في المجمع التعليمي في منبج
في خطوةٍ متوقعةٍ، أغلق تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المجمّع التربويّ في مدينة منبج، بعد أسابيع من إيقافه للعملية التعليمية ككلّ. ورافق قرار الإغلاق مصادرة جميع الأختام والأوراق الرسمية الموجودة في المجمّع. وفي البيان الصادر عن ديوان التعليم، وهو الجسم البديل الذي فرضته داعش لإدارة الملف التعليميّ، أعلن عن منع جميع المعلمين من ممارسة مهنتهم إلا من خضع منهم للإجراءات الخاصّة التي تؤهله لذلك، وهي الاستتابة وحضور دورةٍ شرعية. كما أشار البيان إلى قرب إصدار المناهج التعليمية الجديدة.
ويحرم قرار داعش الأخير آلاف المعلمين من سبل العيش، إذ ستقطع مديرية التربية التابعة للنظام الرواتب عنهم، حتى وإن لم ينضموا إلى جهاز داعش التعليميّ الناشئ، وذلك لعجزهم عن جلب الأوراق الرسمية الممهورة بالأختام التي صادرتها داعش. يضاف إلى هذا ظهور تهمةٍ جديدةٍ لهؤلاء المعلمين تنقلها تقارير المخبرين الى أفرع المخابرات في مدينة حلب، وهي "الخضوع للدورات الشرعية" التي تشترطها داعش على كلّ من يرغب من المعلمين في مواصلة عمله.
وأمام تعنّــت كلٍّ من النـــــــظام وداعش لا يجد كثيرٌ من المعلمين أية فرصةٍ للاستمرار، فبدأت موجة نزوحٍ خاصّةٌ بهؤلاء إلى الأراضي التركية. ويأسف موجّهٌ تربويٌّ سابقٌ من ممالئة بعض المعلمين من أبناء منبج لداعش، بحسب وصفه. وينبّه إلى أن بعضهم كان مجرّد مستخدمٍ في مديرية التربية.