والأم وطنيين ويكون الأبناء على العكس»، وفجوة أخرى بين رجال الدين الأكبر سناً ورجال الدين الشباب، مدافعاً عن الكبار إذ أدوا واجبهم الوطني باقتدار، وبرّأ ساحتهم من المسؤولية لأن «الأزمة» أكبر من أن يواجهوها وحدهم، ولهذا كان لا بد من مد الجسور بين الجيلين المشيخيين لتدريب الشيوخ الشباب على مجابهة أزمة أخرى قد تندلع بعد 20 عاماً ولا تمكن مواجهتها حينذاك بـ«جيل مخترق فكرياً».

على هذا المنوال العميق سرد بشار سلسلة رؤاه حول «قدرة الشباب على التواصل عبر وسائل التواصل»، وعن ضرورة أن يعيد الفريق الديني الشبابي «صياغة المصطلحات»، فأوصاهم أن يكونوا «منهجيين»، وحدد لهم الجمهور المستهدف ومحتوى الرسالة، أو حقيبة البضاعة، على طريقة مندوبي المبيعات الجوالين على البيوت. بل حدد أيضاً «الأولويات» التي ضيعها علينا الغرب منذ قرون، وتحديداً في القرن العشرين حين «تمكن من استخدام هذه الحالة ليفككنا» بعد أن وضعنا «أمام المصطلحات المتناقضة». وباستفاضة ضرب لقادة التدين المستقبليين مثلاً عن مؤامرة المصطلح التي حاكها الغرب، حين «حذف الواو» بين العروبة والإسلام لتصير الجملة «العروبة مقابل الإسلام»، قبل أن يستكمل الإخوان المسلمون هذا الصراع. وأمثلة أخرى عن خطورة المؤامرة المتعلقة بواو العطف التي تقلب المصطلح رأساً على عقب، قلباً يجعل العقل عدو النقل والعكس صحيح، وكذلك الدين والعلم. وصولاً إلى دعوة الحاضرين إلى تأمل «فلسفة القرآن بشكل أعمق»، تلك الفلسفة التي تدرك فقط «بالتعمق بفلسفة الحياة»، وفق ما نهل بشار من فيض حكمته وعفو خاطره المنطقي.

تأسس الفريق الديني الشبابي قبل عام تقريباً، منبثقاً عن فكرة خطرت على قلب بشار أثناء حديثه مع وزير الأوقاف الذي أوحى بها لابنه الشيخ المهندس عبد الله بن محمد عبد الستار السيد «الحسيني» ليترأسها وينطلق بها. فجمع الأخير شيوخاً وشيخات من أحدث الطرز، جاء بهم من بين زملاء من أبناء شيوخ آخرين ومن فئات وأطياف شتى، عملوا بجهد ليحظوا أخيراً بمكرمة أن يجتمع بهم رئيسهم بشحمه ولحمه وفلسفته.

بعد اللقاء كتب الشيخ الشاب محمد صالح عبد اللطيف الفرفور الحسني «نعتز بثقة قائد الوطن بفريقنا الديني الشبابي»، ووصف شيخ من مجمع كفتارو اللقاء بأنه «شرف»، وقال آخر إن بشار «ثورة بنفسه».