عمر وفراس المظهور.. شقيقان من دير الزور برعاية كافة الفروع الأمنية

فراس المظهور - دعاس دعاس

بعد فترة طويلة قضوها بمحاربة الفساد في ديرالزور، عبر حلقاته الضعيفة ممثلة بالموظفين، وأحياناً عندما يثقلون العيار فينالون من شخص مدعوم من مدير التربية، ينال أصحاب صفحات فيسبوكية موالية للنظام من عمر المظهور لأول مرة. ربما جاء تداول اسم المظهور -ضمن أسماء من جمعوا ثرواتهم عن طريق الفساد واستغلال الحصار الذي فرضته داعش على مدينة دير الزور- في سياق خطأ ما.

في هذه الأيام يشعر بعض مؤيدي النظام الساخطين على الفساد ببعض التفاؤل، بعد تعيين عبد الحميد الكواكبي محافظاً لدير الزور، وإعفاء بعض المسؤولين الصغار. فالمحافظ «الشاب المتعلم صاحب السيرة النظيفة مالياً» كما يردد المؤيدون، سيطلق حملة مكافحة فساد محلية، تطال حتى رموزه المرتبطة بأفرع المخابرات. وهكذا بدأت الحملة كلامياً بالفئة المرتبطة برئيس فرع أمن الدولة دعاس دعاس، وعلى رأس تلك الفئة عمر المظهور الذي يعد كبير سماسرة الفرع.

في سنوات الحصار عمل المظهور بالتجارة والتعهدات، وبرع في تقديم سلة خدمات خاصة للأثرياء المحاصرين، تبدأ بتسهيل مغادرتهم جيب النظام المحاصر في مدينة دير الزور بالطائرة، مقابل تنازل من جانبهم عن بيوت وسيارات وأراض للمظهور.

يذكر اليوم على صفحات الفيسبوك الكثير عن صفقات المظهور وابتزازه المحاصرين، دون المرور على تعهدات أخرى مولتها منظمات مثل الصليب الأحمر، أحدها مد خط مياه من الجورة إلى مشفى الأسد بتكلفة مليون و200 ألف دولار، وغيرها من صفقات عقدها لضباط في الفروع الأمنية، تبدأ بالعميد منذر غنام رئيس فرع المخابرات الجوية، وتنتهي عند جامع جامع وأسلافه في فرع المخابرات العسكرية بدير الزور.

في محل صغير لمواد البناء في حي الجورة الفقير بدأ عمر المظهور حياته العملية، قبل أن تتحسن أحواله في رعاية فرع أمن الدولة خلال العقد الماضي، ليصعد بسرعة ويعرف كمقاول مدعوم جداً، إلى الحد الذي يتدخل فيه المكتب الاقتصادي التابع لهذا الفرع ويلغي بعض المناقصات الحكومية التي لا يفوز بها المظهور، وإلى جانب أمن الدولة، نجح المظهور بعقد صلات متينة مع ضباط آخرين، كان أشهرهم رئيس الأشغال العسكرية قبل الثورة العميد غياث اسكندر حداد، لتتمدد من خلاله علاقات المظهور في كافة القطعات التابعة لوزارة الدفاع.

بعد اندلاع الثورة استفاد المظهور من حاجة النظام لحملة علاقات عامة نشط فيها المظهور على مستويات مختلفة، اجتماعية كوسيط مع شخصيات عشائرية، وأمنية ببناء شبكة تعمل لصالح النظام في أوساط المعارضة، واقتصادية بتأمين المواد والبضائع المختلفة التي يحتاجها النظام في مدينة دير الزور.

في مرحلة الجيش الحر أسس فراس شقيق عمر المظهور كتيبة خاصة في بلدة الجيعة بريف دير الزور الغربي، لم تقاتل النظام أبداً، بل ركزت اهتمامها بالغنائم التي مثلتها تركة القطاع العام في هذا الريف: مستودعات أعلاف، محطات مياه، مولدات كهرباء، محركات وعدد صناعية وغير ذلك من الممتلكات، ومن دون أن ينسى التقرب لجبهة النصرة عبر خدمات هامة قدمها لها. 

وبعد سيطرة تنظيم  داعش عمل فراس المظهور في ديوان خدمات التنظيم، حسب ما يقال، ليختفي خلال معارك الصيف، ثم يظهر فجأة في شهر تشرين الثاني الماضي، عابراً نهر الفرات من ضفة الجزيرة إلى قرية الحوايج في الشامية، حيث كان العميد دعاس في استقباله.

تقول شائعات أخرى، أن الحملة ضد المظهور لن تنجح في النهاية، لأنه متعدد الولاء، وما لا يوفره دعاس برحيله عن الدير سيوفره منذر غنام رئيس فرع المخابرات الجوية في دير الزور.