يمضي عبد الرحمن الضلع، الذي يسمّي نفسه داعيةً إسلامياً، يومه على شبكة الإنترنت، يكتب على صفحته الشخصية على موقع الفيسبوك أدعيةً بأن يحفظ الله بشاراً وينصر جيشه ويعيد سوريا إلى سابق عهدها في حضن آل الأسد، ويتغنى بحب الوطن ويهاجم علماء الدين الذين انتقدوا وحشية النظام في حربه على الشعب السوري. ويتفاخر الضلع بصوره الشخصية مع كبار الشبيحة والوزراء وغيرهم من حاشية الأسد، ويدعو إلى الصبر والصمود، فالنصر على الأعداء قريب. وفي مرّاتٍ أخرى يكتب الرجل، الذي يعرّف نفسه كمديرٍ لمركز الدراسات الإسلامية ومساعدٍ "لمفتي الجمهورية"، في فوائد القهوة والسهر وأسرار المرأة وأفضل الطرق لنجاح الحياة الزوجية. ويلمّح الشيخ المتشيّع، الذي أفتى لجنود الأسد وشبيحته باغتصاب النسوة بعد اقتحام المناطق المحرّرة، إلى مظلمةٍ قد وقعت في حقّه دون أن يصرّح بها. فكما يبدو لم يقدر عرّابوه الأمنيّون على مساعدته أمام قائمة الشكاوى المقدّمة ضدّه من موالين ثقالٍ آخرين، كبوق النظام الشهير شريف شحادة، الذي وصفه على الهواء مباشرةً بالنصب والبلطجة والاحتيال، أثناء فضيحةٍ وقعت للضلع مع جيرانه في محل سكنه في حيّ المزرعة بدمشق. ولم تفلح رسالة الضلع المفتوحة لبشار الأسد آنذاك، والتي اتهم فيها شحادة بتهديده وشتمه ثم شتم المسجد الاقصى والقضية الفلسطينية، في تعديل ميزان الصراع، إذ استطاع شحادة أن يدفع أحمد حسون إلى التبرؤ من مساعده الضلع. ولكن يبدو أنها كبوةٌ مؤقتةٌ للشيخ، الذي لن يتخلى عنه أسياده وهم في حاجته هذه الأيام، وخاصة مع تاريخٍ حافلٍ من الانتماء للمخابرات يدافع به عن نفسه، ابتداءً من قريته الدانا في ريف إدلب، التي يهزأ أبناؤها بالعمامة على رأس عبد الرحمن، المخبر الخسيس والوغد الذي عاون عميل المخابرات المقتول محمد غول آغاسي (أبو القعقاع)، الذي تسبّب من ناحيته بمقتل مئات الشبان السوريين في العراق، ومثلهم من أرسلهم إلى سجون النظام ليلقوا حتفهم هناك.