ثغرة أمنية تفتح السجال على نقاط الضعف الاستخباراتي في الجيش الحر
شكلت محاولة اغتيال العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر في مدينة الميادين صدمة كبيرة لأبناء محافظة دير الزور, وأثارت سهولة وجرأة تنفيذها تساؤلات كبيرة توضع برسم القائمين على أمن المدن المحررة, وفي هذه التغطية الخاصة تحاول عين المدينة أن ترسم صورة ما حدث مساء الأحد 24/3/2013 ، عندما انفجرت عبوة لاصقة كما تشير أغلب التحليلات بسيارة العقيد الأسعد أمام شركة الكهرباء, في شارع الحديقة كما يسميه أهالي الميادين.
الطلاع: لا علم مسبق لنا بالزيارة
حمّل المقدم مهند الطلاع قائد المجلس العسكري الثوري في محافظة دير الزور في تصريح لمجلة عين المدينة أجهزة أمن النظام الأسدي المسؤولية الكاملة عن هذه العملية, وتوعد الأيادي الخفية التي نفذت هذا الاعتداء بعقاب شديد, وأكد الطلاع على التطابق الكامل بين محاولة اغتيال الأسعد ومحاولة اغتياله هو والتي أسفرت عن استشهاد العقيد زياد السعيد مسؤول التنظيم في المجلس العسكري الثوري بدير الزور, وعبر الطلاع عن قناعته المطلقة بأن الفاعل واحدٌ في كلا الجريمتين, ونفى أي علمٍ مسبق له أو لأي من أعضاء المجلس العسكري بهذه الزيارة متمنياً للعقيد الأسعد خالص الأمنيات بالشفاء العاجل وناشـــد جميع الشخصيات الراغبة بزيارة دير الزور التنسيق المسبق مع قيادات الجيش الحر لتأمين الحماية اللازمة لها.
مرافق الأسعد يروي التفاصيل
عين المدينة التقت بالسيد بركات الحويش الذي يقدم نفسه كأحد المناضلين في الميادين، يقول بركات حويش: كان العقيد رياض يرغب بزيارة محافظة دير الزور منذ أكثر من عام, وكنت متردداً آنذاك في تشجيعه على هذه الزيارة لأسباب كثيرة, ومنذ شهر تقريباً أخبرني أنه يريد الذهاب إلى دير الزور, طلبت منه التريث قليلاً, وقبل 10 أيام تقريباً اتصلت به, وعرضت عليه المجيء إلى دير الزور, وافق على الفور وطلب مني انتظاره حال عودته من اسطنبول حيث كان في زيارة هناك, التقينا على الحدود ثم سافرنا سوية إلى دير الزور, وصلنا الميادين مساء السبت23/3/2013 .
يضيف الحويش: قضينا ليلتنا في أحد بيوت الميادين وفي اليوم التالي قمنا بزيارات عدة من بينها قلعة الرحبة الأثرية ومواقع للجيش الحر، والحقيقة أن سبب زيارة العقيد الأسعد لدير الزور
هوالمساهمة بتوحيد كتائب الجيش الحر,وتعزيز الجهود الرامية إلى ذلك
كذلك حمل الأسعد مساعدات مالية لا أعلم مقدارها، وأراد أيضاً لقاء شخص بخصوص موضوع النفط للوصول إلى حل لهذه القضية....تكلمنا في الاختراقات الأمنية التي تحدث في مناطق عدة من سوريا, وعن محاولة اغتيال المقدم مهند الطلاع, واستشهاد العقيد زياد السعيد «رحمه الله» في هذه المحاولة, ولذلك كله كانت الإجراءات الأمنية المرافقة لزيارة العقيد الأسعد إلى دير الزور مشددة جداً, حيث كنا نتحرك بحراسة دائمة وكانت السيارة التي نستقلها تخضع لمراقبة وحراسة دائمة, وفي اليوم التالي للزيارة وعند حوالي الساعة العاشرة مساءً، انطلقنا من أحد البيوت، وكنت أنا من يقود السيارة, وكان العقيد رياض إلى يميني في المقدمة وخلفه تماماً يجلس أحد الشبان المرافقين, وبعد حوالي 700 متر وقريباً من شركة الكهرباء ارتفعت بنا السيارة فجأة عن الأرض, وسمعت صوت انفجار هائل, أتذكر منه أن العقيد الأسعد دُفع باتجاهي, وانفتح الباب بجانبي ولا أذكر شيئاً غير ذلك.
وأفاد مراسل عين المدينة في الميادين: أن إدارة مشفى الطب الحديث أعلنت عن حاجتها لدم من زمرة A+ لاسعاف الأسعد, وتبرع كثيرون, ثم أعلنت إدارة المشفى عن وفاته, وخرج تابوت ملفوف بعلم الاستقلال من باب المشفى الرئيسي وسارت خلفه جنازة ضخمة لتشتيت انتباه الجواسيس وصرفهم عن مراقبة المشفى, خلال ذلك كانت تجرى عملية للعقيد الأسعد.
وضع العقيد الأسعد الصحي
يقول الطبيب الجراح الذي شارك بإسعاف الأسعد لعين المدينة: فور وصول العقيد إلى المستشفى , بادر الكادر الطبي إلى إسعافه وإنعاشه على الفور, واكتمل الكادر اللازم لإجراء العمل الجراحي من جراحي الأوعية والعظمية والجراحة العامة, وبداية تم تحسين حالته بنقل أكياس الدم لتعويض الدم النازف, ثم قمنا بالعمل الجراحي حيث اضطررنا لاستئصال القدم المتهشمة نتيجة التفجير, وبعد التأكد من استقرار وضعه الصحي, طلبنا نقله إلى الأراضي التركية لتوفير الظروف المناسبة لإتمام العلاج, ولابد أن نشكر كل من ساهم بإنقاذ حياة الأخ رياض الأسعد.
قيادة الجبهة الشرقية: ضعف التنسيق ولد الثغرة الأمنية
وينفى عمر أبو ليلى لعين المدينة وهو الناطق باسم قيادة الجبهة الشرقية أي علم مسبق لقيادات الجبهة أو للمجلس العسكري أو الثوري بزيارة الأسعد تلك ويؤكد أنه لم يحدث أي تنسيق بين المجلس والأسعد حول هذه الزيارة, وهذا برأيه هو السبب الرئيسي في الثغرة الأمنية التي حصلت واستغلتها الأيادي المنفذة لهذه الجريمة النكراء، ونقل أبو ليلى تمنيات المجلس للعقيد الأسعد بالشفاء العاجل, وأعلن أن استخبارات الجيش الحر بدأت بإجراء تحقيقات دقيقة لكشف تفاصيل هذه الجريمة وإلقاء القبض على الفاعلين
ويذكر أن «أبو ليلى» قد دخل في سجال على صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك مع السيد بركات حويش, حيث زعم بركات أنه أخبر المقدم محمد العبود بهذه الزيارة وأنه طلب حماية خاصة أثناءها, ورد أبو ليلى بأن هذا غير صحيح, وأن طلب الحماية المزعوم من قبل السيد حويش كان قبل عام من الآن ولشخص حويش نفسه, ما أثار استغراب قيادات الجيش الحر آنذاك حول جدوى هذه الحماية لشخص السيد حويش.