رأي أهالي الرقّة بالقرار الأمريكيّ بضرب مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"

مرةً أخرى تعود الرقة إلى الأنظار، بعد موجاتٍ سابقةٍ من الاهتمام بها كان أوّلها يوم تحرير المدينة قبل عامٍ ونصف، ثم عند هزائم النظام الكبرى في الأشهر الماضية هناك، وآخرها ما يتردّد الآن عن نية الولايات المتحدة الامريكية ضرب مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا وفي الرقة على وجه الخصوص كونها عاصمةً إقليميةً لهذا التنظيم. لتصبح هذه الضربة المحتملة حديث الشارع الرقاويّ هذه الأيام، ومصدر قلقٍ إضافيٍّ له، وسبباً لموجة نزوحٍ جديدةٍ للسكان.

رغم الظروف الأمنية الخطرة، والتعتيم الكبير الذي يفرضه التنظيم على المدينة، بمنع الناشطين الإعلاميين والصحافيين من القيام بأعمالهم؛ استطاعت "عين المدينة" مقابلة 100 شخصٍ من أهالي المدينة، بطرائق مختلفة، وطرحت السؤال التالي على كلٍّ منهم: هل تؤيد الضربة الأمريكية المحتملة على مواقع "الدولة الإسلامية" في الرقة؟ ولماذا؟ فأجاب 56 شخصاً بأنهم يؤيدون أيّ عملٍ عسكريٍّ من جانب الولايات المتحدة ضدّ مواقع التنظيم، كرهاً له. ورفض 26 هذه الضربة، تأييداً لتنظيم الدولة، بدوافع مختلفة. ورفض 18 آخرون الضربة أيضاً، بالرغم من عداوتهم المضمرة للتنظيم، لانعدام الثقة في السياسات الأمريكية في سوريا.
فأيّد حمزة، وهو طالبٌ جامعيٌّ سابقٌ، قرار أمريكا المحتمل: "أنا أؤيد القرار الأمريكي بضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، لأننا اختنقنا من سوادهم وأرهقونا بقوانينهم وقمعهم لنا، وفرض سلطتهم بيدٍ من حديدٍ بدون رحمة. وقتلوا كثيراً من الثوّار ومن عناصر الجيش الحرّ ومن المدنيين لتعاطفهم مع الثوّار أو لعلاقةٍ معهم بحججٍ باطلة، فقط ليرهبوا الناس وكي لا يجرؤ أحدٌ على معارضتهم".
و"داعش"، بحسب حمزة، أغلقت الجامعات وأرهبت الناس كما أرهبهم بشار الأسد. ولا يخشى هذا الشابّ على السكان المدنيين من الضربات الأمريكية: "المدني ما يموت إلا يكون خلصان عمره. كافي قمع. بدنا نخلص، انخنقنا. بدنا نعيش مثل كل هالناس".
ورفض عماد، وهو شابٌّ معجبٌ بإنجازات "داعش" في محاربة الجريمة، النوايا الأمريكية. فهو يرفض محاربة "الدولة الإسلامية" من قبل أية جهةٍ أو دولة: "أنا أعارض القرار الأمريكيّ، وأعارض أيّ تحالفٍ دوليٍّ أو عربيٍّ ضدّ الدولة الإسلامية، فهم مسلمون مثلنا ويحكمون بشرع الله ويقيمون الحدود التي أنزل الله. نشروا الأمان في مناطقهم، فلم تعد هناك جرائم قتلٍ وسرقةٍ وخطفٍ كما كان من قبل". وأضاف عماد: "الدولة حرّرت الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة.
ولو الغرب وأمريــــكا والعرب يريــــدون مصلحتنا كانوا ضربوا بشار وعـــصابات إيران الشيعية اللي قتلت مئات الآلاف من الناس وشرّدت ملايين والعالم يتفرّج". ويلخّص عماد رأيه بأن أمريكا تحارب الإسلام والمسلمين فقط. ويبدى عزمه على "القتال بجانب الدولة في حال أقدمت أمريكا على ضربها".
وأما أبو محمد، وهو أحد مؤسّسي حملة (#الرقة_تذبح_بصمت)، فقد رفض النوايا الأمريكية، بالرغم من عدائه الشديد لتنظيم الدولة. ويفسّر موقفه هذا بالقول: "نحن قمنا بالثورة من أجل الحرية والكرامة والمساواة والديموقراطية، فلم نكن نريد أن نتخلص من حكمٍ ديكتاتوريٍّ ليحكمنا حكمٌ مستبدٌ متنكرٌ بالدين الإسلاميّ، والدين الحنيف براءٌ منه. ولكن، في نفس الوقت، أنا أرفض القرار الأمريكيّ لأن سياسة أمريكا هي من يصنع فزّاعة الإرهاب، فصنعت تنظيم الدولة بطريقةٍ غير مباشرةٍ لترهق الثورة، ولتأتي بصفة المخلّص ليكون لها نفوذٌ في سورية، ولتفرض سياستها ومطالبها على الثوّار".
وتساءل أبو محمد: "لماذا لم تقرّر أمريكا ضرب النظام والمليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية وحزب الله، الذين يقاتلون في سوريا منذ 3 سنوات وقاموا بأبشع المجازر والجرائم؟! وجود هؤلاء واستمرارهم في إجرامهم هو سبب ظهور تنظيم الدولة. وكانت أمريكا قادرةً على إنهاء التنظيم قبل أن يقوى لو أنها سلّحت الجيش الحرّ أو سمحت بتسليحه أو بشرائه للأسلحة النوعية".
وأضاف: "أنا لا أثق بأمريكا، فهي لن تنهي وجود تنظيم الدولة ولن تضرب مواقع للنظام. سوف تقتل مدنيين وتخلف فوضى وذعراً وتشريداً للأهالي بضرباتها، كما فعلت في العراق. (واللي يجرب مجرّب يكون عقلو مخرّب)".