سدود الجنوب السوريّ:
انخفاضٌ في المستويات وآمالٌ بموسمٍ أفضل

القنيطرة - سد كودنة - خاص عين المدينة

تعدّ السدود التخزينية في المنطقة الجنوبية من أهم مصادر المياه الخاصة بسقاية المحاصيل الزراعية، الصيفية منها والشتوية. وينتشر على أراضي درعا والقنيطرة عددٌ مهمٌّ من السدود ذات السعات التخزينية العالية، التي تسهم كثيراً في تسهيل حياة المواطنين المعيشية وتيسير أعمالهم. وعلى كثرة هذه السدود، تواجه القائمين على قطاع المياه في الجنوب عوائق كبيرةٌ منها ما هو متعلقٌ بالمناخ ومنها ما هو متعلقٌ بظروف الحرب الحالية، الأمر الذي يجعل إدارة هذه السدود والإشراف عليها مهمةً صعبة.

المهندس سالم البخيت، مدير دائرة مياه القنيطرة الحرّة، تحدث لمجلة «عين المدينة» عن سدود الجنوب قائلاً: «يبلغ عدد السدود في المنطقة الجنوبية، على امتداد المناطق المحرّرة في درعا والقنيطرة، نحو تسعة عشر سدّاً، بسعةٍ تخزينيةٍ أعظميةٍ تصل حتى 200 مليون مترٍ مكعب. وتغذي هذه السدود نحو 10000 هكتارٍ من الأراضي الزراعية. وتعدّ سدود المنطرة وكودنة والمكرز في القنيطرة، وسدود تسيل وسحم الجولان والناصرية، أهم هذه السدود. ومعظم هذه السدود متصلةٌ ببعضها بحيث يمكن تعويض النقص الحاصل في أحدها من خلال فتح المياه باتجاهه».

ويبيّن السيد البخيت أسباب انخفاض مستويات المياه في هذه السدود قائلاً: «كان الهاطل المطريّ هذا العام -وكذلك في العام الفائت- في أدنى مستوياته، ولم يتجاوز نصف المعدل الطبيعيّ التراكميّ لهطول الأمطار. وبالإضافة إلى ذلك فإن الظروف التي تعيشها المنطقة أدت إلى الاعتماد على الزراعة بشكلٍ أكبر لتكون مصدر دخلٍ للعاطلين عن العمل أو للفاقدين وظائفهم، وهذا ما يفسر تزايد استهلاك مياه السدود خلال هذا العام».

ويقلل السيد البخيت من حجم الشائعات التي يتم تناقلها حول مستقبل السدود المائية في الجنوب، فيقول: «معظم سدود الجنوب في حالةٍ فنيةٍ جيدة. ولأنها ليست ذات جدرانٍ بيتونيةٍ لا توجد تخوفاتٌ من تصدعها أو خرابها كما يشاع. وبالرغم من انخفاض منسوب المياه بشكلٍ كبيرٍ في بعضها فإن ذلك يعدّ أمراً طبيعياً لن يؤدي إلى خروجها عن الخدمة».

ويتحدث البخيت عن دور مديريات موارد المياه في الجنوب قائلاً: «تقوم المديريات بتنظيم وتنسيق العمل على شبكات المياه الموجودة على السدود، كما تلعب دوراً مهماً في توزيع أدوار السقاية على المناطق المحيطة بالسدود، وتضع الخطط الزراعية بحيث يتم السماح بزراعة كمياتٍ تناسب حجوم المياه المخزّنة في هذه السدود. وتقوم مديريات موارد المياه أيضاً بتأمين نقل المياه بين السدود حسب الحاجة والوقت والكميات المتوافرة، فمثلاً تمّ في الشهر الثامن من هذا العام إعطاء سد تسيل كميةً من المياه، وكذلك سد الناصرية في الشهر التاسع، حسب الكميات المتوافرة».

يقول البخيت: «إن المشاكل والمعوقات أمرٌ لا بدّ وأن يواجه أيّ عملٍ كبير. وبالنسبة إلى السدود تبدو العقبات والمصاعب كثيرة، وتأتي معظم المشاكل من عدم وجود سلطةٍ ناظمةٍ لرعاية هذا العمل ودعم وحماية الخطط الموضوعة، وكذلك تأمين متطلبات العمل من رواتب الموظفين ومعدّات المراقبة على السدود والشبكات. وهذا، في مجمله، يتطلب تعاوناً وعملاً كبيراً لإتمامه».

يأمل البخيت في أن يكون الهاطل المطريّ في العام المقبل أفضل من العام الحاليّ وسابقه، مشدّداً على أن مجموعةً من الإجراءات والخطط سيتمّ اتخاذها -من جهتهم كمديريةٍ للإدارة المائية- بحيث يتم تنظيم هذه الثروة وتوزيعها بشكلٍ عادلٍ يخدم أكبر نسبةٍ من المواطنين.

سالم البخيت