خطر الحرب الإقليمية... المبرّر الوحيد الذي قد يحفّز الغرب

 

خطر الحرب الإقليمية... المبرّر الوحيد الذي قد يحفّز الغرب الجربا بين العواصم... تفاؤلٌ بمواقف جديدة مقابل توقعاتٍ باستبعاد التدخل العسكري الأمريكي

يبدو من الطبيعي أن تبدأ التحركات السياسية للائتلاف بشكله الجديد (قيادة الجربا) بين عواصم الدول الكبرى، وهو ما سبق أن بدأ به سالفوه، دون أن يسجّلوا تقدماً ملحوظاً، أو حركة سياسية يمكنها تعديل ميزان القوى في الداخل. إلا أن التيار المتفائل في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وخارج الائتلاف، يعوّل على تلك التحركات أن تجدي نفعاً على صعيد "الإمداد بالسلاح"، وهي القضية التي ما زالت تشهد انقساماً أوروبياً وانقساماً داخلياً في الولايات المتحدة.
في حضور الجربا "الباريسي"، إلى جانب رئيس أركان الجيش الحرّ، اللواء سليم إدريس، لم يتغير الخطاب كثيراً سوى ببعض الجرعات الأكثر ثقة بالنفس، والأقرب إلى المنطقية في عمل الائتلاف. إذ انطلق الجربا في كافة مساعيه من القول: "إن حماية المدنيين في سورية وإيجاد حل سياسي لن يحصلا باستجداء نظام الأسد، بل عن طريق تغيير موازين القوى على الأرض، بما يسهم في إسقاط النظام والحفاظ على مؤسسات الدولة". وتلخّصت مطالبه في إقناع الدول الغربيّة بلعب دورٍ أكبر لتقديم المساعدات التي تسهم في حقن دماء الشعب السوري، عن طريق تسليح الجيش الحرّ، والحصول على المساعدات الإنسانية اللازمة، وتوفير الدعم المالي واللوجستي للمجالس المحلية في المناطق المحرّرة. بينما حاول الجربا أيضاً شرح احتمال نشوب حربٍ كبرى ذات تبعاتٍ إقليمية واسعة، لعل خوف الغرب منها يجدي نفعاً.
ومقابل التفاؤل الذي خرج به رئيس الائتلاف من لقائه مع الرئيس الفرنسي، لم تكن تصريحات الأخير لتتخطى ما صدر عن خارجيته خلال الفترة السابقة. إذ أكّد البيان الصادر عن هولاند على أن فرنسا ستستمر بدعم الائتلاف وجهود هيئة الأركان في قيادة الجيش الحر، وستلتزم بمساعدة الشعب السوري إغاثياً وإنسانياً.

 

غليون المتفائل

برهان غليون.. عضو الائتلاف الذي رافق الجربا في تحركاته، كان أكثر تفاؤلاً عندما كتب على صفحته في موقع التواصل فيس بوك، تحت عنوان بارقة أمل: "انطباعي عن لقاءاتنا الدولية الأخيرة هو أن هناك إدراكاً متزايداً في العواصم الدولية الرئيسية بضرورة التحرك في اتجاه مساعدة السوريين للخروج من الجمود، بعد مرحلة طويلة وقاسية من التردد والتشكيك بالمعارضة، أو بالقدرة على فعل شيء من دون دفع ثمنٍ غالٍ عسكرياً وسياسياً".
وأكد غليون أن الأمل كبير، على اعتبار أن التوجه الدولي حالياً لا يتعلق فقط بمصير الشعب السوري وحده، وإنما بمصير القانون والحق والديمقراطية والسلام والعلاقات الدولية والإنسانية في المنطقة والعالم.

 

محاولة كسب الثقة المصرية

كانت الزيارة الأكثر لفتاً للأنظار هي سفر الجربا ووفد الائتلاف إلى القاهرة، بعد تولّي الجيش المصري قيادة المرحلة الانتقالية. فقد كان لا بد من محاولة استعادة الدعم المصري للمعارضة، وتوضيح الموقف السوري، خاصة بعد مجموعة من الأحداث التي زادت من التوتر تجاه السوريين المقيمين هناك، عقب اتهام بعضهم بالاشتراك في أعمال شغبٍ إلى جانب الإخوان المسلمين، المطالبين بإعادة الرئيس مرسي، المنتخب شرعياً.
إلا أن الموقف المصري لم يتّضح بشكلٍ حاسمٍ بعد زيارة الجربا، فقد بدا أن القيادة الجديدة مشغولة حالياً بتسوية شؤون الداخل. وما زالت تنتظر التوازنات ومواقف الدول الإقليمية الكبرى من الحكم المصري الجديد.

 

أمريكا وضعف احتمال التدخل العسكري

لم يصدر أي بيانٍ رسميٍ أو تصريح جديد عن القيادة الأمريكية بخصوص الوضع السوري، إلا أن الموقف الواضح هو استبعاد التدخل العسكري الآن. والسبب الأكثر إعلاناً لذلك حالياً هو أن خطة التدخل، وفق السيناريوهات التي حدّدها قائد الأركان المشتركة للجيش الأمريكي مارتن ديمبسي، مكلفة جداً، إضافة إلى أن العواقب المحتملة كثيرة، وتشير إلى الفوضى بحسب محليين استراتجيين من الولايات المتحدة. وهو ما يرجّح أن زيارة الجربا لأمريكا لم تخرج بأي نتيجة تذكر، رغم التفاؤل الذي أبداه رئيس الائتلاف.