- الرئيسية
- مقالات
- رادار المدينة
خدمات القوريّة: انقطاعٌ متكرّرٌ للكهرباء، وأحياءٌ كاملةٌ لا تصل إليها المياه
محطة مياه في القورية
مثل غيرها من المدن المحرّرة، تعاني مدينة القوريّة في ريف دير الزور من تراجع مستوى الخدمات، رغم محاولات المجلس المحليّ التغلب على المشكلات التي سبّبت هذا التراجع. وتأتي خدمات الكهرباء ومياه الشرب في أول اهتمامات المجلس.
ترجع مشاكل انقطاع التيار الكهربائيّ إلى خروج محطاتٍ كهربائيةٍ عن الخدمة بسبب أعطالها، أو نتيجة تعرضها - كما يقول أحد مهندسي الكهرباء - لانتهاكاتٍ من سرقة معدّاتٍ وآلياتٍ وتجهيزاتٍ أساسيةٍ ووقود، وخاصةً في أشهر الفوضى التي أعقبت تحرير ريف دير الزور. مما انعكس بشكلٍ سلبيٍّ على كفاءة الشبكة الكهربائية، وأدّى إلى عجزٍ في الاستطاعات التي تزوّد محطة التوليد الموجودة في حقل التيّم. مما يضطرّ القائمين على الكهرباء إلى توزيعها بشكلٍ متقطعٍ بين المناطق، علماً أن مدينة القورية تحتاج إلى حوالي 10 ميغا واط في الساعة من الكهرباء.
يشرح محمود الخليفة، وهو مدير مكتب الخدمات في مجلس القورية المحليّ، واقع خدمة الكهرباء فيقول: توجد في المدينة خمسون محوّلةٍ كهربائيةٍ هوائيةٍ وعشر محوّلاتٍ أرضية. كما يوجد مركزٌ لطوارئ للكهرباء. ويقوم المجلس المحليّ، ممثلاً بالمكتب الخدميّ، بالوقوف على أهمّ الصعوبات والمعوّقات التي تعترض سير العمل في هذا القطاع الخدميّ الهامّ لحياة الناس. إذ قام المجلس، منذ بداية الثورة، بكافة أعمال الصيانة الفنية والميكانيكية لمستلزمات هذا القطاع، وتأمين المحروقات لآليات مركز الطوارئ وصيانتها. فقدّم بدائل لأكثر من سبع محوّلاتٍ معطوبة، بمساعدة الأهالي مناصفةً. وقام بتأمين قطع تبديلٍ للمحوّلات، من فيوزاتٍ وقواطع وكابلاتٍ وأسلاك، وصيانة الشبكات الكهربائية الهوائية والأرضية لأحياء المدينة، بالرغم من وجود نقصٍ في واردات المجلس. علماً أن العمر الافتراضي للشبكات الكهربائية قد انتهى منذ حوالي سنة، بسبب الاستجرار الزائد والملحوظ في الآونة الأخيرة، نتيجة اعتماد الأهالي على الكهرباء بشكلٍ رئيسيٍّ في حياتهم اليومية كبديلٍ عن مصادر الطاقة الأخرى، وخاصة بعد انقطاع مادة الغاز المنزليّ أو قلة توافرها. وهنا نناشد الجهات والمنظمات المختصة مساعدتنا في أعمال الصيانة، والعمل على تجديد الشبكة الكهربائية لمدينة القورية بشكلٍ كامل. علماً أن المجلس أعدّ دراساتٍ خاصةً بمشاريع تجديد شبكة الكهرباء، وقدّم ما يستطيع من دعمٍ ماليٍّ ولوجستيٍّ لتحسين أداء الشبكة ضمن الإمكانات المتوافرة. وأذكر هنا أن الإنفاق الكليّ للمجلس على قطاع الكهرباء في العام الماضي بلغ ثلاثة ملايين ليرة.
أما عن مياه الشرب فتوجد في مدينة القورية ثلاث محطات تصفيةٍ تؤمّن المياه لمعظم الأحياء. وهي لا تكفي لتغطية المدينة كاملةً، فلا تصل المياه إلى الأحياء البعيدة عن هذه المحطات، مثل حيّ "البازول" وأطراف حيّ "الحسن الأقرع" وحيّ "الطعس". يتحدث الخليفة عن دور المجلس المحليّ في دعم وتحسين خدمة مياه الشرب في القورية، فيقول: أشرف المجلس المحليّ، ممثلاً بالمكتب الخدميّ، على حُسن سير عمل محطات المياه الثلاث في المدينة، بعد انقطاع التدفقات المالية والدعم من الجهات المختصة في النظام منذ بداية الثورة. إذ قام المجلس بتقديم خدمات الصيانة الفنية والميكانيكية للمحطات الثلاث، وتأمين ثلاث مولداتٍ كهربائيةٍ احتياطيةٍ لتشغيل المحطات في حال انقطاع التيار الكهربائيّ، وتأمين مادة المازوت للمولدات، وتأمين مادة الكلور أيضاً، وصرف رواتب وأجورٍ لستة عمال مناوبةٍ فيها، وتأمين كافة المصاريف الإدارية لهذه المحطات. وقد بلغ إجمالي إنفاق المجلس المحليّ على هذه المحطات في العام الماضي 3400000 ل. س، بالإضافة إلى تقديم مشروع إعادة هيكلة محطة مياه القورية الرئيسية بمبلغ قدره 29 ألف دولار، وتمّ تنفيذه خلال العام نفسه، بدعمٍ من بعض المنظمات التابعة لقوى المعارضة. يقول الخليفة: نظراً للتزايد الســـــكاني والعمراني في المدينة، والذي يتطلب تأمين محطة مياهٍ رابعة؛ نناشد الهيئات والمنظمات الإنســـــانية والخـــــــيرية الداعمة توفيــــر مستلزمات هذه المحطة، وكذلك المساعدة في أعمال صيانة شبكة أنابيب المياه للتغلب على المشكلات في حقل المياه شديد الأهمية في
حياة السكان وصحتهم.