صمودٌ في دير الزور... وخوفٌ على حلب النظام يتقدّم في الشيخ نجار ويفـشل في معارك القلمون

مرابطون حول مطار دير الزور | عدسة أحمد

تشهد معظم جبهات الحرب التي يشنّها نظام بشار الأسد على المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار محاولاتٍ من جانب هذا النظام لإحداث تغييراتٍ ميدانيةٍ لمصلحته، تحقق له تفوقاً مرحلياً على الأرض، للبناء عليه لاحقاً. فهو يحاول الآن، وبعد سلسلة الهدنات التي يجريها في مناطق ريف دمشق، تطبيع الأوضاع الراهنة هناك من خلال تحويل المقاتلين المعارضين له إلى مجرّد عناصر شرطةٍ محليةٍ لا يهدّدون تشكيلاته المحيطة بهذه المناطق، مما يتيح له التركيز على جبهاتٍ أخرى، كما يحدث الآن في كلٍّ من يبرود بمنطقة القلمون والشيخ نجار في حلب والمطار العسكريّ بدير الزور. وكذلك تمتين خطوط دفاعاته في أرياف إدلب وحماة ودرعا والقنيطرة، مستفيداً من الدعم المتزايد له من إيران وروسيا. وبحسب التقرير الذي وزّعته وكالة رويترز للأنباء، قال دبلوماسيون غربيون "إن الأسلحة الإيرانية ما زالت تتدفق على سوريا قادمة من العراق". وأضاف الدبلوماسيون أن "الحرب في سوريا تدخل مرحلةً جديدةً ربما تحاول فيها طهران إنهاء الجمود الذي يسيطر على ساحة المعركة من خلال مضاعفة التزاماتها تجاه الأسد مرة أخرى... الإيرانيون يدعمون النظام بشكلٍ هائل... رفعوا حجم الدعم خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية عبر المجال الجويّ العراقيّ، والآن من خلال الشاحنات".
وما تزال قوات الحرس الجمهوريّ، وقوات الشبيحة مما يسمّى بجيش الدفاع الوطنيّ، بقيادة العميد عصام زهر الدين، تشن الهجمات انطلاقاً من مطار دير الزور العسكريّ والأجزاء المحتلة في قرية الجفرة الملاصقة للمطار من الجهة الشمالية نحو حويجة المريعية، بهدف السيطرة على مواقع الجيش الحرّ في النقاط المركزية المحاذية لنهر الفرات، وغيرها من النقاط الهامة، والتي تشكل تهديداً دائماً لقوّات الأسد التي تكبّدت خسائر كبيرةً في الأرواح والمعدّات، بعد أن تصدّى لها مقاتلو الجيش الحرّ في كلّ مرة، والذين تمكنوا من تدمير دبابة T72 والسيطرة على أخرى. وتحاول القوّات الأسدية التقدم والسيطرة على مجموعةٍ من المواقع الهامة على امتداد جبهة المطار من الجنوب إلى الشمال، لتأمين الحماية اللازمة لمواقعها داخله، وإبعاد مصادر نيران الثوار، لكي تتمكن في النهاية من إعادة تشغيل رحلات طيرانها المدنيّ، وما يعنيه ذلك من تحسين خطوط الإمداد والخدمات اللوجستية الأخرى للتشكيلات العسكرية والمدنية التابعة للنظام. فلا يمكن لطائرات الشحن العسكري وحدها، بتمكنها من الهبوط والإقلاع من المطار في الظروف الحالية، أن تكون بديلاً عن الخطّ البريّ باتجاه دمشق، والذي يسيطر الثوار منذ أشهرٍ على أجزاءٍ منه. وتتزامن هذه المحاولات مع تغييراتٍ في قيادة جيش الشبيحة، إذ استبدل اللواء حميدان عرسان بالمهندس عمار علاوي كقائدٍ لما يسمى بجيش الدفاع الوطني.
وفي حلب ما زال الثوّار يحاولون صدّ الهجمات الشرسة التي تشنها قوات الأسد على جبهة النقارين والشيخ نجار، مع رجحان الكفة لصالحها في المدة الأخيرة، نظراً لتفوقــــها في العدّة والعتاد، وبعد أكثر من شهـــــرين على إطلاق حملة القصف الجويّ بالبراميل على الأحياء المحرّرة، لإنهاك البيئة الاجتماعية الحاضنة للثورة وإشغال الجيش الحرّ والكتائب المقاتلة ليتاح التقدّم شرق المدينة. في حين أطلق قادةٌ ونشطاء ميدانيون مناشداتٍ كثيرةٍ للتشكيلات الثورية في ريف حلب الشمالي للمؤازرة والمشاركة
في معارك الشيخ نجار ذات الأهمية الكبرى، وإفشال مخطط النظام بتطبيق الحصار على أحياء حلب المحرّرة، وكذلك مخططه في الوصول إلى جنوده المحاصرين في سجن حلب المركزيّ.
وفي معــــــارك القلــــــمون حـــــول يبرود ما زالت عصابات حزب الله اللبنانيّ، ومجموعات الجيش الأسديّ المشاركة إلى جانبها، تفشل في السيطرة على المناطق والتلال المحيطة بمدينة يبرود، مع تكبدها لخسائر كبيرةٍ في الأفـــــراد والمدرّعات. فقد أتاح توافر الأســـلحة المضادة للدروع والتخطيط الجيد من طرف الثوار مرونةً عاليةً في التــــعامل مع الإمكانات الكبيرة للعصابات المهاجمــــة، إذ تسمع استغاثات المرتزقة اللبنانيــــين على أجهزة اللاسلكي أثناء اندلاع المواجهات.