فجأةً، أعلن وئام وهاب، رئيس ما يسمّى بحزب التحرير العربيّ، إغلاق مكاتب حزبه وتوقفه عن أيّ نشاط في سوريا، قائلاً: "لا أقبل عليّ ممارساتٍ تتعلق بكرامتنا وكرامة حزبي. ومن يمارسها يجب أن يتوقف عند حدّه. وكرامتي أهم من سياستي".
ويبدو من تصريح وهاب أن أحداً من مسؤولي نظام الأسد قد أزعجه بشيءٍ ما، وهو المدافع المتطرّف عن هذه النظام. وبحسب تسريباتٍ نشرتها وسائل إعلامٍ مختلفة، أوقف حاجزٌ أمنيٌّ سيارةً تابعةً لحزب وهاب وقام بتفتيشها، واحتجز سائقها لساعاتٍ قبل أن يطلق سراحه، مما خدش كبرياء "زعيم الحزب" أمام مناصريه، وهو الرجل المغرور والباحث عن زعامةٍ ودورٍ بين أبناء طائفته، دون أن ينجح في ذلك، رغم الأموال الإيرانية الطائلة التي تنفق عليه ليكون قيمةً اجتماعية مؤثرة. فهناك بين أبناء السويداء من يرفض تدخل هذا الرجل اللبنانيّ المشبوه في شؤونهم. ولم تتكلل جهوده بتأسيس ميليشيا درزيةٍ مسلحةٍ تابعةٍ له بالنجاح، حتى الآن.
وبعد حردةٍ قصيرةٍ، عاد وهاب فجأةً إلى سوريا، ليظهر برفقة مجرم الحرب عصام زهر الدين، ويقوما سويةً ببعض الزيارات ألقى خلالها وهاب كلماتٍ حماسيةً عن صمود النظام في وجه المؤامرات، متناسياً ما قاله قبل أيامٍ عن كرامته الجريحة.