علي منير: شاعر من بيت الأسد

ليس فرداً من عائلة الأسد فحسب، بل شاعر وفنان تشكيلي ونحات، ورجل أعمال، وباحث وناقد أدبي وفيلسوف، وبالطبع دكتور تلقائي على سنة عائلته باكتسابها هذا اللقب.

في سيرته الذاتية المنشورة على الموقع الإلكتروني «تليسكوب سوريا» الذي يديره علي منير الأسد من منزله في القرداحة، تتعدد نجاحاته، منذ دخل ميدان العمل أول مرة في العام 1982 حين كان عمره (24) عاماً. إذ بدأ مديراً لمكتب مجلة «دنيا المجتمع» وانتقل في العام اللاحق ليدير مؤسسةً أخرى، وانتقل في الذي يليه إلى أخرى مديراً أيضاً، وهكذا قاد كل عام مؤسسةً  جديدة حتى العام 2000. تنوعت خلال هذه المدة مجالات اهتمامه، بين الإعلام والمعارض والتسويق والنقل البحري والسينما والنشر والتوزيع والإعلان والرخام وصناعة الأدوية.

رغم انشغاله الظاهر في كل تلك الأعمال وجد الشابّ وقتاً لكتابة الشعر، فأصدر ديوانين وملحمة شعرية بعنوان «جلجامش يبكي أنكيدو»، ووجد وقتاً للرسم وإقامة المعارض «تحيّة وفاء للباسل الإنسان»، وكذلك كان للمسرح نصيب في مواهب علي منير، إذ أسس فرقة كان أول أعمالها «شعاع من وهج الأسد»، تحية أخرى مسرحية مسرحية لابن عمه باسل بعيد وفاته.

تقول السيرة الذاتية أيضاً، أنه عضو في «اتحاد الفنانين العرب- جمهورية مصر العربية»، وأنه محاضر في «شتَّى أنواع المعرفة الإنسانية». بلغ الذروة في فن النحت بلوحته النحاسية «سورية مهد الحضارات»، التي جسدت تعاقب الحضارات منذ الألف التاسع قبل الميلاد وحتى عهد حافظ الأسد ثم بشار.  تزن «سوريا مهد الحضارات» طنين اثنين، ويبلغ طولها (50) متراً، وعرضها مترين ونصف؛ وبهذه المنحوتة النحاسية الأكبر في العالم دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في العام 2009، ليصير «أول فنان عربي يدخل هذه الموسوعة»، حسب ما احتفلت به وقتها صحافة النظام، وظلت تحتفل حتى اليوم في كل لقاء أو تغطية صحفية عن «الأستاذ الشاعر الدكتور».

بعد الثورة دخل علي منير حقلاً جديداً، إذ صار مفكراً ومحللاً سياسياً،  فسر «الأزمة» كمؤامرة غربية سببها مواقف «السيد الرئيس»، التي «شكلت صدمة للأميركيين والأوروبيين على حد سواء، عندما وجدوا أنهم أمام قامة شامخة لاتنحني إلا للصلاة». وعلى الرغم من انتماءه لعائلة الأسد ظل داعية للحوار، بشرط أن ينطلق من الأسفل إلى الأعلى، وألا يضمّ «النخب» لأن كثيراً منها «لا تمون على أحيائها أو قراها، فكيف يكونون ممثلين بالحوار! وكم من أمين فرع ومحافظ وعضو مجلس شعب لايمون على جاره!» حسب ما قال في حوار مع جريدة تشرين في آذار عام 2013. وفي شباط الماضي خلال لقاء مع «دام برس» دعا «المفكر السياسي» علي منير إلى الانتباه إلى عبارة «الدستور السوري»، لأن كلمة السوري حسب قوله «تعني أن من يضع الدستور هم السوريون وحدهم»!

لعلي منير الأسد إنجاز مضاف يتجسد بابنه الشاب رفعت الموهوب هو الآخر، لكن في شأن مختلف، هو العرفان والفقه والتفسير وأصول مذهب آل البيت، وعقائد الطائفة العلوية.