5 دقائق فقط، بعد القصف الجوي الإسرائيلي الذي تعرضت له مواقع ومخازن عسكرية تابعة للنظام ومنها مخزن للسلاح بجبل قاسيون بدمشق منذ أيام، كانت كافية لشبيحة الأسد لكي يقدموا تفسيراتهم وتحليلاتهم التي ارتقت إلى العقل الاستراتيجي لقائدهم وملهمهم في الوطنية بشار الأسد.
نداء عاجل..
وعلى صفحات "فيسبوك" قام أدمن صفحة موالية لبشار الأسد بنشر بيان سريع ومقتضب كتب فيه: "خبر عاجل: انفجار رهيب يهز جبل قاسيون ناجم عن حريق في أحد مخازن للذخيرة أدى إلى انفجار المخازن المجاورة.. الدعاء يا شباب بتمني السلامة لقائد الوطن". وبهذه العبارة اهتزت المشاعر الوطنية لمؤيّد يدعى (منحبكجي وأفتخر) فكتب معلقاً على الخبر بقلق بالغ: "لا يكون الجيش الحر الحقير قصف هي المخازن!"، فتهجم على تساؤله عشرات الشبيحة مستنكرين هذا الاستنتاج "المغرض" والهادف إلى تدمير الروح المعنوية لـ "رجال الله على الأرض"، فما كان من هذا المنحبكجي الشريف إلا أن يخرج عن
طوره التأييدي ويعود ليستخدم القسم المسؤول في دماغه عن المنطق، فيعلّق من جديد متسائلاً: "ولماذا تدعون بالسلامة لقائد الوطن بعد التفجير؟ فهو على حد علمي مقيم في منزله بحي المهاجرين وليس على سطح جبل قاسيون!". فانهالت عليه الشبيحة تشتمه وتسبه بلا توقف، وكتب أحدهم غاضباً مستجمعاً كل شتائم واتهامات التسلسلية التي وجهها النظام للشعب الثائر: "وحق الرب هنت واحد مندس يا عدو الوطن.. قرد في واحد بيسأل هيك سؤال؟ شو ما عجبك الدعاء بالسلامة لسيد الرئيس يا صهيوني يا ماسوني يا إمبريالي يا سلفي يا عدو الأمة والوحدة الوطنية يا طائفي..".
تفاسير التفجير..
بعد مرور 15 دقيقة على القصف الإسرائيلي، نشرت الصفحة التشبيحية ذاتها بياناً في غاية الجدية والالتزام جاء فيه: "إلى شبيحة الأسد وجنود الله على الأرض.. وردني الآن من الرفاق في القصر الجمهوري أن طائرات العدو الإسرائيلي استهدفت مخازن السلاح على جبل قاسيون ومركز البحوث العلمية واللواء 105 التابع للحرس الجمهوري، وبهذا الخصوص نهيب بكم وبشرفاء الوطن أن تأخذوا حذركم فالقصف الإسرائيلي تم بالاتفاق مع الجيش الحر الذي حدد له أهدافاً استراتيجية تابعة لقواتنـــا الباسلة"
فعلّق المنحبكجي المنطقي نفسه على هذا البيان: "وكيف نأخذ حذرنا يا حبيب؟! هل نغلق الإنترنت؟!.. وعلى فكرة إسرائيل ليست بحاجة للمناظير الليلية التي يمتلكها الجيش الحر فهي لديها قمر صناعي.. يعني بيكشف الإبرة بين كومة قش يا حبيب"، ليرد عليه مدير الصفحة غاضباً: "قرد من وين هنت ولاه؟! ما بدي شوفك على الصفحة نهائياً. انقلع بقا". وهجم بقية الشبيحة على هذا المنحبكجي المنطقي وانهالوا عليه بكل أنواع الشتائم، فرد عليهم بتعليق مرح: "حسناً .. طالما أنكم لا تريدونني بينكم سأعلن انشقاقي عنكم وسأنضم إلى جبهة رفعت الأسد في باريس".
بعد مرور نصف ساعة على نشر البيان نشرت الصفحة التشبيحية خبراً جديداً جاء فيه: "عاااجل: يا جنود الله على الأرض.. يا قوات الجيش العربي السوري.. وردني الآن من مصادر موثوقة في القصر الجمهوري أن قواتنا الباسلة ردت على العدوان الإسرائيلي بقصف مفاعل ديمونة النووي مستخدمة طائرات سلاح الجو الإيراني المتطور والذي لا تستطيع رادرات العدو أن تكشفه، وهو الآن يحترق وسنوافيكم بالتفاصيل".
ملاحظة: كتب أحدهم تعليقاً في غاية الروحانية بعد التفجير: "هؤلاء الإسرائيليون الغادرون الأوغاد.. لقد تعمدوا القصف في هذا التوقيت مستغلين قيام عناصر قواتنا الباسلة بأداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم"، إلا أن هذا التعليق لم يلق صدى أو أية ردات فعل، وتم حذفه بعد دقائق.